أثار موضوع «أحب البنت المليانة» الذى تم نشره سابقاً جدلاً كبيراً.. وكنا قد طرحنا به مواصفات البنت المليانة ومميزاتها.. بداية من احتلالها مكاناً كبيراً.. سواء فى قلوب من حولها، أو فى أى مكان تتواجد به وبأى مساحة!! نهاية بما تتمتع به من حنية وتواضع. الآن بعد ذكر مميزاتها يجب علينا أن نعرض وبأمانة معاناتها فى كل الجوانب، المعاناة التى تخفيها وراء خفة ظلها وضحكتها التى تملأ وجهها.. أول موضوع.. العنصرية.. «فالتخين» فى بلدنا يتعرض لعنصرية بطريقة مباشرة وغير مباشرة.. وهذا غريب.. أما الأغرب أن الرجل البدين هو أول من يعامل المرأة المليانة كأنه غصن بان. • العنصرية الرجل البدين لا يشعر أنه صاحب جسم مليان مهما كانت الترهلات المنتشرة فى أنحاء جسده.. وعندما يرى البنت المليانة يكون تعليقه عليها «لطيفة جداً.. بس تخينة لازم تخس»!! عيناه رأت بدانتها، ولم تر الكرش المترهل أمامه تحت صدره وبالنسبة لصدره الذى ينافس به إليسا وهيفاء!! ومع ذلك يغض النظر عن كل هذا، ينتقد بدانتها هى!! وإن اكتسبت زوجته وزناً زائداً، يكون هو قد اكتسب ثلاثة أضعافها.. يظل يومياً يسخر منها ومن شكلها.. ويهددها أنه سيتزوج عليها.. والعجيب أنها تصدقه.. وتحاول جاهدة أن تفقد وزنها حفاظاً على هذا الكرش الذى لايعوَّض!! والأدهى من ذلك.. أنها تغار عليه.. كأنها متزوجة حسين فهمى بعد أن تم نفخه عند عجلاتى خمس نجوم.. لذا.. سيكون تركيزنا على البنت المليانة ونترك الرجل وكرشه خارج القضية. البنت المليانة تتعرض للعنصرية من النحفاء أيضاً. فالطفلة البدينة.. لا تستطيع أن تحيا بطبيعية لا مع الأطفال من سنها. ولا مع الكبار.. فالصغار يعاملونها كأنها مخلوق غريب عنهم.. والكبار لا يعتبرونها طفلة ويعاملونها بجفاء.. يسخرون منها كلما قالت «جعانة».. حتى فى أماكن لعب الأطفال.. يمنعونها من دخولها بحجة أنها قد تكسر اللعبة أو الجهاز لامتلاء جسدها.. هكذا تضيع طفولته.. بلا طعم. فى فترة المراهقة.. تتمنى لو عاشت مثل صديقاتها. تعجب بفلان أو علان وهو يبادلها المشاعر.. حتى لو بالنظرات.. إلا أنها دائماً تكون مشاعرها من طرف واحد.. فمن يحب مراهقة فوق ال 80 كيلو؟!! تقضى فترة المراهقة فى محاولة عمل دايت.. ومحاولة الظهور بشكل انحف فتلبس الألوان الداكنة التى تجعلها تبدو أقل حجماً.. فتبتعد عن الألوان المبهرة المبهجة ويظهر سنها أكبر مما هى عليه.. فتعشق العوالم الافتراضية (ماسنجر، فيس بوك، إلخ) التى تناسب سنها.. فتكون بها أكثر رشاقة.. وتتجلى شخصيتها بمرحها وخفة ظلها.. إلا أن وقت الجد وطلب رؤيتها.. يكون أمامها حل من اثنين.. الأول الاختفاء وعدم الرد.. والثانى هو الاعتراف بالسر الخطير.. وتقول لمن تتحدث معه عبر الإنترنت: إنها كما وصفت نفسها تماماً إلا أنها مليانة شوية.. 120 كيلو!! فجأة.. ينقطع الاتصال.. وبالطبع تعرف السبب.. فمهما كان انجذابه للشخصية.. فقد رسم الخيال الذى خلقه العالم الافتراضى شكلاً بعيد كل البعد عن الشكل الحقيقى!! • اتركونى فى حالى تخرج من مرحلة المراهقة وهى محملة بآلام أكبر من سنها لكن ليست أكبر من حجمها!! تدخل الجامعة.. تلاحقها النظرات.. ليس إعجاباً لكن تعجباً.. وتسأل نفسها.. لماذا لا يتركونى فى حالى؟! تحاول أن تعيش بشكل طبيعى لكن لا يعطيها الآخرون فرصة.. فإن أحبت شخصاً وأحبها.. لفترة.. يراجع تفكيره كلما رأى باقى البنات النحيفات من حوله. ينسى حنيتها وجمالها الداخلى.. ولا يفكر إلا بالمنظر الخارجى.. هنا يتوقف قلبهُ عن الخفقان ويبدأ شيء آخر فى جسده فى توجيهه!! فيكسر قلبها فقط لأنها مليانة.. يزيد اكتئابها ولا تجد صديقا أو حبيبا لا يخون إلا الطعام الذى لا يغدر بها مهما حدث.. ويقف بجانبها وقت الأزمات.. فيزداد وزنها أكثر وبالتالى تزداد المعاناة.. ويقتصر حبها الأول والأخير على حب الثلاجة التى لا تبخل عليها بشيء ويصبح بابها هو الباب الوحيد الذى لا يُغلق فى وجهها. • كعب تخين أما معاناتها مع الحياة اليومية فحدث ولا حرج.. اعتدنا فى المواصلات أن ينادى التبَّاع للسائق إذا ما نزلت أو صعدت فتاة أو سيدة قائلاً.. «هدِّى.. كعب عالى».. فيهدى السائق السرعة لتستطيع السيدة الصعود أو الهبوط.. أما البنت المليانة.. فينادى الرجل.. «أقف ياسطى أقف.. كعب تخين».. ويضحك المارة والركاب من هذا الإيفيه اللطيف.. غير عابئين بمشاعر صاحبة الكعب التخين.. مستهينين بإحراجها.. ولا مانع أن يرمى كل واحد نكتة أو يسخر هو الآخر منها. فإذا أكرمها اللَّه وقررت شراء عربة.. فيجب أن تشترى سيارة تليق بحجمها.. فإن فكرت مجرد تفكير فى شراء عربة سبور.. أو رياضية.. لا تسلم من السخرية التى لا تنتهى.. هذا مع ملاحظة أن الرجل مهما كان حجمه لا يلام أو يسخر منه أحد إن ركب سيارة صغيرة على حجمه بل يدعو له بأن يوسع الله رزقه ويشترى الأكبر!! أما هى إن أخذتها جرأتها واشترت سيارة صغيرة.. يبدأ كل من هب ودب فى سؤالها بلذاذة.. «بتركبيها إزاى؟!.. بتقعدى على الكرسى وبعدين بيركبوا السقف!! وغيره من الاستظراف.. هذا كله كوم.. وإن حدث وتشاجرت مع أحد فى الشارع فلا يجد شيئا يقوله إلا.. يلا يا تخينة!! تسأل نفسها ما علاقة هذا بالموضوع!! لا تعلم أنه من ضعفه لا يجد ما يقوله غير التجريح بها لإسكاتها وإحراجها.. المثير للضحك.. أن من يعايرها بتخنها أكثر منها بدانة تكاد خدوده أن تنفجر من شدة تخنه.. لكن ربما المرأة التى يملكها هى مرآة جحا.. فيظهر بها نحيفاً وطويل ورشيقاً مثل الموزة!! أما الطائرة وركوبها فهذا جانب آخر من المعاناة.. فكرسى الطائرة لا يتسع للبدناء إلا إذا كان بدرجة رجال الأعمال.. وثمنها ضعف ثمن التذكرة العادية.. فتركب البنت المليانة الطائرة العادية فى الدرجة العادية، ولكن الرحلة لا تكون عادية أبداً.. فالكرسى ضيق.. يلتصق فى الكرسى المجاور وطول الرحلة لا تسمع غير تأفف من بجانبها.. وهناك من يقول لها.. «ممكن تتاخرى شوية»!! يعنى مثلاً لو هناك مجالا لتبتعد يميناً أو يساراً.. فلن تتأخر؟! حباً فى الالتصاق بك مثلاً؟! يكفيها الالتصاق الذى تعانى منه أصلاً!! • أنت تخنتى قوى!! المعاناة الأهم.. هم الأشخاص التى يعانون من انعدام الذوق والدم!! فمن المؤكد أن البنت المليانة.. تعلم وباصمة بالعشرة أنها تخينة!! لكن دائماً ما تجد من يخبرها هذا الخبر، وكأنه حدث جديد.. «إيه ده.. على فكرة أنت تخينتى أوى ولازم تخسى»!! لا يا شيخة؟! فعلاً؟! وحتى لو رأوها كل يوم.. «أنت لسة ما عملتيش دايت؟!» كأنها من المفرض أن تفقد وزنها فى يوم وليلة.. على اعتبار أنها أستيك يمط ويكش فى نفس اللحظة!! يا ناس.. اتركوا البنت المليانة فى حالها.. واعلموا أن معاناتها ليس بسبب بدانتها بل بسببكم أنتم.. أنتم من تزيدون من مشاكلها.. بحكمكم عليها وعدم تقبلكم لشكلها.. عدم إدراكم أنها حرة فى نفسها.. أن أرادت أن تكون بدينة، «مليانة» فهذا اختيارها.. وإن أرادت أن تفقد وزنها فهى أيضاً حرة.. إن لم يعجبكم شكلها.. أديروا ظهوركم لها غضوا بصركم عنها.. لا تحدثوها.. المهم اتركوها تعيش مثلكم.. ما سبق مجرد نبذات صغيرة والتفاصيل أكثر مرارة.. لذا.. عينى عليكى يا مليانة. •