تأخرت في قراءة حوار هام للدكتورة مني مكرم عبيد بجريدة "الشروق" في 3 ديسمبر الماضي حيث يحمل العديد من الإجابات مما ينبغي التعليق عليها.. لكونها إجابات ملتبسة إلي حد كبير.. وتحتاج إلي التوقف أمامها. اعتبرت مني مكرم عبيد أن عدم فوزها في الانتخابات البرلمانية علي مقعد (الكوتة) هو رسالة للأقباط تقول (ليس لكم أن تخوضوا الانتخابات وتكسبوا.. ليس لكم إلا أن نقوم بتعيينكم كديكور أو تأتوا من خلال الحزب الوطني). ولا أعرف كيف يمكن لها أن تطلق مثل هذه العبارات الرنانة علي إطلاقها بهذا الشكل الذي يسيء للمسيحيين المصريين قبل غيرهم.. والسؤال الساذج: إذا كانت الانتخابات ترتكز علي الطائفية الدينية بهذا الشكل.. فلمن أعطي المسيحيون المصريون أصواتهم.. التي يمكن أن تساند أي مرشح حتي النجاح. ولا أعتقد أو أتفق مع ما صرحت به من أن (التعيين) هو نوع من الديكور.. لأن التعيين دائماً ما يكون للخبراء والمتميزين الذين لا يخوضون العمل السياسي بشكل مباشر مع المجتمع، ومثال ذلك: د. جورجيت قلليني وابتسام حبيب سابقاً، والمستشار انتصار نسيم ود. إدوارد غالي لاحقاً. لقد كنت أتمني ألا تقع مني مكرم عبيد في خندق نظرية المؤامرة البغيض عليها وعلي مستقبلها السياسي.. خاصة أنها حديثة العهد بدائرتها الانتخابية وبالناخبين فيها. أما أن تبرر سبب عدم الفوز بقولها (ازاي واحدة مسيحية تنجح بالانتخاب.. دي تنجح تحت أمرنا.. دي تنجح لما نقولها أنت معينة..) هو أمر يحمل نوعاً من الأوهام.. لأن مقاعد الكوتة البالغ عددها 64 مقعداً علي مستوي الجمهورية قد تقدم للترشيح عليها ما يزيد علي 700 سيدة. أما أطرف ما قرأته في إجاباتها، أنها قالت بالنص (لماذا يسقطونني.. بافتراض أنني خسرت الانتخابات.. وهذا لم يحدث.. كان بقليل من البصيرة ينجحونني). ولم أستطع أن أفسر معني البصيرة المقصودة لإنجاحها.. وهل المقصود التزوير أم شيء آخر؟.. خاصة أنها قالت أيضاً أن الغرض من هذا المجلس انتخابات مزورة لتوريث سياسي. وتري، هل سيكون هذا الكلام نفسه.. لو فازت وأصبحت نائبة أم سيكون كلاماً آخر؟. تحدثت مني مكرم عبيد بنوع من السخرية عن من نجحوا لدرجة أنها قالت (.. من ضمنهم وزير وهذا لا تحسبه علي الأقباط)، ولا أعرف لماذا التصنيف الطائفي من الأصل، وإذا سلمنا بما تقول.. فلماذا لا تحسب الوزير علي الأقباط؟. ولم تكتف بهذا القدر، بل وزادت بأن قالت (إخوان الحزب الوطني.. هؤلاء هم من يلعبون ضد مصالح مصر)، كما اعتبرت أن فشلها الانتخابي هو (حركة طائفية). وهي اتهامات مرسلة لا دليل عليه سوي أنها (هرتلة) سياسية. وقد تضمن الحوار أيضاً العديد من العبارات، منها: دول ضربوهم علي قفاهم (في إشارة إلي الأحزاب المعارضة: الوفد والتجمع والناصري)، والإخوان أكثر قوة منظمة. وهو نوع من الغزل الرفيع لجماعة غير شرعية من جهة، واستهزاء بأحزاب المعارضة من جهة أخري. واستمراراً لحالة (الغزل الرفيع) علي المستوي الخارجي.. اعتبرت مني مكرم عبيد أن سبب تأخير الموقف الأمريكي هو أن المثقفين الذين يكتبون من أمثال عمرو حمزاوي وميشيل دن وماريا أتأوي طالبوا الإدارة الأمريكية باتخاذ موقف تجاه الديمقراطية في مصر.. في إشارة لمجموعة عمل مصر الأمريكية التي تحاول أن تلعب دوراً سلبياً ضاغطاً تجاه مصر في أروقة البيت الأبيض.