وسط الأصوات المزعجة والمفتعلة الغريبة التى تحاصرنا فى كل مكان بالشوارع والتليفزيونات والراديو والمواصلات.. وتعدد الفرق والوجوه الغريبة التى تغنى وتقول هذا الكلام والذى ساعد فى انتشاره منتجو الأفلام الموسمية الهابطة كأنها تريد أن تفرض علينا هذا الذوق من الكلام والموسيقى تحت مسمى الغناء الشعبى.. والغناء الشعبى الذى عرفه الشعب المصرى الأصيل فى أفراحه ومناسباته الدينية عبر سنوات تاريخه الحضارى منهم برىء والكل يقف متفرجا ولم يأخذ خطوة واحدة لمنع هذا الإسفاف والسخف من أجل حرية الإبداع التى بسببها سيموت كل الإبداع الجيد فى غياب تعليم حقيقى وزيادة أعداد الأميين والعشوائيات. وكعادته خرج لنا المخرج المبدع دائما «خالد جلال» بعرض «غنا مصري» على مسرح مركز الإبداع الفنى ومن إنتاج صندوق التنمية الثقافية الذى ترأسه الدكتورة نيفين الكيلانى وأيضا استوديو مسرح مركز الإبداع الفنى.. حقا عرض أثلج به قلوبنا وروحنا خالد جلال وجعلنا نغنى ونتفاعل معه كأننا نسترد عقولنا وثقتنا بفننا وغنانا المصرى الحقيقى الأصيل من الصعيد وبحرى والدلتا المعبر عن أفراحنا ومناسباتنا الدينية بصوت شباب مصرى واعد ومتمكن صاحب أصوات جيدة تبشر بمستقل فنى باهر وهما الرائعة «رباب ناجي» صاحبة الصوت المتميز والمتنوع «عاطفى.. وطنى.. شعبى» وهى خريجة الدفعة الثانية «تمثيل وغناء» بمركز الإبداع ومصطفى سامى من الدفعة الثانية «تمثيل وغناء».. وماهر محمود من الدفعة الثالثة «تمثيل وغناء» والذى قام بتدريبهم على هذه الباقة من الأغانى المايسترو محمد باهر وشارك معهم بالآلات الشعبية عدد من الفنانين المتميزين. • فكرة جديدة ويقول عن العرض المخرج خالد جلال: لقد قام المركز بعمل عروض للخريجين من أقسام التمثيل والإخراج وتصميم الأزياء والديكور وهذا عرض لخريجى قسم الغناء من الدفعتين الثانية والثالثة وهذه مساهمة لكى يكون هناك منتج واكتفاء ذاتى من الخريجين الذين يستطيعون أن يقدموا عرضا كاملا من إنتاج صندوق التنمية الثقافية مركز الإبداع وفى السابق عملنا عروضا مسرحية كثيرة مثل مسرحية الناس وظل الحمار وقهوة سادة وعن العشاق والحمد الله كلها حصلت على جوائز كثيرة ولكن لم نقدم من قبل عروضاً لخريجى قسم الغناء وهم يتعلمون غناء شرقيا والذى يقوم بتدريبهم الأستاذ عماد الرشيدى وفى الحقيقة إحنا قلنا نعمل فكرة جديدة بسلسلة عروض سميناها «غنا مصري» لكى نحاول فيها الحفاظ على الفلكلور المصرى والأغانى الشعبية والإنشاد الدينى فاستعنا بالأستاذ محمد باهر لكى يدربهم على هذا النوع من الغناء مع عازفى الآلات الشعبية لأننا وجدنا أنه مع كم الأغانى الشعبية الغريبة التى تملأ الساحة الآن دون منتج جيد وأصيل ستندثر أغانينا وتراثنا الغنائى الأصيل فى الأغانى الشعبية والإنشاد الدينى ودربنا مجموعة أخرى من الشباب ستقدم مجموعة ثانية من هذه الكنوز من «الغُنا» المصرى.•