الطفل المريض يحتاج لنوع خاص من الرعاية والحنان لا سيما إذا كان مرضه يستدعى البقاء فى المستشفى لفترات طويلة، وإذا فرضنا أن المستشفيات الحكومية ستقدم له الرعاية الطبية على أكمل وجه فمن المؤكد أنها لم تصل للرفاهية التى تجعلها تقدم له الرعاية النفسية المناسبة، حتى لايشعر بأن مرضه تسبب فى عزله عن عالم الأطفال الملىء بالبهجة والفرح. لكن القائمين على مبادرةsplashes of hope قرروا أن ينشروا الأمل فى نفوس هؤلاء الأطفال عن طريق فكرة مبتكرة وبسيطة، قوامها الأساسى فُرشة وعلبة ألوان، وعن تلك المبادرة يقول مايكل عاصم فؤاد، المنسق العام للمبادرة، والطالب فى السنة السادسة بكلية الطب: إن المبادرة هى واحدة من مجموعة مبادرات تقوم بها الجمعية المصرية لدارسى العلوم الصحية، وهى جمعية مشهرة بوزارة التضامن الاجتماعى، وعن فكرتها يقول، إنها ليست بجديدة، حيث يتم تطبيقها فى نيويورك فى مشروع يحمل نفس الاسم، ويعتمد على تلوين جدران أقسام الأطفال فى المستشفيات الحكومية للمساهمة فى التخفيف من معاناتهم، ويتم تقسيم المشروع لثلاث مراحل، حيث يترك فى المرحلة الأولى الحرية كاملة للأطفال لتسجيل أحلامهم فى رسوم على الورق، ثم نقوم فى المرحلة التالية بجمع تلك الرسومات وتعديل المناسب منها لنخلق منه تصميماً يصلح لرسمه على الجدران، أما فى المرحلة الثالثة والأخيرة فنقوم برسم تلك الرسومات على جدران المستشفى ويشاركنا الأطفال فى تلوينها، مما يدخل البهجة فى نفوسهم، حيث يرون بأعينهم صنيعة أيديهم تتجسد على جدران المستشفى فى أشكال مبهرة وجميلة. عدد القائمين على المشروع بشكل فعلى لايتجاوز الخمسة والعشرين شخصا، لكن عدد المتحمسين له يفوق ذلك بكثير، ويظهر ذلك عندما نعلن عن موعد مرحلة تلوين الجدران، حيث يأتى للمشاركة عدد كبير جدا. حق أصيل المبادرة حديثة نسبيا، حيث تم الإعلان عنها منذ ثلاث سنوات، لكنها توقفت نظرا للاضطرابات السياسية التى كانت تجتاح البلاد فى تلك الفترة، ثم عاودت نشاطها بقوة منذ عام تقريبا، أما عن المعوقات التى تقابل فريق العمل داخل المستشفيات فتكاد تكون منعدمة، حيث يرحب القائمون على مستشفيات الأطفال بالفكرة، ويقدرون أثرها على تحسن نفسية الأطفال. المشروع تم تطبيقه حتى الآن فى أربع محافظات فقط، هي: القاهرة، أسيوط، المنيا، والقليوبية، كما سيتم تطبيقه فى المنوفية خلال الأسابيع القليلة القادمة، ومن أشهر المستشفيات التى طبقت بها فكرة المبادرة هى الدمرداش، وأبوالريش، والمعهد القومى للأورام.. حلم القائمين على المبادرة أن يتمكنوا من تلوين كل مستشفيات الأطفال فى مصر خلال الخمس سنوات القادمة، لكنهم يحلمون أيضا فى المقابل بتوفير طبيب نفسى دائم داخل تلك المستشفيات، والذى لا يقل دوره أبدا عن دور طبيبهم المعالج، فالاعتناء بنفسية الطفل المريض حق أصيل له، ويجلبه له splashes of hope •