بكلمات ساخنة، افتتح الشاعر محمود قرني، مهرجان «عكاظ الساقية السادس لشعر الفصحى»، قائلا: إن الشعر يجب أن يكون متعاليا عن التنازعات، لأننا نحيا تحت وطأة ثقافة تنحو إلى الإجماع وتحتقر الفردانية. كانت المناقشة الأولى بمهرجان الساقية الشعرى، الذى تقيمه ساقية عبد المنعم الصاوى على مدار ثلاثة أيام، تحمل عنوان: «ماذا يريد الشعراء الشباب من الشعراء الكبار» وأدارها الشاعر أيمن مسعود. أرجع مسعود الصراع الذى يحدث باستمرار بين أجيال الشعراء، لوجود رؤى وأفكار محددة يبلورها كل جيل، ويحاول فرضها على الساحة الثقافية، ثم يأتى جيل آخر يحاول أن يبرز أفكار ورؤى وطموحات مختلفة للتجربة الإبداعية السابقة. فدوما ما ينظر للكبار على أنهم المانحون والمقدمون والمهيمنون والمسيطرون على الواقع، بينما ينظر للشباب فى المقابل على أنهم المتسلقون والأصوليون الذين يريدون أن يصلوا لشىء أكبر من إمكانياتهم، وذلك على الرغم من أن الساحة الثقافية كانت فى وقت من الأوقات ملتفتة إلى كل الأصوات التى تخرج، وهذه كانت حالة ثقافية واجتماعية وأدبية بشكل عام فى فترة العقاد وطه حسين. وقال قرنى: كل الشباب القائمين على هذه الفعاليات المهمة والمؤثرة فى حياتنا دليل وجودهم دون حاجة إلى أبوة الكبار، ولو عمقنا سؤال موضوع المناقشة «ماذا يريد الشعراء الشباب من الكبار؟ سنجد أنه صراع الأشكال الشعرية عبر التاريخ، بين الماضى والحاضر والمستقبل، إذا فهو سؤال عن جوهر الشعر، وكيفيه تطوره، وما الذى نتعلمه كشعراء كبار أو شباب من التجارب التى سبقتنا، وما الذى نأخذه وماذا نتركه. أضاف: مفهوم الفنون بشكل واسع خرج من المشروع الاجتماعى والسياسى ولم يعد الكم جزءًا من مكوننا الاجتماعى، كما أن دولة المشروع الثقافى الابن للمشروع السياسى انتهت ولم تعد موجودة، لذلك فإن الشاعر والفنان بشكل عام عليه أن يحفر مجراه وحيدا، ونحن نواجه على المستوى الرسمى حراكًا كبيرا لاسيما أن الدولة تغير مفاهيمها دون أن تغير أدواتها، بمعنى أنه عندما أتخلى عن مشروعى الثقافى لابد أن أفتح مساحة ضخمة من الحريات؛ حتى يصل المشروع الفنى والسياسى إلى أقصاه؛ لكى يستطيع المجتمع اختيار من يمثله، وأن تكون لدية القدرة على الفرز والانتخاب.