أعلنت الشركة العربية للاستثمارات والتنمية القابضة للاستثمارات المالية - شركة مساهمة مصرية - أنها وقعت عقدا مع رجل الأعمال السعودي جميل القنبيط لشراء حصته البالغة 85% من أسهم رأسمال شركة عمر أفندي. وقالت الشركة في بيان لها إن الحصة المتبقية ستظل ملكا لكل من الشركة القومية للتشييد والبناء «10%» و«5%» لمؤسسة التمويل الدولية الذراع الاستثمارية للبنك الدولي. وأكدت التزامها بنص العقد المبرم بين الحكومة المصرية والمستثمر السعودي الذي وقع عقد خصخصة عمر أفندي في 2007 مشيرة إلي أنها ستقوم بعمليات المعاينة النافية للجهالة لعمر أفندي خلال ثمانية أسابيع كحد أقصي تقوم بعدها الشركة العربية بدفع ثمن الصفقة للمستثمر السعودي فيما لم تفصح عن قيمة الصفقة. وأبدت الشركة ثقتها في العاملين في عمر أفندي مؤكدة أنها ستحافظ علي جميع حقوقهم، مشيرة، إلي أنهم سيكونون عماد خطة التطوير القادمة التي سوف تشهد تطويرًا للصرح المصري، ليتماشي مع متطلبات العصر. كما أكدت رغبتها في استعادة السمعة التاريخة والاجتماعية لعمر أفندي وتوفير احتياجات الأسر المصرية بأنسب الأسعار. وكان رجل الأعمال السعودي جميل القنبيط قد اشتري 85% من أسهم رأسمال عمر أفندي في 2007 بقيمة إجمالية قدرها 589.5 مليون جنيه بخلاف عدد من التزامات مالية للتأمينات والضرائب. وتعمل الشركة العربية للاستثمارت في مجال الاستثمار في الأوراق المالية ونشاط المقاولات بالإضافة إلي تملكها أغلب الحصص في شركات عاملة في مجال الكهرباء وتوكيل سيارات «بيجو» في مصر. ويبلغ رأسمال الشركة العربية للاستثمارات 943.8 مليون جنيه موزعا علي 943.8 مليون سهم بقيمة اسمية قدرها جنيه ويملك رجل الأعمال محمد متولي حصة أغلبية فيها، وقفز سعر سهمها بالبورصة بعد إعلان الخبر من 94 قرشا إلي 99 قرشًا. يذكر أن ظروف إتمام الصفقة وحالة الشد والجذب بين القابضة للتشييد والمستثمر السعودي والفشل في حل الكثير من المشاكل وأهمها الحساب المعلق بقيمة 50 مليون جنيه والاختلاف حول تفسير لبعض مواد العقد كانت وراء لجوء جميل قنبيط للتحكيم كإجراء لغلق ملف الخلافات بالإضافة إلي الحملة المدبرة ضد عمر أفندي لصالح بعض الأطراف كانت وراء إخفاق الكثير من المشروعات للاستخدام الأمثل لمباني عمر أفندي وآخرها فشل الاتفاق علي تأجير أجزاء في الأفرع لمحلات كارفور كوسيلة للجذب. يذكر أن القابضة للتشييد كانت تسعي بكل الطرق لفسخ عقد بيع عمر أفندي وقد أدت العلاقة المتوترة بين صاحب عمر أفندي والكثير من الجهات إلي العديد من المشاكل خاصة بعد تسريبات متعمدة للصحافة بالبيع لمستثمر يهودي ثم لأحد أثرياء الخليج الأمر الذي هدد العلاقة بين جميل قنبيط والموردين لفروع عمر أفندي، إدارة عمر أفندي من المصريين رفضوا التعليق علي الخبر حيث اتفقوا علي أن أسرار وتفاصيل عملية البيع لدي صاحب عمر أفندي وحده والذي عاد للسعودية مساء الخميس. وتعمل الشركة العربية للاستثمارات والتنمية في أربعة قطاعات هي العقارات والمقاولات والبترول والغاز والنقل قبل أن تستحوذ العام الماضي علي 50% من مركز التجارة والتنمية وجيه أباظة الوكيل الحصري لسيارات بيجو الفرنسية في مصر في صفقة بلغت قيمتها 100 مليون جنيه. وكانت الشركة قد رفعت رأسمالها المرخص به من مليار جنيه إلي 6 مليارات جنيه في أكتوبر من العام الماضي حتي تتمكن من استيفاء الحد الأدني المطلوب لإعادة القيد بالبورصة طبقاً لتأكيدات سابقة ل«محمد متولي» رئيس الشركة حيث إن الشركة مدرجة في البورصة في جدول خارج المقصورة. وتأسست سلسلة عمر أفندي عام 1856 تحت اسم "أوروزدي باك" وبدايةً من عام 1900 قامت الشركة بكثير من التحولات وافتتحت أكثر من ستين فرعاً في مختلف أنحاء مصر حيث يرجع إنشاء هذه السلسلة من المتاجر إلي أودلف أوروزدي الذي كان ضابطاً بالجيش المجري افتتح أول محل له لبيع الملابس بمدينة جالاتا عام 1855. وبدأ أوروزدي وأبناؤه وهم من عائلة باك ذات الأصول النمساوية المجرية بإنشاء معارض شبيهة في أماكن متعددة بما فيها بغداد وإسطنبول وبيروت. وهيمنت الشركة لفترة طويلة علي سوق البيع بالتجزئة وتميزت بالجودة واعتدال الأسعار وانتشرت فروعها في مصر ثم بيعت من قبل مالكيها الأصليين في 1920 إلي ثري مصري يهودي وخضعت لتغيير الاسم الذي أصبح "عمر أفندي" ثم قامت الحكومة في عام 1957بتأميم سلسلة "عمر أفندي"، وفي أواخر القرن العشرين فقدت المتاجر بعض بريقها نتيجة لتدني مستوي البنية التحتية