مرت 50 سنة على اغتيال الزعيم الأمريكى الأسود مارتن لوثر كينج.. وقد وقع هذا الحادث الصادم يوم 4 أبريل 1968 فى مدينة ممفيس بولاية تينيسى. وكان كينج فى ال 39 من عمره. إلا أنه بعد مرور كل هذه السنوات مازالت حياته الجريئة والبطولية موضوعًا للنقاش والجدل. كما أن اغتياله الآثم ظل لغزًا محيرًا أو مجموعة أسئلة لم تجد الإجابة حتى الآن. فالزعيم الذى طالب بالمساواة فى الحقوق والأحلام اختفى من حياة أسرته وأيضًا من دنيا أهله على امتداد البلاد بعد أن ترك بصمات مميزة فى نفوسهم وأوصى بكلمات ونصائح ظلت حية فى الذاكرة.. وكانت لا بد أن تبقى فى الذاكرة لأنها كانت ومازالت ضرورية وحيوية لأهله تحديدًا وذلك من أجل اكتشاف هويتهم السوداء والحفاظ عليها والأهم الاعتزاز بها مهما كانت الصعاب والتحديات التى تواجههم. منذ أسبوع وأمريكا تتذكر مقتل كينج والزلزال الذى هز أركان البلاد، سلطت صحيفة واشنطن بوست الأضواء من جديد فى صفحتها الأولى على اغتياله المثير للأسئلة المحيرة خاصة فيما يخص القاتل والذى تم تحديد هويته واتهامه ومن ثم سجنه لسنوات طويلة. وكتبت الصحيفة ان عائلة كينج مازالت تتساءل: من قتله؟ بعد مرور 50 عامًا أولاد أيقونة الحقوق المدنية لا يصدقون أن جيمس إيرل راى كان القاتل.. المناضل والزعيم الأسود مارتن لوثر كينج كان كاهنا بالكنيسة المعمدانية وهو من مواليد 15 يناير 1929. وخطابه الشهير لدى حلم ألقاه يوم 28 أغسطس 1963 خلال المسيرة التى أقيمت فى العاصمة الأمريكية وشارك فيها 250 ألف شخص 60 ألفاً منهم من البيض. وكانت المسيرة للمطالبة بالحصول على العمل والحرية. الخطاب الذى ألقاه كينج وتضمن عبارة لدىّ حلم كاد أن ينتهى دون ذكر هذه العبارة الشهيرة إلا أن المغنية ماهاليا جاكسون ذكرته وهو يخاطب الحضور بهذا التعبير الموحى وطالبته بأن يقولها لهم علنًا فانطلق كينج مع قوله للعبارة ليرتجل ببراعة وحنكة وإبهار أجمل الكلمات وأعمق المعانى. ويذكر عن كينج أيضًا أنه قد تعرض للسجن 29 مرة بتهم عديدة، أبرزها العصيان المدنى. وقد نجا من محاولة اغتيال له بطعنة سكين تمت عام 1958. وكان كينج فى ممفيس فى أبريل 1968 لإظهار دعمه لإضراب جامعى القمامة السود.. وألقى كلمة ليلة ما قبل الاغتيال صارت تاريخية.. وآسرة لاهتمام أجيال تربت وترعرعت بخطب كينج وكلماته النافذة للقلوب.. والمحررة للنفوس. وتأتى الذكرى الخمسون لمقتل كينج وهناك أفلام تسجيلية جديدة تقوم بزيارة جديدة للتاريخ. وصفحات فى الصحف والمجلات تتحدث عن عام 1968 وكينج وأحداث الشغب والتخريب التى شهدتها واشنطن لمدة أربعة أيام. فالعاصمة الأمريكية ما أن وصل إليها خبر اغتيال خطيب الحلم وزعيم الحقوق المدنية بعد الثامنة مساءً يوم 4 أبريل 1968 شهدت أعمال الشغب والفوضى استمرت أربعة أيام مات خلالها 13 شخصاً وبلغ عدد المصابين أكثر من ألف شخص وقد تم اعتقال نحو 6 آلاف وتدمير نحو 900 من المحلات والمراكز التجارية فى واشنطن. هذه الأيام الأربعة توصف الآن بعد مرور خمسة عقود.. بأنها أيام أعادت تشكيل واشنطن عاصمة القرار والقانون والمصالح والساسة وعقليتهم وألاعيبهم. بعض الأحياء من واشنطن ظلت لسنوات طويلة تعانى من تبعات الخراب والدمار والحرق.. ما عاشه وما قاله كينج لا يمكن نسيانه أو إهماله فالرجل خلال سنوات قليلة من عمره استطاع أن يزلزل المفاهيم ويكسر التقاليد ويحرر النفوس.. كما استطاع أن يعطى للأمريكى الأسود الثقة فى النفس بأنه قادر على التحليق بالحلم وأيضًا تحقيقه. الحديث عن كينج لا ينتهى ولا يجب أن ينتهى، هذا التنبيه تسمعه يتكرر على لسان أكثر من قيادى أو حقوقى أسود. لأن هذا الحديث فى رأيهم ليس حديث رفاهية أو ترف بل حديث الضرورة والحاجة الماسة لتبنى القضايا وعدم التخلى عنها.. وإلا ما تجددت الحياة وما تطور البشر.. وقاموا بتصحيح أخطاء التاريخ. رفقًا بالطلبة الأجانب.. مصدر المليارات مع ما تعرضت له أمريكا بقدوم ترامب من آثار للاستقطاب السياسى وعدم الترحيب بالأجانب تعالت أصوات عديدة تطالب بالتعقل والتروى وعدم التهور خاصة أن هؤلاء الأجانب سكان الدول الأخرى الذين يأتون الى أمريكا سياحًا أو طلابًا للعلم يجلبون معهم المليارات ولهم نصيب فى الانتعاش المالى والاقتصادى الذى تشهده البلاد. لا شك أن مجيء الطلاب الدوليين من كل بقاع العالم شهد بشكل عام انتعاشًا كبيرًا فى السنوات الأخيرة، إلا أن عدد هؤلاء الطلبة فى الخريف الماضى انخفض بنسبة 8 فى المائة.. ليصل إلى نحو 809 آلاف.. واتضح من استطلاعات رأى أجريت لتحديد الأسباب الرئيسية أن الشعور بعدم الترحيب بهم فى أمريكا يعد الهاجس الأكبر لترددهم أو تراجعهم بالمجيء إلى جامعاتها والعيش فى مجتمعاتها. بالإضافة إلى تعقيدات الحصول على الفيزا. وحسب بعض التقديرات فإن حجم الخدمات التعليمية التى تقدم للطلبة الأجانب هكذا يتم وصف انخراطهم أو استثمارهم أو استهلاكهم للتعليم الجامعى وصل إلى 39,4 مليار دولار فى عام 2016. وإذا قمنا بمقارنة هذا الرقم بما يصرفه الأمريكيون من أجل التعليم بالخارج نجد انه لا يزيد على 7 ونصف مليار دولار.. وبالطبع لا يقتصر الأمر على فاتورة تكاليف التعليم بجميع مقتضياته بل يشمل تكاليف المعيشة والإقامة والانتقال والطعام والترفيه..أى أن مليارات أخرى يتم جلبها ممن يأتون إلى أمريكا لتلقى التعليم.. أمريكا استثمرت الكثير من أجل جذب الآخرين ومن ثم يعد إهدارًا للأموال والطاقات أن تغلق أبوابها لأسباب ومبررات مختلفة والأخطر أن يشعر من يأتى إليها أنه ضيف غير مرغوب فيه وأنه كان من الأفضل ألا يفكر أن ياتى إليها.. إنه منطق غريب وعجيب وقصير النظر لن يدوم كثيرًا..•