حظى «حسام البدري» المدير الفنى الجديد للمنتخب الوطنى، بموافقة أعضاء اللجنة الخماسية المؤقتة التى تدير الجبلاية برئاسة «عمرو الجنايني» وبعد أن كانت هناك سلسلة من المشاورات وحالة من الجدل أو النقاش لاختيار المدير الفنى بعد رحيل المكسيكى «أجيري» الذى أوصلنا إلى بحر الظلمات بسقوطه المهين فى بطولة الأمم الأفريقية التى استضافتها مصر منذ شهور قليلة.. ورغم أن البدرى لم يكن المرشح رقم واحد بتولى المسئولية، فإن الأمور حسمت لصالحه فى الجولة الأخيرة أو النهائية. بداية قال «حسام البدري»: لم أكن أتوقع أن تحسم الأمور لصالحى كى أكون مديرًا فنيًا للمنتخب الوطنى، ولكن اختيارى يجعلنى أكثر إصرارًا بأن أكون على قدر المسئولية فى الوقت الذى يعتبر ذلك بمثابة شرف كبير لأى مدرب أن يكون على سدة العمل التدريبى مع المنتخب الذى يحمل اسم مصر، ومن خلال هذا الاختيار بدأت العمل منذ اليوم الأول فلا وقت نضيعه أو نفرط فيه من الآن فصاعدًا وسأعمل بكل جهدى لتحقيق كل الأهداف المحددة أو المرجوة وداخل جعبتى الكثير لبناء منتخب وطنى قوى نستعيد به الانتصارات ونحقق من خلاله أيضًا إنجازات جديدة تضاف إلى رصيدنا. • وهل كانت عندك شروط لتدريب المنتخب عقب اختيارك؟ - بالنسبة للشق المادى هذا أمر متروك للمسئولين، وأنا لا أنظر إلى الماديات بقدر اهتمامى الأكبر باسم مصر من خلال المنتخب، كما أن قيادة منتخب مصر شرف كبير لا يضاهيه شيء آخر يذكر.. فنحن جميعًا نعتبر أنفسنا فى مهمة وطنية بالدرجة الأولى لا بد وأن نحقق من خلالها النجاحات ومن ثم الانتصارات وهذا ما سأعمل له من البداية. • كيف اخترت جهازك المعاون الذى غلب فيه صوت الأهلى والزمالك؟ - أولاً ما فيش حاجة اسمها الأهلى أو الزمالك عندما نتحدث عن منتخب مصر وعن اختيارى للجهاز المعاون لم يتحدث معى أحد فى هذا الأمر ولم تفرض عليَّ أسماء بعينها، ولكن اخترت جهازى المعاون بمحض إرادتى وكانت المعايير محددة فى الاختيار وليست مجرد المعرفة الشخصية أو خلافه، وفى عملى أنا راجل دوغرى لا أميل للمجاملات فى العمل، وكان الأساس فى اختيارى قوة الشخصية فى التعامل والالتزام ودرجة الكفاءة، وبناء على ذلك كان اختيارى لجهازى المعاون ولذا أرفض نغمة أهلى أو زمالك فالكل عندى سواسية حتى فى اختيارى للاعبين لا أنظر إلى الأندية التى يلعبون لها بقدر ما هى موهبة اللاعب وقدراته التى يملكها ودرجة تميزه وميزان العدل هو الذى يحكم فى النهاية، كما أن اختيارى جاء متوافقًا مع فكرى الخاص أو كذلك الأهداف التى نسعى لتحقيقها مع منتخب مصر. • البعض يقول بأن اختيارات البدرى جاءت لصالح الأهلى والزمالك فقط؟ - من قال ذلك لا يدرك الحقيقة، فأنا كمدير فنى يهمنى أن أحقق نجاحًا فى مهمتى سواء من خلال هذا النادى أو غيره فالأهم عندى هو المنتخب، كما أنه ليس عيبًا أن يكون الاختيار شخصيات تنتمى لقطبى الكرة وقد رأيت فيهم ما أريده بصرف النظر عن الانتماءات. • وماذا تقول عن مهمتك غير السهلة مع المنتخب وفى ظل وجود أهداف محددة من المسئولين؟ - أى مدرب وطنى أو حتى غيره من الأجانب يضع أمامه أهدافًا لتحقيقها وهو يتعهد بها ويعمل من أجل تحقيقها من البداية، وإذا فشل يكون خارج نطاق الخدمة ولا يستحق أن يستمر وأنا بدورى أعلم حجم المسئولية الملقاة على عاتقى وفى الوقت نفسه أعد بأن أحقق كل أهدافى مع المنتخب، كما أن نجاحى يزيد من أسهم أو أرصدة المدرب الوطنى ويعيدنا إلى ذكريات العصر الجميل سواء مع الكابتن الراحل أو الجنرال «محمود الجوهري» الذى حقق الثنائية الذهبية بفوزه بكأس أمم أفريقيا خارج الديار ببوركينا فاسو 98 إلى جانب تأهله الأكبر لمونديال العالم بايطاليا عام 1990 أو كذلك الكابتن أو المعلم «حسن شحاتة» صاحب الثلاثية الرائعة التى لا تنسى بفوزه بالأمم الأفريقية أعوام 2006، 2008 ، 2010 وتربعه على عرش القارة السمراء. وكل هذه الأمور تزيدنى إرادة وتجعلنى فى موقف تحدٍ مع النفس ورغبة فى تحقيق الانتصارات للمنتخب وكلها عوامل تضعنى تحت ضغط مستمر حتى تتحقق الأهداف وسوف أبرهن بإذن الله بأن أضع بصماتى الخاصة وأنا أقود المنتخب الوطنى. • وماذا تقول عن «هيكتور كوبر» الأرجنتينى و«خافيير أجيري» المكسيكى مدربى المنتخب السابقين؟ - كلاهما له شخصية، فالأول أى «كوبر» نجح فى الوصول بالمنتخب إلى مونديال العالم بروسيا 2018 لكنه أخفق فى النهائيات وسقط بالثلاثة ومن قبلها أيضًا تأهل لنهائى أمم أفريقيا وخسر فى آخر جولة أمام الكاميرون وقد تعرض لانتقادات بالجملة سواء فى طريقة لعبه التى تعتمد بالدرجة الأولى على تأمين الشق الدفاعى أكثر منه شيئًا آخر حتى لو كان ذلك على حساب الهجوم وهو ما ظهر بوضوح فى كأس العالم بروسيا واعتماده كثيرًا على أى من المرتدات فقط وهو ما أفقدنا الكثير. أما الثانى «أجيري» فلم يكن موفقًا بالمرة، وافتقد المنتخب معه الشكل والأداء فلم يكن المنتخب له أى مذاق أو لون وظهر أكثر من مرة دون المستوى وكذلك مع الدور التمهيدى الأول لأمم لأفريقيا وسقط فى أول اختبار له فى الدور التالى أمام جنوب أفريقيا رغم أنه حقق فوزًا هلاميًا على فرق المجموعة فى أمم أفريقيا الأخيرة التى احتضنتها مصر منذ شهور قليلة.. وعن نفسى أختلف كثيرًا عن أسلوبه وخططه أو شكل إدارته لمباريات المنتخب ورغم ذلك فإن المدربين الأجنبيين لكل منهما طرقه الخاصة. • أيهما تفضل ضمه إلى المنتخب؛ المحلى أم المحترف خارجيًا؟ - كلاهما له دوره الخاص المحدد له كما أن عملية الاختيار أو الانضمام للمنتخب تخضع لمعايير محددة منها المراقبة الدائمة للاعب من جانب الجهاز الفنى، كما أنه لا يوجد أى تمييز بين لاعب محلى أو آخر محترف، فالكل سواسية ولا يوجد أى مستبعد أو خارج نطاق تفكيرنا إلا إذا كانت هناك أسباب تستدعى ذلك فكل الحسابات موجودة وستكون الأفضلية لمن يجتهد أكثر ويعبر عن نفسه بقوة، وبناء عليه فإن كل اللاعبين لديهم فرصة الانضمام للمنتخب سواء كان محليًا أو محترفًا ونحن بدورنا نتابع كل اللاعبين عن قرب. • ما العقبات التى تخشاها وأنت تقود المنتخب؟ - يمكن أضع ضمن أولوياتى عودة الانضباط داخل المنتخب والتى على أساسها سيكون التعامل بيننا كجهاز فنى وبين اللاعبين، وتلك المسألة فى غاية الأهمية ولأنه فريق دون انضباط لا يعنى شيئًا، كما أن من يرتدى ثوب المنتخب عليه أن يدرك بأن يكون على قدر المسئولية والالتزام فى كل شيء. • شعار تضعه فى المقدمة أو ضمن أولوياتك؟ - مصر دائمًا فوق الجميع أو أى اعتبار، علمًا بأنى لا أستطيع بأن أنكر بأن النادى الأهلى هو الذى صنع نجوميتى سواء لاعبًا أو مدربًا وأنا مدين له فلولاه لما حققت أكبر أحلامى بالنسبة لى وهو قيادة المنتخب الوطنى. • كيف تفكر وما هى أحلامك مع المنتخب؟ - أضع ضمن أولوياتى أيضًا الفوز ببطولة أمم أفريقيا 2021 بالكاميرون وكذلك الوصول إلى نهائيات العالم 2022 وسوف أعمل من أجل ذلك على مراحل محددة ونحن فى حاجة شديدة لكل دعم، سواء من جانب اتحاد الكرة ثم يبقى دور الجماهير والإعلام.. وبناء عليه أقول ابقوا حاسبونى فى النهاية وفى الوقت ذاته أقول لكم تفاءلوا خيرًا.
