في إطار الجهود الإقليمية والدولية المبذولة لمواصلة عملية السلام الإسرائيلي ذكرت صحيفة هاآرتس الإسرائيلية أمس أن توتراً شديداً حدث بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو والرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في الأسبوعين الاخرين في أعقاب مكالمة هاتفية بينهما طالب ساركوزي خلالها نتانياهو بتجديد تجميد البناء في المستوطنات لاستمرار عملية المفاوضات. ونقلت هاآرتس عن دبلوماسيين أوروبيين مطلعين علي تفاصيل المكالمة أن ساركوزي غاضب بسبب تراجع نتانياهو في اللحظة الأخيرة عن المشاركة في قمة مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في باريس وكان من المقرر أن يشارك فيها ساركوزي والرئيس مبارك ووزير الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون. ومن جانبها وجهت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية انتقاداً شديداً لنتانياهو وحملته مسئولية تعثر المفاوضات معتبرة أنه يملك مفتاح الخروج من الطريق المسدود. في الوقت نفسه أكد عضو الوفد الفلسطيني المفاوض محمد أشتيه أن الوفد المصري الذي زار رام الله مؤخراً ضم وزير الخارجية أحمد أبو الغيط والوزير عمر سليمان واقترح علي الجانب الفلسطيني عدم انتظار نتائج الاتصالات الأمريكية الإسرائيلية والتقدم لواشنطن بورقة مطالب فلسطينية. وفي غصون ذلك نفي أحمد أبو الغيط ما ذكرته تقارير إعلامية بأن مصر تقوم بتحرك لعقد مؤتمر دولي للسلام مشيراً إلي أن هذا لا يعدو سوي اجتهادات صحفية. يأتي ذلك بينما يبحث رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات عملية السلام والانتهاكات الإسرائيلية خلال زيارته للقاهرة التي بدأت أمس استكمالاً للمشاورات الفلسطينية المصرية. ومن جانبه أكد د. مفيد شهاب وزير الشئون القانونية والمجالس النيابية أن الحكومة المصرية مستمرة في سعيها لتحقيق السلام العادل الذي ينهي احتلال الأراضي الفلسطينية مؤكداً أن تحقيق المصالحة الفلسطينية هو الرد الحقيقي علي الاجراءات الإسرائيلية الساعية لتفتيت القضية الفلسطينية وإفراغها من مضمونها.