«أهلى لاحظوا حبى للرسم والألوان فاهتموا بيا وخلونى أحضر ورش ومعارض وكورسات تعليم فنون من إعدادى، ده أتاح لى فرصة التعرف على فنانين تشكيليين من سن صغير ودخول صالون الشباب والاشتراك فيه بلوحاتى من قبل الجامعة». بداية «لينا أسامة» كانت من كورس الدراسات الحرة، حصلت عليه فى كلية تربية فنية وأنا فى 3 إعدادى، الأساتذة أشادوا برسوماتى ونصحونى بالاشتراك فى صالون الشباب كفرصة للفوز ضمن أعمال الشباب اللى يتم تقديمها سنويا، وبالفعل فزت». هكذا قالت خريجة كلية الفنون الجميلة الجميلة قسم تصوير عن أولى محاولاتها للدخول إلى عالم الفن التشكيلى والمعارض الفنية عام 2002، فكان هذا أول معرض تشارك فيه التشكيلية لينا أسامة، «ومن وقتها مابطلتش اشتراك فى معارض محلية ودولية، وأصبحت بنظم معارض بنفسى واقترح أفكارها وأهدافها حتى خارج مصر بجانب المشاركة فيها». بسعادة واضحة قالت لينا إنها لا تدع فرصة لحضور أى ندوات فنية فى أى من الكليات الفنية كتربية وفنية وفنون جميلة وسينما إخراج وغير ذلك فى أى جامعة أيا كانت. العمل المستمر والحرص على تطوير الذات وعدم الكسل، هى مفاتيح التوفيق بين هاذين الشقين، كما ترى لينا، فالعمل الفنى دائم التطوير مع دوام نضج الفنان، «درست آثار وسينما وفيديو أرت وانيميشن وإخراج وتصوير ومونتاج وإزاى اكتب سيناريو، وكل ده أفادنى كفنانة تشكيلية، ضبط زوايا الكاميرا وإزاى اخد كادر صحيح فادنى فى تطور تكوين لوحتى الفنية ووجود حوار فى سياق درامى بين كل عناصر اللوحة»، فلم تكتف الفنانة بإثراء موهبتها فى فن الرسم والتصوير فقط، بل أحبت كل ما له علاقة بعالم الفنون. نصيحة «لينا» لأى فنان ألا يدع فرصة سفر تذهب دون جدوى، وأن يذهب إلى ما يستحق أن يوثق ويرسم ويصور، فكم من مناظر خلابة ومشاهد إنسانية تعرفنا عليها من صورة، صورة تجعلنا نتخيل أنفسنا عنصرًا من عناصر هذا العمل فى لحظة خارج الإطار الزمنى والواقعى لعالمنا هذا، «طالب الفنون لازم يلف زى النحلة، لو فى صعوبة فى السفر خارج مصر، فمصر مليئة بالمناظر التى لم نشاهدها من قبل فى كل محافظة كالأقصر وأسوان والفيوم وسيوة، ملهمة للفنان وممتعة لعينه وروحه، ومن ثم للجمهور». • أحب أرسم البنى آدمين تحب «لينا» أن ترسم وجوه البنى آدمين «ملامح الأشخاص مثيرة بالنسبة لى وتعبيرات وشوشهم وأجسامهم واختلاف طريقة لبسهم، يجذب انتباهى المواقف أكثر من الأشجار والمياه والبحيرات». أحيانا لا يستوعب البعض معنى ما تريد أن تقوله لوحاتها التجريدية، وهى تتعمد أن تترك لكل شخص عنانه فى إدراك معنى اللوحة، لكنها لا تمانع فى شرح عناصر لوحاتها لمن يريد. «بحب أشتغل فى نور النهار عشان أحس بالألوان، وبحتاج على الأقل 5 ساعات عشان أقدر أدخل فى مود الانفصال عن أى مؤثرات خارجية، وأنتج عملا فنيًا واعيًا على قدر كبير من الدقة والاتساق بين عناصره، كل ده بلاقيه فى مرسمى الخاص بمجرد ما أوصل بنتى الحضانة وأرجع». • معارض متنقلة من الحياة عن أهم معارضها الفنية والأعز على قلبها، عادت بذاكرتها إلى أول معرض فردى بالقاهرة لها، بعد تخرجها مباشرة من الجامعة، رغم الرهبة التى شعرت بها، كانت سعادتها بنجاح المعرض وإشادة كبار الفنانين به، أيضا سلسلة معارض متنقلة «وحدات الحياة» وهو المشروع الذى نظمته بنفسها داخل مصر وخارجها، والمحتوى على عدة فنون كالرسم والتصوير والنحت والفيديو وغيرها. فكرة المشروع قائمة على مبادرة شعارها: محاربة العنصرية بمختلف صورها، وكل فنان يشارك بوجهة نظره فيها، فهناك من يعبر عن اضطهاد شخص لملامح ما، وهناك من تعبر عن اضطهاد المرأة، وهناك من يعبر عن اضطهاد البعض نتيجة لاختلاف ملامحه وجيناته وعيوب خلقية، تلك الفكرة التى سيطرت على لينا بعد أن سافرت عامين لإنجلترا وهى طفلة صغيرة مع عائلتها، وشاهدت كيف يعامل بعض الأطفال الغرباء عن غيرهم فى سمة بشرية معينة بطريقة مختلفة خاصة فى فترة التسعينيات. وعن أكثر الجوائز أهمية بالنسبة إليها، «جائزة الطلائع من جمعية محبى الفنون الجميلة عام 2015 فى التصوير، معبرة عن سعادتها بعد أن أصبحت أعمالها ضمن مقتنيات جمعية تضم أعمالا لأهم فنانى مصر، وجائزة عمل الفنان محمد منير بصالون الشباب عام 2007، «بعض المسابقات والجوائز غير منصفة لبعض الفنانين، فلكل مسابقة ومعرض ومنحة معاير خاصة، وتحكيم الأعمال الفنية من الصعوبة البالغة محايدة الأذواق الفنية فيه».•