يحق للفنان التشكيلى والرسام الصحفى الكبير عبد العال حسن أن يفخر ويعتز بما أنجزه طوال تجربته الإبداعية المستمرة منذ الستينيات وحتى الآن برغم آلام المرض ومرارته على فنان بحساسية وكبرياء عبد العال الذى أعتقد -من معرفتى به- أن نصف وزنه كبرياء فضلا عن صفات أخرى تحس بها بمجرد أن تقترب منه فهو الفنان المثقف، البرنس، الشيك، العاشق لفنه. ونحن من جانبنا نشعر بالسعادة عندما يخرج علينا الفنان عبد العال بجديد لأن كل مرة تأتى مختلفة عن سابقتها فى الإحساس بالموضوع ومعالجته على مستوى الخطوط والتفاصيل والألوان، ولكن هذه المرة مختلفة لأن ما سعى إليه الفنان الشاب محمد الجبالى المسئول عن قاعة قرطبة كان مميزا بحق، فقد نجح فى تقديم مجموعة من لوحات عبد العال القديمة، وإن كان معظمها يعرض لأول مرة، وعرض للفنان الكبير عبدالعال حسن مجموعة مختارة من أعماله الصغيرة، وذلك خلال معرضه الجديد بحضور أسرة الفنان وعدد من أصدقائه ومحبيه. ويأتى المعرض الجديد لأعمال الفنان عبد العال امتدادًا لمعرض الفنان السابق الذى أقامه منذ عدة أشهر وعرضت فيه الأعمال الكبيرة، ويتكامل المعرضان لتتضح الرؤية الكاملة لتجربة فنية عمرها أكثر من نصف قرن من الفن والإبداع والعطاء. ويستمر المعرض حتى 12 نوفمبر 2015 ويُعد فرصة متميزة لكل أصدقاء ومحبى عبدالعال حسن للالتفاف حول فنه وأعماله التى تنضح بالجمال والرقى والحب، وكذلك الدعاء له ليخرج من مرضه ومحنته التى نحن متأكدون أنه سيتجاوزها. والأعمال المعروضة تضم 50 لوحة متنوعة السنوات ومرسومة بخامات متنوعة كالزيت والباستيل والفحم والألوان المائية وفيها مجموعة من الاسكتشات النادرة بالقلم الرصاص وتوضح جميعها مدى تمكن واقتدار وأستاذية عبدالعال حسن فى استخدام خامات مختلفة ومهارته الفائقة فى الرسم والتلوين. وتظهر اللوحات قدرة الفنان عبدالعال حسن سواء كان مصوراً من طراز فريد أو حتى وهو رسام صحفى كبير كانت رسومه تزين مجلة صباح الخير لزمن طويل ومعها صف من المجلات الأخرى محلية وعربية أو وهو رسام للأطفال لديه أعمال وأصول لرسوم نشرت فى العديد من مجلات الأطفال فى مصر والعالم العربى ويلقى المعرض الضوء على كل هذه الجوانب فى شخصية الفنان القدير من خلال استعراض مجموعات من عالم عبد العال الواسع جدا لهذا تتنوع موضوعات المعرض بين البورتريه والمنظر الطبيعى والإسكتش والرسوم التحضيرية ورسوم الأطفال. والفنان عبد العال حسن الذي- ولد فى مدينة بورسعيد عام 1944وأقام فيها حتى نهاية الدراسة الثانوية، ثم حضر إلى القاهرة ولم يغادرها والحاصل على بكالوريوس كلية الفنون الجميلة جامعة القاهرة 1966- يكشف من خلال لوحاته عن تفاصيل مدهشة تغوص فى أعماق الشخصية بحس ورومانسية، عن طريق الألوان المبجهة والمعبرة عن الحالة التى يريد طرحها فى لوحاته، كما يتميز عبد العال الذى يعد من كبار فنانى الصحافة باهتمامه بالوجه الإنسانى أو فن البورتريه، والمناظر الطبيعية، والبيئة الشعبية، ومن أهم أعماله لوحات «دنشواي» و«البائعة» و«السقا» و«بنت مصرية» و«المركب». وإذا كان تميز عبد العال خلال مسيرته الفنية هو قدرته على اقتحام أكثر من منطقة فنية ومعالجته للموضوع الواحد بأكثر من طريقة، إلا أننا نعتبر أن إسهامه الأكبر فى فن البورتريه، وقد أكد لى فى أحد حواراتى الصحفية معه «أن فن البورتريه من أصعب الفنون التشكيلية لأن فنان البروتريه مثل الجراح لا يستطيع أن يخطئ ولهذا يأخذ البورتريه من الفنان جهداً أكبر ويتطلب أن يكون الفنان دقيقاً وحساساً، وقد ساهم فى احترافه لفن البورتريه تفتح وعيه على رسامين لهم باع طويل فى رسم البورتريه أمثال بيكار وجمال كامل وصبرى راغب». وعندما أقيم معرض خاص للبورتريه وشارك فيه قال لى إنه سعيد بهذا المعرض لأنه يحيى فن البورتريه فى وقت يشهد فيه هذا الفن تراجعا لعدم توفير مناخ مناسب له فمعظم الفنانين لا يتفرغون للبورتريه وشباب الفنانين ليس لديهم الوقت ولا الصبر ولا الاجتهاد فى مجال البورتريه لانشغالهم بظروف الحياة مما أثر على تفكيرهم ونحاهم بعيدا عن التركيز فى فن البورتريه. أستاذ عبد العال: شكرا على إبداعك وفنك الجميل ومتعك الله بالصحة والشفاء. •