ظهر الشباب المصري من جديد بعد ثورة 25 يناير ليثبت للعالم كله أنه قادر علي بناء بلده وإعمارها.. ونحن ننقل إلي المسئولين وأصحاب القرار آراء ومقترحات الشباب عن مصر المستقبل تقول منة الله السيد - 13 سنة - طالبة بالصف الثاني الإعدادي إن الناس بوجه عام في حاجة إلي تغيير أنفسهم وسلوكياتهم، فطوال الوقت نحن كشباب نحلم بأن نري بلدنا نظيفة وشوارعنا مزينة وهذا ما قررنا أن نقوم به بإيدينا لئلا يكون هدفنا هذا مجرد حلم فقد شاركت مع أصدقائي في تنظيف الميدان ليس لمرة واحدة وإنما لعدة أيام متتالية كما أننا قمنا كذلك بطلاء السور المحيط بالمجمع حتي نعطي انطباعاً جيداً للسائحين عن بلدنا ونؤكد لهم أن مصر هي أحلي بلد في العالم. ويقول مدحت علي - 21 سنة - طالب بالفرقة الرابعة بكلية الألسن قسم لغة إسبانية: إن التغيير الحقيقي يبدأ من العقول وأسلوب التعليم الحالي يقتل أي محاولة للتغيير، فنحن في حاجة ماسة إلي التخلص من نمط الحفظ والصم، وضغط المناهج وتركيزها علي المواد التي تفيد الطالب في حياته المهنية فالتعليم الآن أصبح شيئاً مخيفاً بالنسبة للأطفال، وأريد أيضاً أن تكون المواصلات العامة مريحة وغير مكدسة بالراكبين ونحترم جميعاً بعضنا. وتقول آلاء سامح - 16 سنة - في الصف الثالث الإعدادي إن حرية الرأي هي السبيل للتغيير، فالصحافة قبل 25 يناير كانت مكبوتة وكذلك الإذاعة والتليفزيون فيجب أن تتمتع بحرية الفضائيات الخاصة وألا تكون تابعة للنظام الحاكم. ويقول يوسف نبيل - 13 سنة - طالب بالصف الثاني الإعدادي يجب أن تكون هناك عدالة في مرتبات الموظفين فنحن الآن نسمع عن أشخاص يتقاضون مرتبات بأرقام فلكية وآخرين يتظاهرون من أجل زيادة مرتباتهم. يقول إبراهيم البنا - 20 سنة - طالب بالفرقة الثالثة بكلية الحاسبات وتكنولوجيا المعلومات بجامعة الزقازيق إن الحكومات يجب أن تكون بالانتخابات الحرة وليست بالتعيين كما كان يحدث في السابق ويجب أن تكون هناك مادة بالدستور تضمن ذلك. وتقول مني محمود - 25 سنة - محاسبة إنه لابد من عودة الطبقة المتوسطة التي انتهت وتلاشت في آخر خمس سنوات، وهذا سوف يتحقق إذا أولينا الطبقة الفقيرة ودون مستوي الفقر الاهتمام اللازم ووفرنا لهم الخدمات اللازمة كالتعليم والسكن الصحي وفرص العمل، وهذا كله سوف يتم إذا أتحنا الفرصة للجيش والحكومة كي يباشروا مهامهم، فما يحدث هذه الأيام من اعتصامات ووقفات احتجاجية هو مهزلة، لأن الناس تريد أن تأخذ حقها قبل أن تؤدي واجبها تجاه الدولة وتجاه أنفسهم أيضاً، وهذا سوف يؤدي إلي تدهور اقتصادي سنعاني منه جميعاً في المستقبل. ففي هذه الفترة الحرجة علينا جميعاً أن نقصر مدة التغيير حتي نصل إلي الاستقرار السريع. ويقول إبراهيم محمد - 24 سنة - محام: أنا من شباب 25 يناير وكل ما أنادي به الآن هو الالتزام بأخلاق ميدان التحرير، فلم تتعرض أي فتاة بيننا إلي تحرش أو حتي معاكسة، وكنا نستأذن بعضنا قبل القيام بأي تصرف لأننا جميعاً شركاء الوطن وكان إخوتنا الأقباط يقومون بحمايتنا أثناء الصلاة ويرددون الصلاة وراء الإمام حتي يسمع المصلون في الصفوف الخلفية وأستطيع أن أقول بمنتهي الصراحة إن من سيسعي إلي التغيير والحفاظ عليه هم الشباب دون 25 سنة وهم جماهير الميدان، أما الشريحة العمرية الأعلي من 25 سنة فمعظمهم سعوا إلي مكاسب وقتية وسريعة وبخصوص الدستور فيجب أن يتحول الحكم بالدولة من النظام الرئاسي إلي البرلماني ليمتلك آليات حساب رئيس الجمهورية والحكومة. ويقول محمود عزمي - 17 سنة - الصف الثالث الثانوي: لا أريد تزويرا حتي أشعر أنني مواطن حر. وتقول هانيا عزمي - 13 سنة - طالبة بالصف الثاني الإعدادي: أريد عدالة اجتماعية حتي لا نضطر إلي القيام بمظاهرات من جديد ونعرض البلد لهذا الخراب. ندي عادل 14 عاماً طالبة بالصف الثالث الاعدادي تقول: أري أننا صوب مستقبل أفضل ستكون فيه مصر نظيفة بلا قمامة، فلقد عزمنا نحن الشباب علي أن نهتم ببلدنا ولا نجعل فيها ما يسيء إلي جمالها وحضارتها. أما أحمد إبراهيم 20 عاماً وطالب بكلية الصيدلة فيقول: أشعر بأن بلدنا أصبحت جميلة، فأصبح كل فرد يتجول في شوارعها وهو سعيد ويضيف قائلاً: يجب ألا تنسينا سعادتنا دورنا تجاه بلدنا.. وأولي خطواتنا يجب أن تتمثل في تغيير أنفسنا وأن نعرف احتياجاتنا وأن نجتهد في دراستنا وفي عملنا.. وأنا سأبدأ بنفسي وسأعمل وأكدح حتي أستطيع أن أحقق حلمي بإنشاء أكبر شركة في مصر والشرق الأوسط لتصنيع الدواء حتي نتجنب احتكار الشركات العالمية في إنتاج الأدوية. ويستطرد قائلاً: لقد تعلمت من ثورة 25 يناير التي كنت أحد المشاركين بها ألا أخاف من إبداء رأيي وأن أحترم الرأي الآخر مهما اختلف معي في الرأي.. ولذلك علينا أن نحترم صورة الرئيس السابق مبارك ولا نسبه حتي نحظي باحترام العالم كله.. يارا أحمد حسن (15 عاماً) طالبة بالصف الثالث الإعدادي تقول: أري مصر وقد اكتست بالمزيد من الحرية وتوجت بالديمقراطية الحقيقية.. والآن جاء دورنا لخدمة بلدنا وإنجاح هذه الثورة التي شعرنا بعدها بالمعني الحقيقي للانتماء للوطن. وبالنسبة لعبد الرحمن سامح (13 عاماً) وطالب بالصف الثالث الإعدادي يقول: الآن مصر عرفت حرية الرأي.. فما من أحد أصبح يخاف أن يعبر عن وجهة نظره بصراحة.. فلن نخاف بعد اليوم من ضباط الشرطة والأمن.. وجاء واجبنا تجاه وطننا بأن نعمره ونحافظ عليه وأهم ميزة استخلصناها من الثورة أننا عرفنا مدي انتمائنا لبلدنا وأننا تركنا الحديث في كرة القدم وبدأنا نتكلم في السياسة. وبالنسبة لمي عبدالسميع (24 عاماً) تعمل بالمراجعة الحسابية بإحدي الشركات فتقول: عندي أمل في التغيير ولكن علينا أن «نلحق أنفسنا» ونعود إلي عملنا وأن نرفض فكرة الخروج إلي المظاهرات في هذه الفترة الحرجة.. فقد تكون هذه المظاهرات والاحتجاجات في جميع القطاعات الحكومية قد أظهرت الفاسدين ولكنها إذا استمرت فستوقف حال البلد وإذا كان هناك من معترض فعليه التوجه إلي النائب العام.. فكفي اعتصامات فحان وقت العمل.. فأنا عن نفسي سأعمل بضمير وسأعمل جاهدة علي جعل مصر أفضل.. فإذا كنا في الماضي نخجل من تنظيف شوارعنا فلم نعد الآن نخجل، كذلك إذا كنا لم نشارك سياسياً في الانتخابات لأننا كنا نشعر بأننا غير مؤثرين، فاليوم الوضع قد تغير وسنخرج للمشاركة. أما سعاد أيمن (18 عاماً) طالبة بكلية الآداب فتري أن الناس يجب أن توقف اعتصاماتها واحتجاجها لأن ذلك سيؤثر بالسلب علي اقتصاد البلد.. وتضيف قائلة: «أنا أري أننا كخطوة أولي نحو الإصلاح علينا أن نفهم جيداً ما نتعلمه في المدارس.. فيجب أن نعي أن المنهج ليس ورقة الامتحان.. فهذا هو أبسط الأشياء وأتمني أن يتم رفع أجور الموظفين بالدولة..