في محاولة لخلق نوع جديد من الإبداع القائم علي الحالة الشعورية النتاجة عن دمج الفنون، أقام المصور والقاص حاتم عرفة ورشة جديدة، تقوم علي الدمج بين الصورة والحكاية، وأطلق عليها "ورشة الصورة حكاية". يقول حاتم عرفة عن فكرة الورشة: جاءتني هذه الفكرة من خلال عملي كمصمم جرافيك وكاتب ومصور، فكانت تراودني دائما فكرة خلط العالمين البصري والأدبي معا، وعندما أصبحت عضوا في "نادي عدسة التصوير"، قام بعرض فكرته علي أعضاء النادي، فرحبوا بالفكرة واهتموا بوضع خطة عمل لها والمشاركة في تنفيذها. بدأ عرفة الورشة بمشاركة خمسة وثلاثين شابا وفتاة، من محبي مجال التصوير والجرافيك وبعض ممن يمارسون الكتابة الأدبية، وكان معظم من شاركوا من المبتدئين في مجال التصوير، مما سهل تلقيهم وتقبلهم للفكرة الجديدة، وكانت فرصة للمدربين في تفجير طاقاتهم الإبداعية علي المستويين الأدبي والبصري. وأكمل: وقامت الورشة بعرض مبدئي لبعض الأعمال الفوتوغرافية لفنانين عالميين، مرفق بها خواطر أدبية من وحي الصورة، لتوضيح الفكرة والأسلوب المراد اتباعه للمشاركين، وهو صنع قصة مصورة من فكرة معينة تطرأ علي الذهن وإرفاق الصورة بكتابة خاطرة أدبية، تعبر عنها ولكن لا تشرحها علي ألا تكون مجرد ترجمة للصورة لكي تكون عملاً أدبيا مستقلاً علي خط مواز للصورة الفنية. وأضاف: ثم قمنا بعمل جلسات مناقشة كتطبيق للورشة، مع تكليف كل فرد من أفراد الورشة بتصوير فكرة لديه وكتابة ما يعبر عنها، وفي مدة قصيرة قمنا بتنفيذ أكثر من أربعين عملا فنيا مصورا متكاملا، وتم عمل معرض بهذه الأعمال بقصر تذوق سيدي جابر، لتقييم المستوي الذي وصلت إليه الورشة، وبدء مرحلة تالية جديدة لارتقاء سلم تمازج الإبداعات. ويقول محمد عبد القادر طالب بكلية الهندسة ومصور صحفي وأحد المشاركين بالورشة: "ورشة الصورة حكاية" من أكثر الورش ذات الفكرة المختلفة والجديدة التي أقيمت، لأنها ربطت ما بين فكرتي الكتابة وفن التصوير، بمعني أن أتخيل من صورة أو أكثر قصة أو حكاية أو العكس، فأخلق من الكتابة عالما يمكن أن يري. ويقول محمود جاب الله طالب بكلية هندسة التعدين: أكثر ما أعجبني في هذه الورشة، هو الناتج المختلف عن كل ما عهدناه في بقية الورش الإبداعية، وهو محاولة خلق روابط بين صور مختلفة، والكتابة عنها، فكانت النتيجة فريدة، فاكتشفنا حالة خاصة وجديدة من الإبداع، وأعتقد أن السبب الأساسي في نجاح هذه الورشة هو التجديد إلي جانب الأفكار والمجهود الكبير، الذي بذل في المرحلة الأولي، وأنا شخصيا متفائل بالمراحل القادمة. سلمي سامح طالبة بكلية الفنون الجميلة: قامت الورشة علي تنمية الحس الفني الأدبي إلي جانب الخيال، حيث تجعل المصور الفوتوغرافي أو الفنان يقف أمام صورة التقطها لفترة أطول بكثير من زمن التقاطها، ليفكر فيها ويحاول أن يوصل للجمهور إحساسه الذي شعر به في لحظة اختياره لهذا المشهد ليصوره، وهنا يستطيع الجمهور معرفة جزء كبير عن شخصية الفنان.