مرض السكرى من الأمراض المزمنة، التى تنجم بشكل أساسى عن عدم قدرة البنكرياس على إنتاج كمية كافية من الأنسولين، أو نتيجة عجز الجسم عن استخدام هذا الهرمون بصورة فعالة، وهو المسئول عن تنظيم معدل السكر فى الدم. وصنف المختصون «داء السكرى» إلى نمطين رئيسيين، الأول يتسم بقلة إنتاج مادة الأنسولين، والثانى يحدث نتيجة استخدام الجسم لتلك المادة بصورة غير فعالة، وقالوا إن هناك 347 مليون شخص مصاب بداء السكرى فى جميع أنحاء العالم، ومن المتوقع ارتفاع عدد الحالات المصابة إلى 522 مليون حالة بحلول عام 2030م، ولهذا يهتم الأطباء بتوجيه عدد من النصائح الإرشادية للوقاية منه وكيفية التعامل معه. الاكتشاف المبكر يمنع مضاعفاته الدكتورة إيناس شلتوت، أستاذ أمراض الباطنة والسكر بكلية الطب جامعة القاهرة، قالت: إن مرض السكر ليس له أعراض واضحة لظهوره، ولكن، اكتشافه مبكرًا يمنع مضاعفاته، وذلك بإجراء الفحوصات الطبية بشكل دورى سنويًا، خاصة للمصابين به من النمط الثانى وقبل بلوغ سن الأربعين. وأشارت إلى تدخل بعض العناصر التى تعجل الإصابة بمرض السكرى، كالسمنة المفرطة والموضعية بمنطقة البطن وارتفاع ضغط الدم، وأصحاب الكبد الذهنى، وتكيسات المبيض لدى الفتيات، ومن سبق لها ولادة طفل بوزن يزيد على 4 كيلو، والأشخاص فوق سن الأربعين، هذا إلى جانب التدخين فى سن صغيرة، وأخيرًا استخدام الهواتف الذكية بكثرة، ونصحت «شلتوت» بضرورة ممارسة الرياضة نصف ساعة لمدة خمس مرات فى الأسبوع مع ضرورة الحفاظ على الوزن المثالى والذى يبلغ معامل كتلته ما بين 20 إلى 25. التهاب المسالك البولية وحذر الدكتور وليد البوشى زميل جراحة المسالك البولية والتناسلية، من الأضرار البالغة التى يتسبب فيها مرض السكرى على الكليتين، لافتا إلى أنه يؤدى إلى التهابات كلوية فى حوض وأنسجة الكلى، ومن ثم تليفها وحدوث الفشل الكلوى، لافتا إلى أن وجود داء السكرى لفترات طويلة دون علاج يؤدى إلى تصلب فى شرايين الكلية، كما أن زيادة نسبة السكر فى الدم تتسبب فى نمو البكتيريا وتكاثرها، فتصيب السيدات بالتهاب المثانة البولية.. وأشار إلى أن السكرى يؤدى إلى السلس البولى وعلى المدى البعيد يحدث الاحتباس البولى فتفقد المثانة أعصابها، نتيجة لحدوث خلل بالأعصاب الطرفية فتفقد المثانة القدرة على الانقباضات والانبساطات الإرادية، فيفقد المريض القدرة على التحكم، لافتا إلى توفر بعض الأدوية لضبط انقباضات المثانة والتحكم بالأعصاب الخاصة بها. ضعف جنسى للرجال وقال: إن تأثير السكرى على الرجال والسيدات، يؤدى إلى التهاب الأعصاب، فتصل الإشارات بصعوبة ومن ثم يضعف الانتصاب، أما عند السيدات فيتسبب السكرى فى حدوث جفاف مهبلى، وننصح بضرورة ضبط نسبة الكولسترول والضغط والوزن، وتقليل التدخين مع ممارسة الرياضة، والحرص على تناول جرعة فيتامين B12مرة أسبوعيًا. سكر الأطفال وأوضحت الدكتورة شيرين عبد الغفار، أستاذ طب الأطفال والسكر والغدد الصماء فى كلية الطب جامعة القاهرة، أن النوع الأول للسكرى منتشر بصورة كبيرة بين الأطفال فى عمر 6 شهور، وتتمثل أعراضه فى الجوع الدائم والعطش المتكرر وكثرة التبول على الفراش، وظهور الالتهابات الفطرية، إلى جانب الإرهاق الشديد وضعف عام بالصحة الجسمانية. وأكدت عبد الغفار أن الإصابة بمرض السكرى غالبا ما تحدث نتيجة لعامل وراثى، وليس له وقاية حتى الآن، والإصابة بالنوع الثانى نتيجة الأنظمة الغذائية غير الصحيحة والسمنة وعدم ممارسة الرياضة.. أشارت إلى أهمية الدور التوعوى بكيفية التعامل مع الأمراض المزمنة، وتوزيع نشرات إرشادية فى المستشفيات تساعد الأمهات فى قياس نسبة السكر، وعمل الموازنة الغذائية السليمة، مع القياس المستمر لنسبة السكر فى الدم، وممارسة الرياضة الممنهجة، حيث إنها تساعد على تحسين كفاءة الأنسولين والقلب والشرايين، وضبط الحالة النفسية والمزاجية للطفل. وحذرت د. منى عبد المطلب، استشارى الباطنة العامة والتغذية العلاجية بالمعهد القومى، من كثرة الملح والعصائر المعلبة، ونصحت بتناول حفنة مسكرات ثلاث مرات فى الأسبوع، وتناول السكر الأبيض بكميات مقننة يحددها الطبيب المتابع للحالة، وأكدت على تثبيت مواعيد الأكل يوميًا مع علاج السكر وضبط كميات النشويات المتناولة. وقدمت نصائح عامة للوقاية من أمراض السكر والمحافظة على معدله بالدم، وضرورة احتواء الوجبات المتناولة على خضروات طازجة وسلطة خضراء وبروتينات ودهون وكربوهيدرات كالبطاطس والبطاطا، والإكثار من البقول والألياف، والاعتدال فى تناول اللحوم والدواجن، والتقليل من الدهون والاعتماد على النباتى منها كزيت الزيتون والذرة وزيت بذرة الكتان. وحددت «عبد المطلب» روتينًا غذائيًا يوميا يحوى 1500 سعر حرارى، للإفطار يتحصل عليها من خمسه ملاعق فول بزيت وليمون أو بيضة مسلوقة أو 50 جرامًا من الجبن القريش مع نصف رغيف بلدى وثمرة خيار، وكوب لبن أو ثمرة فاكهة بين وجبتى الإفطار والغذاء، وتضمن وجبة الغذاء خمسة ملاعق أرز أو مكرونة أو ربع رغيف بلدى، 150 جرامًا من الخضار المطبوخ، أما وجبة العشاء فتضم ربع رغيف بلدى مع قطعة جبن قريش وكوب زبادى وثمرة خيار.