رغم الصعوبات العديدة والأزمة المالية الطاحنة التى يمر بها نادى الشرقية، واصل أحفاد عرابى إعجازاتهم وهوايتهم المفضلة فى التربع على عرش الأرقام القياسية فى الهوكى ليدخلوا كعادتهم موسوعة «جينيس» بعد أن انتزعوا كأس بطولة الأندية الأفريقية بجدارة وعن استحقاق وعادوا بها من هرارى عاصمة زيمبابوى والتى حملت الرقم 21 من أصل 24 بطولة أقيمت حتى الآن. وهو ما لم يصل إليه أى من الفرق الجماعية المصرية من قبل، ليؤكد هوكى الشرقية من جديد أنه مازال هو أسطورة اللعبة فى القارة السمراء. فى ظل قيادة الكابتن عادل عبدالعزيز وجهازه الفنى الرائع الذى يضم أحمد طلعت المدرب العام والدكتور مصطفى زكى مخطط الأحمال البدنية الذى جعل اللاعبين يتفوقون على اللاعبين الأفارقة فى اللياقة البدنية، وكان على نفس القدر من المسئولية الدكتور محمد حمزة طبيب الفريق بجانب الدور الكبير الذى لعبه أصحاب الخبرة من اللاعبين الكبار أمثال أسامة حسنين ومحمد أبواليزيد وأحمد عز «كابتن الفريق» وغيرهم من أعضاء البعثة.
مشاكل بالجملة يقول الكابتن عادل عبدالعزيز المدير الفنى للفريق: طريق الفوز بالبطولات لم يكن مفروشا بالورود، فقد عاش الفريق ورطة حقيقية قبل البطولة الأخيرة، حيث وعد العامرى فاروق وزير الرياضة بدعم الفريق بمبلغ 600 ألف جنيه، فتم تنظيم معسكر للفريق بالقاهرة لمدة أسبوع على ملاعب استاد الهوكى بمدينة نصر، وعندما ذهب المدير الإدارى لهوكى الشرقية إلى ديوان الوزارة لإنهاء إجراءات الشيك تبين له أن الوزير سافر إلى تونس لحضور مباراة الأهلى والترجى فى نهائى أفريقيا ولا يمكن إصدار الشيك إلا فى حضور الوزير، مما أدى إلى تأزم الموقف بين المسئولين عن إدارة الفريق وإدارة الفندق التى تطلب مستحقاتها. وأرسلت عدة استغاثات لإدارة النادى التى تمر بأزمة مالية طاحنة وأيضاً للشباب والرياضة التى طالبت بانتظار عودة العامرى، مما جعل الفريق رهن الفندق لحين سداد المستحقات ويكاد النادى أن يشهر إفلاسه. وقد تخلف عن البعثة قبل السفر 5 لاعبين من الأعمدة الرئيسية إلا أن التخطيط المتقن جعل اللاعبين لا يفكرون فى مثل هذه الأمور وكان تركيزهم على العودة بكأس البطولة والتغلب على كل المصاعب، لا سيما أن هذه البطولة كانت تمثل أهمية كبيرة للجميع ولذلك كانت الفرحة كبيرة بعد العودة بالكأس الغالية التى أصبحت ملكا للنادى يحتفظ بها مدى الحياة لأن الاتحاد الأفريقى لم يقدم كأساً جديدة منذ 6سنوات وحتى الآن. ويضيف أحمد طلعت المدرب العام قائلا: فى البداية وجدنا مشكلة فى الإقامة لعدم تأكيدنا الحجز فى الفندق وبذلنا محاولات كبيرة بتدخل من السفارة استغرقت عدة ساعات رغم أننا قطعنا مسافة كبيرة فى السفر لطول الرحلة ولأننا نزلنا ترانزيت، والحمد لله تغلبنا على مشكلة الإقامة ليخلد اللاعبون للنوم بعد مشوار شاق للغاية، وبدأنا فى اليوم التالى التدريب وقد قابلتنا مشكلة أخرى تتعلق بارتفاع المدينة التى أقيمت فيها البطولة عن سطح البحر، وبالتالى نقص الأكسجين ولكننا تعودنا على هذا النقص بالتدريب.. كما أن الظروف التى أحاطت بنا منذ وصولنا أثرت نفسيا وبشكل كبير على جميع أفراد البعثة، خاصة الاضطرابات التى شهدتها مصر وكانت أخبارها تصل إلينا على فترات متقطعة كانت تزيد من قلقنا على عائلاتنا وأسرنا فى مصر، خاصة أن هذه الاضطرابات شهدت أحداثا دامية وسقوط جرحى وقتلى وزاد هذا القلق عندما علمنا بما كان يحدث فى الزقازيق أمام منزل الدكتور محمد مرسى رئيس الجمهورية.
عجز صارخ العميد إسماعيل عبدالواحد مدير استاد الهوكى قال: لدينا عجز صارخ فى كل ما يتعلق بهذه اللعبة، فجنوب أفريقيا تمتلك 06 ملعبا للنجيل الصناعى، أما نحن فلا نمتلك سوى ملعب واحد فقط هو ملعب الشرقية وعدد اللاعبين المسجلين فى اتحاد جنوب أفريقيا 170 ألف لاعب، أما المسجليون لدينا فلا يزيد عددهم على 5 آلاف لاعب فقط!!. كما أن ملعب الهوكى يحتاج إلى إنارة حتى تزيد مدة تشغيله إلى 10 ساعات يوميا، ومن جانبه أكد المستشار حسن النجار محافظ الإقليم أنه قرر صرف مكافأة بسيطة لأفراد البعثة قدرها 150 ألف جنيه معربا عن أمانيه فى أن تساعد الرياضة فى عودة الهدوء إلى الساحة السياسية. أما الدكتور سيد منصور وكيل أول وزارة الشباب والرياضة، فقد أبدى تفاءله لمستقبل هذا الفريق مع وجود الدكتور حمدى مرزوق رئيس النادى والعميد هشام الضوى نائب الرئيس وبقية أعضاء المجلس مؤكدا أنهم قادرون على إيجاد موارد مالية ثابتة للصرف على هذا الفريق البطل، وأكد أنه قام بتسليم شيك بمبلغ مالى قدره 50 ألف جنيه لرئيس النادى مشاركة فى هذا الانتصار الكبير لأبطال الهوكى ملوك اللعبة فى أفريقيا.