(يد تبنى.. والأخرى تحمل السلاح).. دائمًا ما كان هذا شعار القوات المسلحة المصرية، ومع كثرة التحديات التى تتناسب مع حجم الثقل التى أصبحت عليه مصر تغير الشعار إلى: يد تبنى.. والأخرى تردع كل من تسول له نفسه الاقتراب من أمننا القومى. عام مضى والجيش المصرى يحمل على عاتقه مهام عدة، وعام قادم وهو يخطط لمهام أكبر؛ ليؤكد أنه الجيش التاسع عالميًا والأول على مستوى الشرق الأوسط وإفريقيا.
وأبت القوات المسلحة المصرية أن ترحل 2020 من دون أن تهدى لمصر مفاجأة، تضاف إلى صف إنجازاتها لتختتم به حصادها فى العام المنصرم، وهى وصول الفرقاطة «الجلالة» من طراز (فريم بيرجامينى) إلى قاعدة الإسكندرية إيذانًا بانضمامها للقوات البحرية. وتعد الفرقاطة (الجلالة) واحدة من أصل فرقاطتين من طراز فريم تم التعاقد عليهما بين مصر وإيطاليا، مما يعكس رؤية القيادة السياسية ودعمها القوى لدفع علاقات الشراكة والتعاون بين البلدين الصديقين فى العديد من المجالات. وتتميز الفرقاطة متعددة المهام الجديدة بالقدرة على الإبحار لمسافة (6000) ميل بحرى، وتتمتع بالعديد من الخصائص التقنية ومنظومات التسليح الحديثة التى تمكنها من تنفيذ جميع المهام القتالية بالبحر وقت السلم والحرب، مما يجعلها بمثابة إضافة تكنولوجية هائلة لإمكانات القوات البحرية. أسلحة جديدة لم تكن الفرقاطة الجلالة هى القطعة الوحيدة التى انضمت لقواتنا المسلحة عام 2020، هناك أيضًا الفرقاطة «جويند الأقصر»، وهى الفرقاطة الثالثة التى يتم بناؤها على أرض الوطن بالتعاون مع شركة «naval group» التى تعد إحدى قلاع الصناعة الفرنسية فى تكنولوجيا بناء وتصنيع السفن». والفرقاطة الشبحية «جوويند - Gowind-2500»، هى صفقة وقّعتها مصر مع الجانب الفرنسى، بعدد 4 قطع بحرية، وذلك فى إطار عملية التطوير والتحديث التى تقوم بها القوات المسلحة فى جميع أفرعها وإداراتها المختلفة. واحتفلت القوات البحرية أيضًا بتدشين الغواصة الرابعة S-44 من طراز (209 / 1400) ألمانية الصنع، وتم بناؤها بترسانة شركة «تيسين كروب» بمدينة كييل الألمانية. وتعد هذه الغواصة هى الأخيرة ضمن أربع غواصات ألمانية انضم ثلاث منها للخدمة بالقوات البحرية طبقًا لبرنامج زمنى محدد. وتعتبر الوحدات الجديدة ضمن الأكثر تطورًا فى العالم، بما تمثله لمصر من قوة ردع للحفاظ على السلام وتوفير حرية الملاحة البحرية ودعم أمن قناة السويس فى ظل العدائيات والتحديات التى تشهدها المنطقة. مناورات مصرية شهدت مصر هذا العام عددًا كبيرًا من المناورات التى تمت فعالياتها بين القوات المسلحة المصرية، وعدد من الدول الشقيقة والصديقة، مما يعكس سعى القيادة المصرية المستمر لتنمية علاقاتها القوية مع الحلفاء والشركاء لتحقيق الآمال والتطلعات المشتركة نحو تحقيق الأمن والاستقرار فى منطقة الشرق الأوسط. من أهم هذه المناورات كانت مناورة «سيف العرب» العسكرية باستخدام الذخيرة الحية، وكانت بالاشتراك بين من مصر ودول السعودية والإمارات والأردن والبحرين والسودان، وذلك بقاعدة محمد نجيب العسكرية فى مصر. والمناورة المصرية- الروسية المشتركة «جسر الصداقة- 3» بمشاركة وحدات بحرية من القوات البحرية لكلا الجانبين، فى البحر الأسود باستخدام الأسلحة والذخيرة الحية، وهى المناورة التى سببت خوفًا وهلعًا لتركيا من القدرة المصرية العسكرية. كما تمّت فعاليات التدريب البحرى الجوى المصرى اليونانى القبرصى المشترك «ميدوزا- 10»، والذى استمر لعدة أيام بنطاق مسرح عمليات البحر المتوسط. وتزامنًا مع احتفالات مصر والقوات المسلحة بالذكرى السابعة والأربعين لانتصارات أكتوبر المجيدة؛ شهد الفريق أول محمد زكى، القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربى، تنفيذ المرحلة الرئيسية للمناورة « ردع - 2020» بالذخيرة الحية، والتى نفذتها وحدات من المنطقة المركزية العسكرية بالتعاون مع الأفرع الرئيسية للقوات المسلحة فى إطار خطة التدريب القتالى لتشكيلات ووحدات القوات المسلحة. كما نفذت القوات المسلحة المصرية المناورة حسم 2020، على الاتجاه الاستراتيجى الغربى، على الحدود المصرية- الليبية، والتى شملت المرحلة الرئيسية منها قيام طائرات متعددة المهام بتأمين أعمال قتال القوات وتقديم المعاونة الجوية بغرض القضاء على عناصر المرتزقة من الجيوش غير النظامية، وقامت بتنفيذ رماية لاستهداف مناطق تجمع تلك العناصر، ومراكز القيادة ومناطق التكديسات والدعم اللوجيستية. أما المناورة «بدر2020»، فقد استهل الجيش المصرى بها العام، وتعد من أضخم وأكبر المناورات فى الجيش المصرى وتجسد معنى الاستعداد والكفاءة والجاهزية لقواتنا المسلحة المصرية لحماية مقدرات وثروات الوطن. وشاركت بالمناورة بدر تشكيلات ووحدات القوات المسلحة من القوات البرية والبحرية والجوية، والأفرع الرئيسية للقوات المسلحة وجميع القيادات والهيئات والإدارات والجيوش الميدانية وقوات الدفاع الجوى، إضافة إلى عناصر القوات الخاصة من الصاعقة والمظلات، كما تضمنت عمليات الفتح الاستراتيجى للقوات على جميع الاتجاهات الاستراتيجية للدولة وعلى ساحلى البحرين الأحمر والمتوسط. يستكمل الجيش المصرى مهامه فى «عملية حق الشهيد» فى إطار سلسلة من المواجهات الناجحة ضد الإرهاب على مدار الأعوام الماضية، والتى بدأت بسلسلة عمليات حق الشهيد ضد العناصر الإرهابية فى سيناء، وتستمر الآن فى جميع ربوع الوطن لدحر الإرهاب الممر والاختيار وانطلاقًا من مبدأ «الفن فى مواجهة الإرهاب والتطرف»، قامت إدارة الشئون المعنوية بالقوات المسلحة؛ بطرح مسلسل الاختيار على غرار فيلم «الممر» الذى حقق أعلى نسب مشاهدات خاصة بين الشباب. وجسّد مسلسل «الاختيار» حياة الشهيد المقدم أركان حرب أحمد صابر منسى قائد الكتيبة 103؛ حيث أوضح الدور الحقيقى للدراما الواقعية لما يعايشه جنود مصر فى سيناء فى محاربة قوى الشر. وسيشهد العام الجارى 2021 الجزء الثانى من المسلسل تحت عنوان «الاختيار 2» لاستكمال ما بدأه من رسالة. وفى نهاية العام الماضى حصلت الهيئة الهندسية بالقوات المسلحة على جائزة أفضل المشروعات الهندسية فى الشرق الأوسط، كما حصل مسشفى المعادى العسكرى، والمستشفى الجوى على الجائزة الذهبية فى المجال الصحى فى المؤتمر الأفرو آسيوى.
