أرجعت أول سيدة على مقعد وكيل مجلس الشيوخ، «فيبى فوزى جرجس»، المكتسبات التى حصلت عليها المرأة فى السنوات الخمس الأخيرة لدعم الرئيس عبدالفتاح السيسى وانتصاره لقضايا المرأة لإيمانه بدور عظيمات مصر. «فيبى» التى تنتمى لحزب الشعب الجمهورى،أكدت فى حوار ل«صباح الخير»، أن المرأة ناضلت كثيرًا لكى تحجز مكانها بجداره ومهارة. وهى إحدى القيادات النسائية المعروفة فى الإسماعيلية، مارست عملا ميدانيّا على مدار السنوات الماضية من خلال عضويتها فى المجلس القومى للمرأة منذ إنشائه حتى وصلت إلى منصب المقرّر المناوب. وتحظى قضايا المرأة بأولوية قصوَى على رأس أجندة «فيبى» التشريعية، متمنية أن تكون صوتًا معبرًا بصدق عن هموم المرأة المصرية، مشيرة إلى أن مجلس الشيوخ سيلعب دورًا مُهمّا فى المشهد السياسى؛ لأنه يحظى بوجود نخبة مميزة من رجال الفكر والعلماء المتخصصين فى جميع فروع العلوم بما سيضمن جودة التشريع. • ما هو شعورك بعد انتخابك كأول امرأة وكيلة لمجلس الشيوخ ب 199 صوتًا من إجمالى الأعضاء؟ - أعتبر هذا الفوز انتصارًا للمرأة المصرية، وتعبيرًا قويّا عن المكانة التى وصلت لها المرأة فى عهد الرئيس عبدالفتاح السيسى، فدعمه الدائم وإيمانه بأهمية دورها فى استكمال مشروع البناء الذى يقوده منذ ثورة ال30 من يونيو، دفع الجميع للعمل على تحقيق تمكين المرأة ومنحها ما تستحقه فى جميع المواقع التشريعية والتنفيذية والقضائية. • كيف ترين وضع المرأة المصرية ومكانتها فى عهد الرئيس عبدالفتاح السيسى؟ - لا شك أن المرأة المصرية حققت فى السنوات الأخيرة العديد من الإنجازات التى جاءت نتيجة ثمرة كفاح بدأ منذ نحو قرن من الزمان، وهو ما تجلى بصفة خاصة فى الأحداث التى شاركت فيها المرأة المصرية بقوة فى يناير وثورة 30 يونيو، فهى الآن الوزيرة والمحافِظة ورئيسة الجامعة، تمامًا مثلما هى القاضية فى مختلف أنواع القضاء، وهى أخيرًا كما نراها وكيلة مجلس الشيوخ وعضو المجالس النيابية بنسبة تفوق كل ما حصلت عليه سابقًا. • المنصة ممثلة بثلاثة أحزاب فضلًا على 11 حزبًا تحت القبة.. كيف ترين هذا التنوع السياسى ودوره فى إثراء المشهد السياسى؟ - يعكس ذلك ما وصلت إليه الحياة الحزبية فى النظام السياسى المصرى من نضج؛ حيث لم يعد ثمة مجال لاحتكار حزب واحد جميع المناصب، ولذلك دلالته المهمة فى الدور الذى يجب أن تلعبه الأحزابُ فى تخريج كوادر سياسية قادرة على القيام بأعباء المهام الوطنية المختلفة، وقد انعكست هذه الرؤية لأهمية التنوع وضرورة المشاركة بين الجميع وعدم السماح بغلبة حزب واحد فى اختيار القيادات الثلاثة لمجلس الشيوخ، فالرئيس ينتمى لحزب «مستقبل وطن» وأحد الوكيلين ينتمى لحزب «الوفد»، والثانى لحزب «الشعب الجمهورى»، كذلك فإن تمثيل كل هذا العدد من الأحزاب والقوى السياسية هو مؤشر على مدى ما ينتظر جلسات ومناقشات مجلس الشيوخ من ثراء يمكن من خلاله تحقيق اختراق فى العديد من المشكلات والقضايا التى تهم المواطن المصرى. • ما هى أهم القضايا والأولويات التى تحملها النائبة «فيبى جرجس» على عاتقها خلال الفصل التشريعى الأول لمجلس الشيوخ؟ - هناك العديد من القضايا المُلحة التى يجب مواجهتها حاليًا فى العديد من المجالات، والتى أتطلع لطرحها أمام المجلس، ومن بينها ما يتعلق بقضايا الاستثمار أو المرأة، أو المشكلة السكانية وبناء الإنسان المصرى، وإلى جانب ذلك أرى أن هناك العديد من التشريعات التى يجب أن تخاطب قضايا الصحة؛ خصوصًا ما يتعلق بمنظومة التأمين الصحى الشامل، والتعليم الفنى والمهنى، وبعض التشريعات التى يمكن أن تسهم فى زيادة جاذبية المشروعات الصغيرة والمتوسطة ومتناهية الصغر، إذ أرى أن لها دورًا كبيرًا فى توفير فرص العمل للشباب، أيضًا هناك القانون الخاص بالمجالس الشعبية المحلية، هذا بالطبع بخلاف قضايا المرأة التى تحتل جزءًا كبيرًا من اهتمامى؛ خصوصًا ما يتعلق بقانون الأحوال الشخصية والتشريعات التى تهدف إلى تمكين المرأة فى جميع المجالات. • هل ستكونين صوت المرأة تحت القبة؟ وما هى التشريعات التى تحتاجها المرأة المصرية؟ - جانب كبير مما يشغلنى يتعلق بالتشريعات التى تعتنى بالنواحى المختلفة لحياة المرأة المصرية، وأتمنى أن أكون أحد الأصوات المعبرة عن همومها، ولكن ما يجب أن ألفت الانتباه إليه هو أن أنصار المرأة والمتحدثين بلسانها من الرجال هم عناصر مهمة وفاعلة ولا يقل دورهم فى مناصرة قضايا المرأة عن القيادات النسائية، فالعنصر الحاسم حقيقة هو الإيمان بقدرات المرأة وجدارتها بأن تحصل على حقوقها. أمّا عن اهتمامى الشخصى فى هذا الصدد فمتنوع، ويشمل على سبيل المثال أحد القوانين المهمة التى تتعلق بحقوق المرأة مباشرة وهو قانون الأحوال الشخصية؛ نظرًا لتنظيمه مواقف كثيرة تمس حياة المرأة، مثل الزواج والطلاق والنفقة والحضانة والرؤية وغيرها. كذلك أتصور أن أحد الملفات والقضايا المهمة هو تغيير صورة المرأة فى المجتمع وتغيير الموقف من عملها خارج المنزل ومن تمكينها سياسيّا واقتصاديّا واجتماعيّا، لأنى لاأزال أرى أن الرأى العام لا يجارى ولا يستوعب بعمق ما تنشده القيادة السياسية من إصلاح وتطوير لأوضاع المرأة المصرية، وأعتقد أن هذه القضية سوف تحظى باهتمامى فى المرحلة المقبلة. • ما هى أهمية وجود غرفة ثانية للبرلمان؟ وكيف سيكون التعاون بينكم وبين مجلس النواب خلال الفترة المقبلة؟ - يأتى حرص المشرّع فى التعديل الدستورى الأخير والذى تم فى العام الماضى على استعادة الغرفة البرلمانية الثانية، بعد أن تم إلغاؤها فى الدستور الصادر عام 2014؛ تأكيدًا على أهمية وجود مثل هذه المؤسّسة التشريعية والاستشارية كمكون أساسى فى النظام التشريعى، فالغرفة الثانية هى فى الحقيقة إثراء كبير للحياة السياسية، وفرصة لضم العديد من الخبرات العلمية والمتخصصة فى جميع المجالات ممن لا يمكنهم المنافسة فى معترك انتخابى، كذلك الذى يشهده مجلس النواب، ووجود مجلس الشيوخ يضمن جودة التشريع الصادر عن الهيئة التشريعية ككل لأنه يعمّق الحوار، ويهتم بدراسة الموضوعات والظواهر التى من المفترض أن يخاطبها القانون، الأمر الذى يضمن ألّا تصدر تشريعات تثير ارتباكًا وتتسبب فى مشكلات عند التطبيق، هذا بالطبع إلى جانب الدور المهم الذى كلف به القانون مجلس الشيوخ فى مناقشة خطة التنمية الاجتماعية والاقتصادية، والمعاهدات والاتفاقات الدولية، وبحث ما يحال إليه من تشريعات وقوانين من رئاسة الجمهورية أو مجلس النواب. ولا شك أنه سيكون ثمة تكامل بين عمل مجلسَى الشيوخ والنواب، فمجلس النواب هو الهيئة التشريعية الأساسية والمكلفة بإعداد وإصدار جميع القوانين والتشريعات، ومراقبة أعمال السُّلطة التنفيذية، ومساءلتهم، أمّا مجلس الشيوخ فوظيفته الرئيسة هى تعميق وإثراء الحوار حول مختلف القضايا التى تشغل ساحة العمل الوطنى. • وماذا عن الأجندة التشريعية لحزب الشعب الجمهورى؟ - أجندتى التشريعية هى نفس الأجندة التى يتبناها حزب الشعب الجمهورى الذى يدور برنامجه حول عدة محاور، أهمها إرساء الدعائم السياسية للدولة المدنية الحديثة، كذلك ضمان مشاركة الجميع وتوفير فرص عادلة لجميع الفئات، وعلى الصعيد الاقتصادى يستهدف الحزب تأكيد دور الدولة فى تحقيق انطلاقة اقتصادية والحفاظ على حقوق المواطنين الأساسية، والتركيز على العناصر التنافسية للاقتصاد المصرى، ودعم دور الدولة فى رعايتها للمشروعات الصغيرة والمتوسطة لبناء مجتمع اقتصادى قوى، وسوف تسعى الهيئة البرلمانية للحزب لترجمة هذا البرنامج فى صورة تشريعات لصالح المواطن، بالإضافة لمساندة خطط وجهود القيادة السياسية الدؤوبة فى تغيير شكل الحياة فى مصر، وهو ما يتحقق حاليًا بالفعل. • ما هى المواد التى نصت عليها اللائحة التنفيذية الجديدة لمجلس الشيوخ؟ - اللائحة الداخلية لمجلس الشيوخ تسعى فى الأساس لترجمة ما نص عليه القانون والدستور من مهام المجلس، لهذا فهى تتضمن تفاصيل العمل فى المجلس واللجان المتخصصة التى سيشملها وكيفية الانضمام إليها ومسار المناقشات فى اللجان وفى الجلسات العامة، كذلك أدوات العضو التى يمكنه اللجوء إليها لطلب مناقشة موضوع أو قضية ما، وتقدّم الأعضاء بالمقترحات، وغير ذلك من مجريات تنظيم العمل بالمجلس وبصفة عامة سوف تنظم هذه اللائحة، كيفية ممارسة المجلس لاختصاصاته، والمحافظة على النظام داخله، وتوضح ما يتمتع به العضو من حقوق، وما عليه من واجبات، والإجراءات التى يجب اتباعها، كذلك تحديد العلاقة بين المجلس وغيره من المؤسّسات والجهات.
