تواصلت أمس التنديدات بالدعوة المتطرفة التي أطلقها القس الأمريكي تيري جونز أخيراً لحرق نسخ من القرآن الكريم وتراجع عن تنفيذ مخططه المتطرف بعد ضغوط دولية، وفي هذا السياق هاجمت ديبورا ليندسي وهي قسيسة العناية الروحية في كنيسة "فيرست كميونيتي"، موجة الإسلاموفوبيا وعداء الإسلام التي تجتاح الولاياتالمتحدة محاولة توضيح المفاهيم الخاطئة عن الإسلام، التي تسببت بما سمّته "موجة خوف من الإسلام في الأيام الماضية. ودعت ليندسي الأمريكيين إلي التحلي بما سمته التواضع الديني، منددة في الوقت ذاته بالذين يمضون أوقاتاً طويلة أمام شاشات التليفزيون، للهجوم علي الأديان، خاصة الإسلام، بدعوي الدفاع عن المسيحية، مطالبة بضرورة وقف ذلك علي الفور. وألقت باللائمة في موجة عدم التسامح مع الإسلام التي تحدث الآن، علي "وسائل الإعلام، التي أطلقت الرصاصة الأولي في الحديث عن خبر بناء مركز إسلامي علي مسافة قريبة من" جراوند زيرو" موقع الهجمات علي بُرجي مركز التجارة العالمي في 11 سبتمبر عام 2001، مشيرة إلي أنه ليس هناك مبرر لموجة الإسلاموفوبيا التي تجتاح أمريكا حالياً. ودافعت لينسي عن المركز الإسلامي المزمع بناؤه سيضم مسجداً، وقاعة اجتماعات ومسبحاً، منددة بالقس جونز الذي أعلن يوم الحادي عشر من سبتمبر يوماً لحرق نسخ من القرآن، واصفة كل المغالطات والأكاذيب التي ألصقها بالإسلام، بأنها "رسالة كره وحقد". وأشارت إلي أن التعاليم المسيحية تمنع إحراق الكتب المقدسة للديانات الأخري، واعتبرت الدعوة لحرق المصاحف "بأنها ضرب من الجنون. وأوردت القسيسة الأمريكية في عظتها بعضاً من الآيات القرآنية التي تدعو إلي السلام وحب الله والنهي عن قتل النفس البشرية. وفيما يعد استمراراً للجدل الدائر حول مشروع بناء مركز ثقافي إسلامي ومسجد قرب موقع هجمات 11 سبتمبر في مدينة نيويورك، أعلن الإمام فيصل عبد الرؤوف الذي يقف وراء المشروع أنه يسعي لإيجاد مخرج للأزمة التي أحدثتها معارضة كثير من الأمريكيين للمشروع، دون أن يوضح ما إذا كان ذلك يتضمن نقل المشروع من موقعه الحالي. واعتبر الإمام فيصل عبد الرؤوف في كلمة له أمام مجلس العلاقات الخارجية الأمريكي أن المشروع يستحق الجدل المثار حوله لأنه كشف عن الصعوبات التي يتعرض لها المسلمين في الولاياتالمتحدة. وكان عبد الرؤوف ومنظمو المشروع الآخرون رفضوا بشكل متكرر نقله من موقعه الحالي الذي دمر في هجمات 11 سبتمبر، لكنه أقر بأن الضغوط لنقل المشروع اشتدت في الأسابيع الأخيرة بعد أن صار قضية سياسية وطنية.