كتب: جمال عبدالحميد تشهد بطولة كأس الأمم الإفريقية الثانية والثلاثون إلى تستضيفها مصر فى يونيو المقبل ثلاثة وجوه جديدة تُشارك للمرة الأولى فى تاريخها بالعرس الإفريقى الكبير وهذه الدول الثلاث هى مدغشقر.. موريتانيا.. بوروندى والتى لن تكون حاضرة فى البطولة بمنتخباتها الوطنية فحسب وإنما أيضًا بتاريخها وثقافتها وعاداتها وتقاليدها ورغبتها الجامحة فى تحقيق الذات وإثبات الوجود. مدغشقر هى جزيرة إفريقية تقع فى قلب المحيط الهندى قبالة الساحل الجنوبى الشرقى لإفريقيا وهى من الجزر العجيبة والفريدة والتي تمتلئ بالحيوانات ومدغشقر تختلف عن أى مكان آخر موجود على سطح الأرض حيث تجمع بين الطبيعة الجبلية والغابات المطيرة والمساحات الصحراوية الشاسعة والغريبة والطبيعة الخاصة لسكان الجزيرة الذين ينتمون إلى 18 قبيلة يعود أصولهم إلى الملايو وأندونيسيا وبسمون المريناس.. أما الأفارقة السود فيسمون الكوتيير وتوجد بين الفريقين عداوات تقليدية وهناك أجناس عربية وإفريقية احتلها البرتغاليون فى القرن السادس عشر ثم أصبحت مدغشقر مستعمرة فرنسية طوال القرن التاسع عشر إلى أن نالت استقلالها عام 1960. • وكرويًا خاضت مدغشقر أول مباراة فى تاريخها عام 1947 حيث خسرت على أرضها من موريشيوس 1-2 وفى عام 1961تم تأسيس اتحاد مدغشقر لكرة القدم وانضم إلى الاتحاد الدولى فى 1962 والاتحاد الأفريقى 1963 وأقيمت أول بطولة دورى عام 1956أى قبل تأسيس الاتحاد الكروى ويعتبرنادى كنابس سبورت هو أحد أقوى فرق دورى مدغشقرحاليًا حيث فاز ببطولة الدورى 7 مرات ونادى إيه إس فورتيور وله 4 ألقاب بينما تقام بطولة الكأس منذ عام 1974 ويعتبر نادى فورتيور كلوب دى لا كوت ويست من أكثر الأندية فوزًا بالكأس وله 5 بطولات بعدة نادى إى إس اديما 4 بطولات. كانت الظروف السيئة والحروب المستمرة وانخفاض مستوى المعيشة فى مدغشقر كلها أسباب وراء عدم ازدهار كرة القدم بشكل كبير حيث بدات المشاركة فى تصفيات كأس الأمم الإفريقية منذ عام 1972 ولم يتسن لمنتخب مدغشقر الملقب باسم « باريا »، وهو من أحد أنواع الجواميس المشهورة فى البلاد أن يظهر فى النهائيات، وبعد خروج مدغشقر مبكرًا من تصفيات مونديال2018 تولى الفرنسى نيكولا ديبوى، المدرب المغمور لبعض فرق الدرجتين الرابعة والثالثة فى بلاده مهمة تدريب مدغشقر الذى جاء فى مجموعة قوية تضم السنغال والسودان وغينيا الاستوائية، وبدأت مدغشقر مشوار التصفيات بفوز مفاجئ خارج أرضها على السودان 3-1.. وعلى ملعب ماهاماسينا عدل منتخب مدغشقرتأخره مرتين أمام أسود التيرانجا السنغالية لتنتهى المباراة بالتعادل 2-2 وفى الجولة الثالثة تغلب المنتخب الملجاشى على منتخب غينيا الاستوائية فى عقر دار الأخير بهدف نظيف ليقترب تحقيق المعجزة التى حلموا بها طويلا ثم قرر لاعبو مدغشقر فوزهم بهدف نظيف على غينيا الاستوائية ليبلغوا نهائيات كأس الأمم الأفريقية 2019 للمرة الأولى فى تاريخ بلادهم، وكأول منتخب ينجح فى بلوغ نهائيات العرس الإفريقى الكبير ورغم هزيمة منتخب مدغشقر فى الجولتين الأخيرتين من السودان والسنغال وجاءت فى الترتيب الثانى فى المجموعة الأولى خلف السنغال إلا أنها ضمنت التأهل التاريخى الذى أسعد أكثر من 25 مليون ملجاشى ومن أبرز نجوم منتخب مدغشقر المنتظر تألقهم فى كأس الأمم الإفريقية 2019 نجم نادى المقاصة باولين فوافى المتألق فى الدورى المصرى وكاروليس ماستينور لاعب فريق العدالة السعودى وقائد وهداف منتخب مدغشقر عبر تاريخة فانيفا إيم أندريسيما «كليرمونت الفرنسى» وإبراهيم أمادا «مولودية الجزائرى» وماركو إيليماريترا «شارلروا البلجيكى» توماس فونتين «ريمس الفرنسى» والحارس جان ديو دونى راندرياناسولو «كنابس سبورت» وشاريفاهى فومبولا «أمياسياسبور التركى».•
