في مطلع اجتماعات اطلاق المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والاسرائيلين بواشنطن، أكد الرئيس حسني مبارك إنه يتطلع مثل الملايين من شعوب الشرق الأوسط والعالم إلي أن تكون هذه المفاوضات جادة ونهائية وحاسمة تقضي الي اتفاق سلام بين الجانبين في غضون العام، وقال الرئيس في نص كلمته: «السيد الرئيس باراك أوباما».. جلالة الملك عبدالله الثاني.. رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو.. السيد توني بلير.. يسعدني أن أشارك معكم اليوم في إعادة اطلاق المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين. إنني أتطلع مثلكم جميعا.. ومثل الملايين من الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي وشعوب الشرق الأوسط والعالم.. إلي أن تكون مفاوضات نهائية وحاسمة.. تفضي إلي اتفاق سلام بين الجانبين في غضون العام. إن اجتماعنا.. ما كان ليتحقق لولا الجهد الكبير الذي بذله الرئيس باراك أوباما وادارته. إنني أحييكم وأشكركم - سيادة الرئيس - علي التزامكم الشخصي الجاد.. منذ الأيام الأولي لتوليكم مهام الرئاسة.. بالسعي للتوصل إلي تسوية سلمية للقضية الفلسطينية. أتوجه إليكم بالإشادة والتقدير.. لمثابرتكم طوال الفترة الماضية.. من أجل تذليل الصعاب وإعادة إطلاق المفاوضات. إنني أعتبر دعوتكم اليوم تأكيدا جديدا لهذا الالتزام.. كما اعتبرها رسالة بالغة الدلالة.. علي أن الولاياتالمتحدة ترعي بقوة وعلي أعلي مستوي المفاوضات المقبلة. لايدرك قيمة السلام كمن عرف الحروب وويلاتها.. ولقد شاءت الأقدار أن أكون شاهد عيان علي أحداث منطقتنا.. في سنوات الحرب والسلام، خضت معارك الشرق الأوسط وحروبه.. وشاركت في مسيرة السلام منذ اليوم الأول، لم أدخر جهدًا للدفع بها إلي الأمام.. ومازلت متطلعًا لاكتمالها نجاحها، لقد مرت عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين بصعاب عديدة.. منذ مؤتمر مدريدر عام 1991.. ما بين تقدم انحسار.. وانفراج وانتكاس، لا يزال احتلال الأراضي الفلسطينية قائمًا.. ومازالت الدولة الفلسطينية المستقلة حلمًا في ضمير الشعب الفلسطيني، ولاشك أن هذا الوضع يسبب لشعوبنا قدرًا هائلاً من الغضب والإحباط.. فلم يعد من المقبول أو المعقول ونحن في مطلع العقد الثاني من الألفية الثالثة.. أن نفشل في إقامة سلام عادل ينهي قرنًا كاملاً من النزاع.. يحقق الطموحات المشروعة للشعب الفلسطيني.. يضع نهاية للاحتلال.. ويقيم علاقات طبيعية بين الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي.. علاقات تقوم علي الندية والاحترام المتبادل.. وتحقق الأمن للجميع دون تمييز. صحيح أن التوصل إلي اتفاق سلام فلسطيني إسرائيلي عادل.. ظل أملاً يراودنا ويراوغنا طوال عقدين.. إلا أن الخبرات المتراكمة لدي الجانبين.. وجولات التفاوض الطويلة.. والتفاهمات التي تم التوصل إليها عبر السنوات الماضية. وبالذات ما تضمنته (معايير كلينتون) لعام 2000، وما تلاها من تفاهمات في (طابا) ومع الحكومة الإسرائيلية السابقة صارت ترسم في مجملها ومحصلتها الملامح الأساسية للتسوية المقبلة.. وهي الملامح التي أصبحت معلومة للمجتمع الدولي وللشعبين الفلسطيني والإسرائيلي.. وبالتالي فإن المفاوضات المقبلة لن تبدأ من نقطة الصفر أو من فراغ. ولاشك أن الموقف الدولي.. المتمثل بشكل أساسي في البيانات المتتالية للجنة الرباعية الدولية. وآخرها البيان الصادر يوم 20 أغسطس الماضي.. قد كرس الاحترام الواجب لقرارات الشرعية الدولية.. وشدد علي أن المفاوضات المباشرة التي ستنطلق غدًا.. تستهدف التوصل لتسوية سلمية متفق عليها.. تنهي الاحتلال الإسرائيلي الذي بدأ في يونيو في عام 1967.. وتقيم الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة.. لتعيش جنبًا إلي جنب في سلام وأمن مع دولة إسرائيل. لقد اجتمعت برئيس الوزراء نتانياهو عدة مرات.. منذ توليه رئاسة الحكومة العام الماضي.. واستمعت منه في لقاءاتنا إلي تأكيدات لرغبة في تحقيق السلام مع الفلسطينيين.. وفي أن يسجل التاريخ هذا الإنجاز باسمه. وأقول له إنني أتطلع إلي أن تأخذ تأكيداته طريقها إلي أرض الواقع.. وإلي نجاحه في تحقيق سلام طال انتظاره.. يتطلع إليه الشعب الإسرائيلي وسائر شعوب المنطقة. إن التوصل إلي السلام العادل سوف يتطلب من إسرائيل اتخاذ قرارات مهمة ومصيرية وصعبة.. لكنها ضرورية لتحقيق السلام والتعايش والاستقرار.. إن الاستيطان علي الأرض الفلسطينية المحتلة يتم بالمخالفة للقانون الدولي. وهو لن ينشئ لإسرائيل حقوقا أو يحقق لها سلاما أو أمنا.. ولذلك فالأولي أن يتم وقفه تماما إلي حين انتهاء العملية التفاوضية برمتها.. إنني أقول للإسرائيليين اغتنموا الفرصة الحالية ولا تدعوها تفلت من بين أيديكم.. اجعلوا السلام الشامل هدفا.. ومدوا أيديكم لتلاقي اليد العربية الممدودة إليكم بالسلام. وأقول للرئيس محمود عباس إن مصر ستستمر في دعمها للشعب الفلسطيني الصابر ولقضيته العادلة سنواصل جهودنا وعملنا المخلص معكم.. من أجل تحقيق تطلعات شعبكم واستعادة حقوقه المشروعة.. سنظل الي جانبكم إلي أن تقوم الدولة الفلسطينية المستقلة.. علي الأراضي المحتلة منذ عام 1967 وعاصمتها القدسالشرقية.. كما سنواصل السعي لرأب الصدع الفلسطيني.. تحقيقا للمصالح الوطنية الفلسطينية. أعرب مجددا عن الشكر للرئيس أوباما.. وأجدد التزام مصر بمواصلة العمل لدفع عملية السلام إلي الأمام. بالجهد المتواصل والمشورة الصادقة.. والالتزام بالثوابت التي تتأسس عليها سياسة مصر العربية والإقليمية. لكم جميعا تحيتي وتقديري،، «والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته»،،