هدد جوليان آسانج مؤسس موقع "ويكيليكس" الإلكتروني بتصعيد عملية نشر الوثائق السرية الأمريكية إذا تعرض للاعتقال. وقال في تصريحات له أمس إنه سوف يكشف عن الأسرار المتبقية دفعة واحدة إذا أصابه مكروه. كما أوضح أنه اتخذ إجراءات أمنية بعد صدور تهديدات بقتله وقال أحد محاميه إن موكله الموجود في مكان غير معروف في بريطانيا سيعترض بطريقة قانونية علي محاولة تسليمه إلي السويد حيث يتورط في قضية اغتصاب ضده. في الوقت نفسه، بدأت الشرطة الأسترالية تحقيقا بشأن كون آسانج قد انتهك أيا من قوانين البلاد بما يجعله عرضة للمحاكمة فيها. وأضاف كيفين رود وزير الخارجية الأسترالي علي هامش مؤتمر للأمن في البحرين إن المدعي العام الأسترالي طلب من الشرطة الاتحادية قبل أيام التحقيق في كون آسانج قد انتهك أي بند من القانون الجنائي الأسترالي. مستنكرا ما أقدم عليه آسانج من تسريب غير مصرح به لمعلومات سرية واتصالات دبلوماسية بين الدول. وفي سياق متصل، حظرت السلطات الأمريكية في مذكرة إدارية علي جميع الموظفين والمتعاقدين محاولة دخول "ويكيليكس" والاطلاع علي الوثائق الواردة فيه عبر أجهزة الكمبيوتر الحكومية باعتبار أن الملفات المعروضة لا تزال تحمل صفة السرية. وتابعت المذكرة التي تم تعميمها علي مختلف القنصليات الأمريكية حول العالم إن الوثائق السرية تبقي كذلك حتي يتم رفع السرية عنها من قبل الأجهزة الأمريكية المختصة، ولا يبدل ذلك تعرضها للنشر علي مواقع متاحة للعامة. وفي بغداد، قالت متحدثة باسم الجيش الأمريكي في العراق إن الجيش يحاول إقناع الجنود بعدم قراءة الوثائق السرية التي ينشرها موقع "ويكيليكس". ومن جهتها، وصفت هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الأمريكية في طريق عودتها إلي واشنطن بعد جولة في آسيا الوسطي والبحرين تسريبات "ويكيليكس" بأنها هجوم علي العالم، وأعربت عن أسفها لمضمون الوثائق فيما يتعلق برئيسة الأرجنتين كريستينا كيرشنر والرئيس الباكستاني آصف علي زرداري. وتعهدت بالمضي قدما في محاولة السيطرة علي تبعات هذه التسريبات. كما قال المرشح الجمهوري السابق للانتخابات الرئاسية الأمريكية مايك هاكابي إن الإعدام يجب أن يكون مصير الأشخاص الذين سربوا هذه البرقيات، حتي إن البعض دعا إلي اغتيال آسانج. وفي فرنسا، سعي الوزير الفرنسي للصناعة والطاقة والاقتصاد الرقمي أريك بيسون إلي منع استضافة "ويكيليكس" علي المواقع الإلكترونية الفرنسية، معتبرا أن ذلك يعرض للخطر أشخاصا تحميهم السرية الدبلوماسية.ويستضيف مزود الخدمات "أو في إش" في شمال فرنسا موقع "ويكيليكس" بعدما طرده الموقع الأمريكي العملاق أمازون. ومن تداعيات تسريبات "ويكليكيس" الاخيرة، قدم عمر زخيلوال وزير المالية الأفغاني استقالته بسبب برقية أمريكية مسربة أوردته يصف الرئيس حميد كرزاي بأنه رجل ضعيف، وقال إن العلاقات مع السفارة الأمريكية في كابول تضررت. .وكشفت إحدي الوثائق المسربة أن معارضة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي انضمام تركيا إلي عضوية الاتحاد الأوروبية هي مسألة مبدأ.وذكرت صحيفة "ميلليت" التركية أن وثيقة مؤرخة في 18 مايو عام 2007 أوضحت أن ساركوزي أعلن صراحة أنه مهما كانت أسباب إبقاء تركيا خارج إطار الاتحاد الأوروبي فإنه يعارض إدخال أكثر من 70 مليون مسلم الي الاتحاد.