فى أول عدد من مجلة صباح الخير عام 1956، كان هناك تحقيق يحمل نفس العنوان فأعدنا نفس السؤال على الأساتذة ترى هل ستكون إجابتهن هذا العام هى نفس الرؤية والإجابة لعام 1956؟! أم أن الرؤية قد اختلفت؟ حب العمر أحببت تلميذتى وتزوجتها هكذا قال دكتور عصام جميل 44 عامًا أستاذ مساعد بكلية آداب جامعة القاهرة ويستطرد: «كنت معيدًا بالجامعة ولفتت نظرى فتاة تبدو طيبة ومنتبهة لى فى كل المحاضرات، وكنت وقتها أدرس فى كلية الآداب وأعطى محاضرات لمادة المنطق القانونى فى كلية الحقوق فوجدتها هناك، فلما سألتها: ما الذى أتى بها إلى حقوق وهى طالبة فى كلية الآداب فقالت لى أحب أسمع حضرتك.. فعشقت كلمة حضرتك منها.. وأذكر أننى سافرت بعدها لمدة عشرة أيام مشرفًا على إحدى الرحلات الطلابية.. فوجدتها أمامى بعد أن عدت وسألتها: لماذا لم تسألى عنى فى غيابى، فزادت حمرة وجنتيها وانصرفت مسرعة فكانت شديدة الخجل. وبعد هذا الموقف، تحريت عنها وعرفت جميع بياناتها إلى أن قابلتها وقلت لها إننى معجب بها وأشعر بشىء ما يجذبنى إليها وأنها الفتاة الوحيدة التى أجبرتنى على الاهتمام بها، وشعرت أننى لا أستطيع أن أذهب الجامعة بدون رؤيتها.. فطلبت رقم والدها وحدثته وطلبت مقابلته.. جيهان زوجتى وحبيبتى كانت قد قالت لى أنهم من أسرة بسيطة وأنا معيد فى بداية حياتى العملية وشقتى فى دمياط.. وكانت المفاجأة عندما ذهبت لمنزلهم فلم يكن بالمنزل المتواضع، فالصورة التى وجدتها مغايرة تمامًا لما وصفته لى جيهان: هم عائلة كبيرة وميسورة الحال فكانت كل مخططاتى أن أشترى لها شبكة ب1500 جنيه وأن تعيش معى فى شقتى بدمياط وسرعان ما تبددت خططتى وتبدلت مشاعرى من طمأنينة إلى خوف، ولكن فى الحقيقة أننى وجدت منها ومن عائلتها كل الدعم والمساعدة فقالوا لى أننا «نشترى راجل» ولا نريد منك أى شىء.. لذلك لن أنسى لهم وقفتهم معى وسأسير على نفس نهجهم وقت زواج أولادى.. لن أنسى هذه العائلة دوما ما حييت فهم صبروا على وقتما كان مرتبى 380 جنيهًا..»! كانت زوجتى تتوافق مع مواصفات فتاة أحلامى: «فهى عكس شخصيتى أنا رجل تلقائى، أما هى رمانة الميزان وغير متسرعة.. أنا لم أكن لأخطط للزواج من الأساس فكنت أحلم بالسفر للخارج لأستكمل تحضير الدكتوراه ومن ثم الاستقرار بالخارج.. فعلاً الحب يغير كل شىء ويصنع المعجزات كما يقولون». زوجة المستقبل حمدى ربيع 26 عاما معيد بكلية الإعلام بإحدى الجامعات الخاصة ببنى سويف يقول: «لا أعتقد أننى من الممكن أن أتزوج إحدى طالباتى لأننى عندما أدخل المحاضرة تلقائيًا ما أضع مسافة معينة حتى لا يفقد الأستاذ احترامه إلا إذا كانت هناك بنت مختلفة أجبرتنى أن أنجذب إليها.. أرى أن الأستاذ أو المدرس لابد أن يكون فى مكانة أعلى كذلك لا أشعر أن هناك فتاة جميلة مختلفة من الممكن أن أتناغم معها نظرًا لصغر سنها وعدم نضجها الكافى.. وعن مواصفاتها، يرى حمدى أن زوجة المستقبل لابد أن تكون مريحة، غير تقليدية لا تحب الحياة الروتينية تتفهم طبيعة عملى وتعيننى عليه، لا يكون هدفها الوحيد بعد الزواج هو الإنجاب فقط، لابد أن تساعدنى على التحقق والارتقاء المهنى، كذلك ينبغى أن يكون لها كيان مستقل وطموحة. المرجع الوحيد «لا أمانع شريطة أن يكون فكرنا متقاربًا»، هكذا قال خالد مصطفى (28 عامًا) المعيد بالمعهد العالى للإعلام والعلوم السياسية بالمقطم»، ويستكمل بقية شروطه قائلا: «لابد أن أكون أنا الوحيد مرجعها الأساسى فى الاختيار خاصة إذا كانت ترغب العمل فى مجال الإعلام، فلا أحب أن يكون مرجعها هو الأصدقاء، فهى لا تملك من الخبرة ما يجعلها تتخذ قرارات مصيرية بمفردها، فأنا أحب أن ترجع لى وأساعدها فى الاختيار.. فأنا أحب الفتاة الطموحة الذكية وبكل تأكيد سأساعدها على تحقيق ذاتها وسأبحث لها عن الفرص الجيدة للعمل إذا كانت تمتلك الموهبة وسأقف أمام أى شخص سيحاول أن يستغلها وسأمنعها من العمل مع هؤلاء المستغلين.. كذلك لابد أن تساعدنى فى الحياة العملية فالحياة الأكاديمية تحتاج دومًا إلى تشجيع وتوفير وقت للمذاكرة والتدريس أيضًا.. لابد أن تكون صبورة وتراعى اهتماماتى ... وإذا توفرت لها أى فرصة للعمل كمعيدة أو المجال الأكاديمى سأكون أسعد إنسان فى الدنيا لأن نجاحها من نجاحى والعكس صحيح.•