تعبير «التكنولوجيا القابلة للارتداء» wearable technology سيتردد كثيرًا فى الأيام المقبلة، فالعلماء لم يتوقفوا عن التفكير فى اختراعات يرتديها الإنسان، فتوفر له مزيدًا من الأمان والحماية من المخاطر التى تهدد حياته. أحد هذه الاختراعات هى الساعات الذكية Smart Watches، التى تستطيع تشخيص الرجفان الأذينى (ضربات القلب السريعة غير المنتظمة)، بحسب ما بشرت به نتائج دراسة نشرتها مجلة نيو إنجلند الطبية على موقعها مؤخرًا. كانت المشكلة الصحية التى شغلت بال العلماء طويلا وكانت أساسًا لفكرة الدراسة، هى أن الأبحاث السابقة أكدت ارتباط الرجفان الأذينى بارتفاع خطر معدل الإصابة بالسكتة الدماغية بمقدار خمسة أضعاف، وأن هذه الحالة المرضية تؤثر على حوالى 6 ملايين شخص فى الولاياتالمتحدة، ويزيد من عمق المشكلة أنه رغم أن الرجفان الأذينى هو السبب الرئيسى للسكتة الدماغية ودخول المستشفيات هناك، فخطورة الحالة لدى الكثيرين تكون غير ظاهرة لعدم وجود أعراض. المعروف أن اكتشاف هذه الحالة المرضية يتطلب أن يستخدم المريض جهازًا صغيرًا نقّالا يسمى «هولتير» يرتديه المريض ويقوم بتسجيل وتدوين النشاطات الكهربية فى القلب على مدى 24 ساعة، لكن أجهزة مراقبة القلب المستمرة التقليدية، لها فترات مراقبة محدودة. وبحثًا عن نهج أكثر واقعية، درس د.بيريز وزملاؤه من جامعة ستانفورد فى كاليفورنيا إمكانية استخدام تطبيق آى فون بساعات Apple Watch لتنبيه الناس بوجود اضطرابات فى نبضات القلب. تتميز ساعة Apple Watch بجهاز استشعار ضوئى يمكنه اكتشاف التغيرات فى تدفق الدم باستخدامه، وعندما تكتشف الساعة أن النبضات تتفاوت لأكثر من دقيقة، تنبه مرتديها لضرورة استشارة الطبيب. شارك فى الدراسة أكثر من 400 ألف شخص، وأظهرت النتائج أن ساعة آبل ووتش Apple Watch تمكنت من تحديد فترات النبض غير المنتظم، وبعد الفحص الطبى، تأكد أن لخبطة ضربات القلب هى الرجفان الأذينى فعلًا، ووجد الباحثون أن ساعة أبل اكتشفت ضربات القلب غير المنتظمة فى 0.5 ٪ من المشاركين، وباستخدام رسم القلب الكهربائى ECG، تبين أن نسبة نجاح الساعة فى اكتشاف اضطرابات القلب غير المنتظمة قد وصلت الى84 % من الحالات المشاركة. الطريف أنه أثناء الدراسة تم إحالة أكثر من 20 مشاركًا يعانون من أعراض مفاجئة إلى الرعاية العاجلة أو قسم الطوارئ، كان من بينهم 18 مريضًا يعانون من تسارع فى نبضات القلب أعلى من 200 نبضة فى الدقيقة وتدوم أكثر من 30 ثانية، وعانى أحد المشاركين، من فترة توقف مؤقتة للقلب استمرت لأكثر من 6 ثوانٍ. يعتقد الباحثون أن توافر التكنولوجيا القابلة للارتداء، على نطاق واسع، سيساعد كثيرًا فى تحسين الرعاية الصحية فى المستقبل القريب.
