أسماء.. الأوقاف تفتتح 19 مسجدًا الجمعة المقبل    أسعار الحديد والأسمنت اليوم الإثنين 29 إبريل 2024 بالمصانع بعد التحديث الأخير    تعرف على تعاملات المصريين بالبورصة خلال تداولات بداية الأسبوع    الجيش الأمريكي "يشتبك" مع 5 مسيرات فوق البحر الأحمر    يعيش في قلق وضغط.. هل تُصدر المحكمة الجنائية مذكرة باعتقال نتنياهو؟    مواعيد مباريات اليوم لمجموعة الصعود ببطولة دوري المحترفين    طقس اليوم حار نهارا مائل للبرودة ليلا على أغلب الأنحاء.. والعظمى بالقاهرة 30    ما المحظورات التي وضعتها "التعليم" لطلاب الثانوية خلال الامتحانات؟    تكلف 3 ملايين دولار.. تفاصيل حفل زفاف الملياردير الهندي في الأهرامات    أمير هشام: تصرف مصطفى شلبي أمام دريمز الغاني ساذج وحركته سيئة    المندوه: كان يمكننا إضافة أكثر من 3 أهداف أمام دريمز.. ولماذا يتم انتقاد شيكابالا بإستمرار؟    مواعيد مباريات اي سي ميلان المتبقية في الدوري الإيطالي 2023-2024    ميدو: هذا المهاجم أكثر لاعب تعرض للظلم في الزمالك    انخفاض جديد.. أسعار الحديد والأسمنت اليوم الإثنين 29 إبريل 2024 في المصانع والأسواق    صحف السعودية| مطار الملك خالد الدولي يعلن تعطل طائرة وخروجها عن مسارها.. وبن فرحان يترأس اجتماع اللجنة الوزارية العربية بشأن غزة    عيار 21 يتراجع الآن لأدنى مستوياته.. سعر الذهب والسبائك بالمصنعية اليوم في الصاغة    بعد وفاة والدتها.. رانيا فريد شوقي فى زيارة للسيدة نفسية    مصرع شخص وإصابة 16 آخرين في حادث تصادم بالمنيا    علييف يبلغ بلينكن ببدء عملية ترسيم الحدود بين أذربيجان وأرمينيا    إصابة 13 شخصا بحالة اختناق بعد استنشاق غاز الكلور في قنا    مجتمع رقمي شامل.. نواب الشعب يكشفون أهمية مركز الحوسبة السحابية    عمره 3 أعوام.. أمن قنا ينجح في تحرير طفل خطفه جاره لطلب فدية    ختام فعاليات مبادرة «دوّي» بكفر الشيخ    خالد الغندور يوجه انتقادات حادة ل محمد عبد المنعم ومصطفى شلبي (فيديو)    سامي مغاوري يكشف سبب استمراره في الفن 50 عامًا    رابطة العالم الإسلامي تعرب عن بالغ قلقها جراء تصاعد التوتر في منطقة الفاشر شمال دارفور    «مسلم»: إسرائيل تسودها الصراعات الداخلية.. وهناك توافق فلسطيني لحل الأزمة    شاهد صور زواج مصطفى شعبان وهدى الناظر تثير السوشيال ميديا    شقيقة الفلسطيني باسم خندقجي ل«الوطن»: أخي تعرض للتعذيب بعد ترشحه لجائزة البوكر    سامي مغاوري عن صلاح السعدني: «فنان موسوعي واستفدت من أفكاره»    تموين الإسكندرية: توريد نحو 5427 طن قمح إلى الصوامع والشون    برلمانية: افتتاح مركز البيانات والحوسبة يؤكد اهتمام الدولة بمواكبة التقدم التكنولوجي    التهديد الإرهابي العالمي 2024.. داعش يتراجع.. واليمين المتطرف يهدد أمريكا وأوروبا    بعد عامين من انطلاقه.. برلماني: الحوار الوطني خلق حالة من التلاحم    بعد طرح برومو الحلقة القادمة.. صاحبة السعادة تتصدر ترند مواقع التواصل الاجتماعي    "السكر والكلى".. من هم المرضى الأكثر عرضة للإصابة بالجلطات؟    السفيه يواصل الهذيان :بلاش كليات تجارة وآداب وحقوق.. ومغردون : ترهات السيسي كلام مصاطب لا تصدر عن رئيس    إخلاء سبيل سائق سيارة الزفاف المتسبب في مصرع عروسين ومصور ب قنا    فراس ياغى: ضغوط تمارس على الأطراف الفلسطينية والإسرائيلية للوصول لهدنة في غزة    تحرك عاجل من الخطيب ضد السولية والشحات.. مدحت شلبي يكشف التفاصيل    فيديو.. سامي مغاوري: أنا اتظلمت.. وجلينا مأخدش حقه    من أرشيفنا | ذهبت لزيارة أمها دون إذنه.. فعاقبها بالطلاق    أيمن يونس يشيد بتأهل الأهلي والزمالك.. ويحذر من صناع الفتن    فهم حساسية العين وخطوات الوقاية الفعّالة    العناية بصحة الرموش.. وصفات طبيعية ونصائح فعّالة لتعزيز النمو والحفاظ على جمالها    «حياة كريمة».. جامعة كفر الشيخ تكرم الفريق الطبي المشارك بالقوافل الطبية    ضربة للمحتكرين.. ضبط 135 ألف عبوة سجائر مخبأة لرفع الأسعار    ربان الكنيسة السريانية الأرثوذكسية في مصر يحتفل بعيد الشعانين ورتبة الناهيرة    البابا ثيودروس الثاني يحتفل بأحد الشعانين في الإسكندرية    الإفتاء توضح حكم تخصيص جزء من الزكاة لمساعدة الغارمين وخدمة المجتمع    دعاء في جوف الليل: اللهم جُد علينا بكرمك وأنعم علينا بغفرانك    3 حالات لا يجوز فيها الإرث شرعًا.. يوضحها أمين الفتوى    وزير الاتصالات: 170 خدمة رقمية على بوابة مصر الرقمية    الاستعداد للعريس السماوي أبرز احتفالات الرهبان    بالصور.. الوادي الجديد تستقبل 120 طالبًا وطالبة من كلية آداب جامعة حلوان    مصرع شاب في انقلاب سيارة نقل بالوادي الجديد    طريقة تحضير بودينج الشوكولاتة    محمد أبو هاشم: حجاج كثر يقعون في هذا الخطأ أثناء المناسك    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الشاعر الغنائى محمد حلاوة حبيبى وعينيا

مغرور.. سماح.. حبيبى وعينيا.. سمارة.. القلب بيتنهد.. أبوسمرة السكرة.. لما رمتنا العين.. غلطة واحدة.. هذه الأغنيات وغيرها شدا بها نجوم الغناء فى زمن الطرب الجميل.. عبدالحليم حافظ.. ليلى مراد.. محمد فوزى.. نجاة الصغيرة.. محمد قنديل.. فايزة أحمد.. سعاد مكاوى وغيرهم.. هل تعرف من هو صاحب هذه الكلمات العذبة لهذه الأغنيات التى أثرت وجداننا.. أمتعتنا وعبرت عن مشاعرنا.. عشناها.. وعاشت معنا.. إنه الشاعر الغنائى محمد حلاوة.
ولد محمد حلاوة فى 27-12-1927 بحى كوم الدكة بالإسكندرية.. ينتمى لأسرة ميسورة الحال، مكونة من الوالدين وسبعة أشقاء.. وهو الابن الثانى بين السبعة.. وهو حفيد الشيخ حسن حلاوة صاحب المدرسة التى تتلمذ فيها فنان الشعب سيد درويش.. وكان والده يعمل موظفا بمصلحة البريد إلى جانب عمله مدرسا.
بدأ محمد حلاوة دراسته بالإسكندرية ثم انتقل، فى أوائل الأربعينيات مع أسرته للقاهرة لإكمال دراسته حيث تخرج فى كلية التجارة جامعة القاهرة.
ويقول اللواء قدرى حلاوة شقيق الشاعر الغنائى محمد حلاوة: بعد تخرج محمد حلاوة فى الجامعة عمل موظفا بهيئة البريد ثم ترك وظيفته وعمل لفترة من الوقت مشرفا على متحف الموسيقى العربية وكان مسئولا عن حفظ التراث الموسيقى.
بدأ حلاوة كتابة الشعر صغيرا.. وتبلورت موهبته على يد المؤلف الشاعر محمد الفيومى.. وأخذ ينظم الشعر وهو فى العشرين من عمره.. وكان مغرما بأغنيات الموسيقار محمد عبدالوهاب وأشعار شوقى وحسين السيد، أول أغنية قدمها للإذاعة المصرية فى نهاية الأربعينيات من القرن الماضى كانت «أنا بنت الريف المصرية» التى تغنت بها المطرية فاطمة على الشهيرة فى ذاك الوقت وكانت من القليلات اللواتى درسن فن الغناء فى معهد الموسيقى وقام بتلحين الأغنية الموسيقى أحمد صدقى.. ثم أغنية «إملا القنانى ورد» للمطربة نفسها.. وبعد ذلك ذاع صيت محمد حلاوة وغنى له عبدالحليم حافظ «لو كنت يوم على قلبى تهون» من ألحان محمد الموجى وغناها حليم صوتا فقط دون أن يظهر على الشاشة من خلال أحداث فيلم «فجر» بطولة جمال فارس وماجدة من إخراج عاطف سالم.
من قصاصة ورقية قديمة أحضرها لى اللواء قدرى حلاوة شقيق الشاعر محمد حلاوة.. مقالة نقدية موقعة باسم «فتحى عبدالمقصود» يقول فيها: «أغنية «لو كنت يوم على قلبى تهون» التى تغنى بها عبدالحليم حافظ تكمن عظمتها فى أنها تشبه قطعة من الدانتيلا، الموشاة باللوعة والذهب والأسى والعطر والشجن واللؤلؤ ومفردات عصر رومانسى جميل نبيل عكسته موسيقى الموجى الصادقة.. وبخط جميل وقع الموجى بإمضائه على خريطة الموسيقى العربية».
بعد قيام ثورة يوليو فى عام 1952 قدم حلاوة (سهرة فى الأشلاق) التى لحنها الموجى وشارك فى غنائها عبدالحليم حافظ وإسماعيل شبانة وسيد إسماعيل وإبراهيم حمودة.
• أبو سمرة السكرة
من أوائل المطربين الذين غنوا من كلمات حلاوة المطرب محمد قنديل الذى قدم له حلاوة أكثر من أغنية.
ويروى لنا اللواء قدرى حلاوة عن أغنية (أبو سمرة السكرة) قائلا : كنا ساكنين فى شارع سلامة بالسيدة زينب.. وكان فى نهاية الشارع مطلع بسلم حجرى يوصل لقلعة الكبش.. وكان محمد حلاوة ينزل كل يوم بعد العصرية يقف عند صاحب محل فى الشارع يشترى منه سجائر ويدردش معاه.. وكل يوم وفى نفس الميعاد.. تنزل سمراء جميلة ممشوقة القوام تحيط خصرها بالملاية اللف.. تمر من جانبه.. تبتسم له.. وتسير فى طريقها.. وفى يوم من ذات الأيام.. نزل فى موعده وأخذ طريقه إلى محل السجائر.. واشترى السجائر.. ودردش مع صاحب المحل كعادته.. وانتهت الدردشة.. ولم تأت السمراء الجميلة.. فعاد إلى المنزل.. وكتب :
أبو سمره السكره
أبو ضحكة منورة
النهارده فات وعدى
ولا لسه يا ترى
كل يوم بستنظره
أملا عينى بمنظره
نور جماله لما يطلع
عالطريق بينوره
دمه خفة ذوق وصدفة
أبو سمرة بسمته
تملا دايما سكته
نظرة واحدة من عيونه
قلبى يرضى بقسمته
النهارده طال غيابه
والهنا والفرح غابوا
والهوى خبط عليّ
قبل م خبط ببابه.
لحن هذه الكلمات الموسيقار محمد الموجى.
وعن أغنية (سماح) لمحمد قنديل أيضا يروى لنا الملحن شوقى إسماعيل حكاية أخرىفيقول: كلمات هذه الأغنية تقدم بها الشاعر محمد حلاوة إلى لجنة نصوص الأغانى بالإذاعة.. وكان رئيس اللجنة آنذاك أستاذنا الشاعر أحمد رامى.. وللاسف رفضها رامى واللجنة معا.. وكانت هذه الكلمات قد سجلت على اسطوانة ولكنها لم تكن طرحت فى الأسواق.. وبعد فترة التجهيزات طرحت فى الأسواق وحققت أعلى توزيع ونجاحا غير مسبوق.. وكانت فرحة حلاوة لا توصف، حتى أنه عندما أنجب ابنته الوحيدة اسماها (سماح).
ويستكمل الملحن شوقى إسماعيل: إنها عبقرية، صورة غنائية شعرية يعتذر فيها الحبيب ليس بكلمات أسف وإنما بطلب السماح معتبرا أن عودته إلى حبيبته والندم سبب كاف حتى تسامحه.. ويختتم حلاوة الغنوة بجملة (يا بخت من سامح).. هذه الكلمات الرقيقة لحنها الموسيقار أحمد صدقى وكان موسيقيا ورساما ونحاتا ودارسا للموسيقى الفرعونية والكتابة الهيروغليفية وخريجا من معهد الموسيقى العربية.. والحقيقة أن الملحن أحمد صدقى أدرك حساسية الكلمة ورقتها فدخل بموسيقى هادئة ناعمة مستخدما مقام (الصبا) بما يتميز به من طابع عاطفى حزين بجمل موسيقية رقيقة تجسد الصورة التى رسمها الشاعر بكلماته وتتضمن طلب السماح وتستمر الموسيقى هادئة رقيقة عاطفية إلى نهاية غير مسبوقة بنقله إلى مقام (الحجاز) (يا بخت من سااامح) بمد الألف.. إنه لحن عبقرى لصورة شعرية أكثر عبقرية.. أطربنا بها الصوت الساحر محمد قنديل الذى قالت عنه كوكب الشرق إنه أجمل صوت أنجبته مصر.
• لما رمتنا العين
ويقول اللواء قدرى حلاوة : محمد كان الابن القريب إلى قلب والديه.. وكان وسيما، هادئا، لطيفا.. كل الأسرة كانت تحبه.. ليس الأسرة فقط، بل الحى كله.. وكانت لنا جارة أحبها محمد وأحبته.. وكانت قصة حبهما رائعة.. وعندما عرف أهلها بأمرهما.. وكان مازال صغيرا لم تكن لديه إمكانيات الزواج.. فأجبرها والداها على الابتعاد عنه وقررا زواجها من شخص آخر.. واعتقد أنها كانت أول صدمة عاطفية عاشها محمد وتألم بسببها كثيرا.. وكتب: (لما رمتنا العين) التى لحنها الموسيقار محمود الشريف وغنتها الفنانة سعاد مكاوى.. تقول كلماتها:
لما رمتنا العين شوف إنت فين وأنا فين
واللى شافونا ليه يحسدونا ويفرقوا القلبين
سهم العوازل طالع ونازل يحسد حبايب فرحوا بهواهم
يصيب ويجرح فى كل مطرح ويدور يخبى ع الناس دواهم
ولما احنا لو مهم جرحنا راح ورحنا
وكنا أغلى اتنين شوف إنت فين وأنا فين
أهل الملامة قاموا قيامة وقالوا عنك وقالوا عنى
سهرم معانا فى ليل هوانا خلونى أخاصمك وأنت تخاصمنى
وأنت يا بدرى هجرت بدرى ولسه بدرى
وكنا أغلى اتنين شوف إنت فين وانا فين
لما رمتنا العين
ويتذكر اللواء قدرى حلاوة : فى نهاية الستينيات وبعد أن ذاع صيت الشاعر الغنائى محمد حلاوة.. طلبت كوكب الشرق أم كلثوم من الموسيقار محمد الموجى الصديق الصدوق الذى لحن قرابة التسعين بالمائة مما كتب محمد حلاوة... أن يكتب لها أغنية.. وعلى الفور توجه الموجى إلى حلاوة الذى كتب أغنية (لو نسيت الذكريات.. إسأل الصيف اللى فات).. وذهب هو والموجى إلى سيدة الغناء العربى أم كلثوم، التى طلبت من حلاوة تعديل بعض الكلمات.. ولكنها فوجئت برفضه لأنه مقتنع بما كتب.. وكذلك رفضت أم كلثوم.. وفى اليوم التالى فوجئ بالهجوم عليه فى الصحافة.. فكتب جليل البندارى : (هذا المؤلف إما مجنون أو أصيب بلوسة الغرور).. كما هاجمه أيضا الكاتب الصحفى الشهير محمود السعدنى : (كيف يعترض على سيدة الغناء التى يتمنى الجميع أن تغنى له).
• مغرور
لم يتوقف عطاء الشاعر الغنائى محمد حلاوة عند الإذاعة والاسطوانات التى ملأتها أجمل أصوات المطربين والمطربات فى مصر والعالم العربى فقط، ولكن الأفلام السينمائية التى تغنى من خلالها أشهر المطربين خلال أحداث الأفلام..منها (مغرور) لعبدالحليم حافظ فى فيلم (خطايا) الذى شاركته البطولة فيه الفنانة نادية لطفى.. مغرور لحنها الموسيقار محمد الموجى.. وتقول كلماتها :
مغرور حبيبى كتير عايز أكلمه
عايز أقول له كلام يهديه يفهمه
مارضيش يسمعنى
مارضيش يفهمنى
حسيبه للأيام وهى تعلمه
سيبه يا قلبى يخاصمك سيبه
بكرة الشوق يناديه ويجيبه
تترجى مين وهو مش سامع كلامك
وتقول لمين وهو مش فاهم غرامك
هسيبه يرجع لذكرياته وبكرة يندم ع اللى فاته
قربت أقول مليته من كتر ما ترجيته
مغرور وفاكر الحب لعبة فى إيده
دا الحب قادر وقلوبنا تبقى عبيده
أنا مش حافرح فيه لما الشوق يناديه
أنا بس حافكره بيوم ما قلت له
كلام من كل قلبى يرضيه ويفهمه
أيضا الفنانة ليلى مراد كان لها نصيب من كلمات الشاعر محمد حلاوة منها «القلب بيتنهد» ألحان الموسيقار كمال الطويل فى الفيلم الشهير «الحبيب المجهول»، الذى قامت ببطولته أمام الفنان أنور وجدى.. تقول كلمات الأغنية:
القلب بيتنهد مش عارفة كدا ليه
والفرحة بتجدد لما قابلت عينيه
مين انت قوللى مين.. مين إنت قوللى إسمك إيه
القلب بيهواه.. والعين تتمناه
وأنا خايفة وحيرانة مشتاقة وسهرانة
مش عارفة من إيه
• حبيبى وعينيا
لم تظهر للشاعر الغنائى محمد حلاوة أى حوارات صحفية أو إذاعية أو تليفزيونية يتحدث فيها عن نفسه أو يتكلم أحد عنه أو عن أشعاره طوال سنوات حياته.
والآن وبعد رحيله باثنين وثلاثين عاما.. يتحدث عنه الشاعر الغنائى صلاح فايز قائلا: حلاوة كان صديقا وقريبا إلى قلبى.. ولكنه كان ذا طبيعة خاصة جدا.. منطويا وخجولا.. ورغم هدوئه الشديد فإنه كان عصبى المزاج.. ولا أحد يستطيع أن ينكر أنه صاحب أروع الأغنيات التى تغنى بها مطربو مصر والعالم العربى.. ومع ذلك لم يحظ بالشهرة التى كان يستحقها وأعتقد ذلك بسبب أنه الشاعر الوحيد من جيله الذى لم تكن له صلة بالصحافة ووسائل الإعلام ولا السهرات.. وله معى موقف لا يمكن أنساه، بل أعتبره صاحب فضل عليَّ بالنصيحة التى أسداها لى.. فقد كان محمد حلاوة موظفا بمصلحة البريد ويتقاضى أجرا شهريا ستة جنيهات.. وعندما وهب نفسه لكلمته الشعرية قرر ترك وظيفته.. وبعد فترة من الوقت وكنت وقتها ضابطا بالجيش برتبة نقيب.. التقيت به على مقهى بالقرب من نقابة الموسيقيين.. وقلت له إننى أفكر بترك وظيفتى والتفرغ لتأليف الأغانى.. فانتفض واقفا وقال لى: اوى يا كابتن.. دى غلطة عمرى أننى تركت وظيفتى.. كنت أتقاضى ستة جنيهات شهريا.. على الأقل كانوا بيدفعوا لى إيجار الشقة.. أنا دلوقت عايش فى الهوا.. وبنصحك بعدم التخلى عن وظيفتك.
ويضيف الشاعر صلاح فايز: حلاوة كان أسطورة فى الشعر الغنائى وغزير الإنتاج لأغنيات حققت نجاحا وشهرة بالغين.. وللأسف لا يعرف الناس من هو صاحب هذه الأغنيات الساحرة الناعمة الرقيقة، التى تدخل قلبك دون استئذان ومازالوا يستمعون إليها ويرددونها.. على سبيل المثال «حبيبى وعينيا» التى لحنها وغناها الموسيقار الفذ محمد فوزى فى فيلم «دقة قلب» مع الفنانة سامية جمال والمطربة نازك.. وتقول كلماتها:
حبيبى وعينيا لو فى وسط مية
ما يخفاشى عليا عليا ما يخفاش عليا
قلبى بيلمح طيفه قبل ما عينى تشوفه
دنا دايما أوصافه بتخايل فى عينيا
ساعة لما بيظهر وطريقه بينور مش ممكن أتصور أبدا غيره يأثر فيا
الخفة اللى شاغلنى مهما يبعد عنى
أنواره تخايلنى لو فى آخر الدنيا
أبو شامة وعلامة أبو طلعة بسامة
قلبى بيفرح ياما ياما لما يهل عليا
البدر وأنواره من حسنه بيحتاروا
وأما يبان يداروا فى الرايحة والجاية
ساعة لما يعدى فكرى يجيب ويودى
دقة قلبى تهدى تهدى لما يمسى عليا عليا
لما يمسى عليا
• الحليوة فين
ولمزيد من المعلومات حول شاعرنا محمد حلاوة الذى لم تذكره الصحافة ولا وسائل الإعلام يقول الشاعر الغنائى بخيت بيومى: محمد حلاوة أنا شفته فى بداية حياتى الفنية فى أواخر الستينيات وأوائل السبعينيات.. وكان قليل الكلام.. وكان دائما يرتدى نظارة سوداء.. لفتتنى دائما أغنياته وأشعاره وأ0عتبره أستاذى، فهو أحد عباقرة الشعر فى القرن العشرين، وكانوا يطلقون عليه شاعر السهل الممتنع.. أنا لا أحبه فقط.. أنا مدمنه.. اسمعى معى هذه الكلمات:
الحليوة فين
ايه جرى له يا عين
كل ساعة استنى طيفه كل يوم أقول حاشوفه
لما فاتت جمعتين
من جماله اللى واحشنى واللى قلبى يميل إليه
كان تملى يفوت يشوفنى وكنت ب اتطمن عليه
كان بيسأل قبل ما أسأل كان يقول لى الود أجمل
راح وراح الود فين
هذه الأغنية لحنها الموسيقار محمد الموجى وغنتها الفنانة صباح.
• حالة خاصة جدا
ويستكمل الشاعر بخيت بيومى: كلمات فى غاية العذوبة والرقة والرومانسية.. عارف مكان كل كلمة فين.. واللفظ الموسيقى منين.. إنه شاعر عبقرى.. إنه حالة خاصة جدا.. كان دائما صامتا.. وأحيانا غامضا، منزويا فى ركن فى حديقة معهد الموسيقى.. لم أره يضحك أبدا.. وفى يوم كنت فى معهد الموسيقى.. نده عليّ.. ذهبت إليه وجلست بجانبه.. وكنت ثائرا واشتكيت له من طاهر أبو فاشا الذى كان منع إحدى الأغنيات وطلب تعديل كلمات أخرى.. حيث وقعت مشادة كلامية بينى وبينه.. فنصحنى حلاوة وقال لى: «ما تسكتشى».. وفعلا لم أسكت.. كتبت قصيدة فى جريدة الأخبار هجاء فى طاهر أبو فاشا.. وبعد النشر أخذتها وتوجهت للأستاذ محمد حلاوة فى نفس الركن البعيد الهادئ فى معهد الموسيقى.. وما أن أتم قراءتها حتى «قهقه» من الضحك.. وكانت هذه هى المرة الأولى والأخيرة التى أرى فيها الأستاذ يضحك.. رحم الله محمد حلاوة.. سافر بتذكرة ذهاب بلا عودة.. ولكن عاش مرة وحيدا ليعيش معنا مدى الحياة بكلماته وأشعاره وأغانيه التى تركها لنا.. ولكن فى قلبى حسرة على ما فات.. ما عشته وشفته وسمعته من العمالقة.. وما أعيشه الآن وأراه وأسمعه.. ولا يسعنى إلا أن أقول:
«ربى لا أسألك رد الغناء، لكن أسألك اللطف فيه».
• حاللو يا حاللو
من منا صغارا وكبارا لم يمسك بفانوس رمضان ويدور به مرددا:
حاللو يا حاللو
رمضان كريم يا حاللو
حل الكيس وادينا بقشيش
لا نروح ما نجيش يا حاللو
لا أحد منا كان يعلم أن صاحب هذه الكلمات هو الشاعر الغنائى محمد حلاوة، والذى كتبها أثناء تسجيل حلقة إذاعية لبرنامج موسيقى يجمعه والموسيقار محمد الموجى.. وكان التسجيل ليلة رؤية شهر رمضان الكريم، حيث طلبت مقدمة البرنامج أن يقول كلمات عن رمضان.. وارتجلها محمد حلاوة ولحنها محمد الموجى.. وكانت تلك الليلة ميلاد أغنية من أشهر أغنيات شهر رمضان ومازالت إحدى علامات هذا الشهر الكريم.
لم يتوقف عطاء الشاعر الغنائى محمد حلاوة عند المئات من الأغنيات، بل قدم العديد من المسرحيات والأوبريتات الغنائية للأطفال مثل علاء الدين والمصباح السحرى.. المخطوط... حابى وش الخير.. وعودة الشاطر حسن وغيرها.. وكلها تدور حول الأخلاقيات والمثل التى ينبغى أن يتمتع بها كل إنسان من حب الخير للآخرين وعدم الاندفاع والتهور وسماع كلام الوالدين.
• رحل محمد حلاوة.. واحد من أهم شعراء الأغنية تاركا لنا إنتاجا غزيرا من الأغنيات والأشعار التى أثرت وجداننا وشكلت وعينا.. عشناها وعاشت معنا ومازالت. •


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.