فى حياة كل مبدع مثل أعلى.. قدوة.. على يديه أو يديها تولد عادة البداية، يرفع الستار عن ميلاد موهبة حقيقية، وفى حياة الموسيقار عادل حقى. أحد أبرز مبدعى العصر. بأشهر مقطوعاته الموسيقية.. مثل أعلى.. لطالما غمرته بنصائحها وتوجيهاتها لأعوام. قادته لنقطة البداية الصحيحة. على مدار أعوام حرصت على تنمية الإنسان الذى بداخله. وظلت تسقيه من علمها وخبرتها. لتنمى موهبته بالفطرة، التى يوما بعد يوم كانت تكبر أمام عينيها. ويكبر معها عشقه الأكبر فى الحياة. العشق الأرقى. الأعذب. الأنقى. عشق الموسيقى.. مينو راغب. أستاذة البيانو بمعهد الكونسرفتوار. أحد أسباب نجاح المبدع عادل حقى. الموسيقار الكبير. الذى لم تستطع زحمة الحياة أن تطيح بهذه المحطة الرئيسية من محطات حياته. محطة النشأة. البداية. فهو لا يزال يحمل بداخله مشاعر الحنين والاحترام والتقدير لأستاذته وقدوته، التى لا تزال صورتها ونصائحها وتوجيهاتها محفورة فى ذاكرته. الموجه. الناصح.. • إلى الإسكندرية وتحديدا معهد الكونسرفتوار وأول لقاء يجمعك بأستاذة البيانو «مينو راغب»؟ - كانت نعم الموجه والمرشد. الناصح والقائد. كانت تعلم مدى تعلقى بالموسيقى. وما تمثله بالنسبة لى. كانت تجرى فى دمى.وهى مثل الماء والهواء. لذلك كانت تدعمنى دائما. تنمى فى الإنسان الذى بداخلى. الموهبة. بغض النظر عن أهمية الدراسة. إلا أنها كانت قدراتها تفوق أى مناهج أو نوتات موسيقية. فقد كانت تعتمد معى نظاما متطورا لم أشهده حتى يومنا هذا. ألا وهو أن أقوم بالعزف دون نوتة موسيقية. فقد كنت أجلس لأذاكر النوتة الموسيقية. لأجلس أمام البيانو فى اليوم التالى أعزف اللحن دون الاستعانة بنوتة موسيقية. سبب رئيسى • كيف تصف لنا الأثر الذى تركته فى موهبتك مينو راغب عقب هذا المشوار الطويل الحافل بالنجاح والبصمات فى عالم الموسيقى؟ - سبب رئيسى وراء ثقتى بموهبتى. فأنا لا أزال أنصت لتوجيهاتها. فهى ما زالت تزورنى من حين لآخر. خاصة عندما يأخذنى الحنين حيث مرحلة الدراسة. عشق سماعى • فى عمر السابعة كانت البداية الحقيقية ، عندما التفت الجميع لموهبتك الوالد والوالدة ولكن ربما يعود عشقك للبيانو لما هو قبل السابعة؟ - بعمر الأربع سنوات لاحظ أبى وأمى مدى تعلقى بالبيانو. ورغبتى فى الجلوس أمامه للعزف. لذلك قررا أن يلحقا بى بمعهد الكونسرفتوار لدعم موهبتى بالدراسة. وهناك التقيت أستاذة مينو. التى لفتت موهبتى انتباهها وأولتها جزءًا كبيرًا من انتباهها واهتمامها. فقد سعت بأن تجعل من عشقى للموسيقى سماعى. لا مجرد قراءة لنوتة موسيقية. أتقنت قراءتها بفضل الدراسة. تنازل مؤقت • أمضيت فقط ثلاثة أعوام بمعهد الكونسرفتوار. فلماذا كان قرار اعتزالك الدراسة به؟ - لأعوام تنازلت عن حلمى. تناسيته. لظروف عديدة ولكن لم يرتبط هذا التنازل بمقدار تعلقى وعشقى للموسيقى ورفيق دربى البيانو. فقد كان بيتنا يضم بيانو. لا تزال صورته خالدة فى وجدانى. وأنا أجلس لأعزف أقرب الألحان إلى قلبى.. مغنى لا موسيقى.. • فى عامك السادس عشر عدت لاستكمال ما بدأته فى عالم الموسيقى ولكن المفاجئ أنك هذه المرة لا كموسيقى ولكن كمغن؟ - بدأت الغناء ضمن إحدى الفرق الغنائية بمحافظتى الإسكندرية. هكذا قادنى القدر. كانت مرحلة من مراحل تحقيق حلمى فى عالم الموسيقى. فأنا أيضا أعشق الغناء. دراسة و احتراف.. • ولكن سرعان ما قررت الطيران إلى إسبانيا لاستكمال حلمك؟ - فى إسبانيا كانت مرحلة الاحتراف. فما بين الدراسة فى العديد من المعاهد الموسيقية هناك واكتساب الخبرة من خلال العمل داخل أشهر الاستديوهات، فقد كان هدفى فى هذه المرحلة الجمع بين الدراسة والعمل لتكوين شخصيتى الموسيقية. تناقض • أخيرًا وعقب هذا المشوار الموسيقى الحافل بأبرز المحطات والبصمات كيف يرى الموسيقار عادل حقى حال ومستقبل الموسيقى التصويرية فى مصر؟ - تستحق الأفضل. تستحق أن يتم إنتاج فيلم سينمائى بميزانية ضخمة من أجل جميع عناصره. فحتى الآن للأسف لم أشهد موسيقى تصويرية بتكلفة تستفزنى كموسيقى لإبداعها. • وهل لهذا السبب تلجأ لتسجيل أغلب مقطوعاتك الموسيقية خارج مصر؟ - بالفعل.. وأيضا لأسباب عديدة أخرى، فإلى جانب الإنتاج، هناك القصة، أيضا افتقادنا لمنتج على وعى بمدى أهمية الموسيقى بالنسبة لأى عمل فنى. بالخارج أقوم بتسجيل المقطوعة الموسيقية على مدار ثلاث ساعات هى عبارة عن موسيقى. بلا غلطة. فمجرد التفكير فى إعادة التسجيل أمر بعيد إلا إذا كنت أبحث عن إحساس آخر.. فنحن فى 2018 لا نزال نفتقد فى مصر أوركسترا سيمفونى متمرس فى تسجيل الموسيقى التصويرية. فى الوقت نفسه ليس هناك من يقوم بدفع ميزانية تسجيل الموسيقى بالخارج. أليس هذا تناقضًا.