شن علماء الأزهر هجومًا شديدًا علي دعوة أطلقها بعض المدونين علي فيس بوك، التي تطالب بالحق في الإفطار العلني نهارًا خلال شهر رمضان، في المغرب، بعد أن سجلوا محاولة الإفطار الجماعية الأولي، في مدينة المحمدية، جنوبالرباط، حيث تحمل الدعوة هذه السنة، في عامها الثاني، شعار «صائم لرمضان، مفطر في رمضان، كلنا مغاربة»، و طالبوا بحق عدم الصوم عن الأكل أمام العلن، بدلا من الاضطرار إلي تناول الطعام والشراب بعيدًا عن أعين الآخرين. من جانبه يؤكد الدكتور مصطفي الشكعة عضو مجمع البحوث الإسلامية أن الإفطار في رمضان بغير عذر يعد معصية، وأن إعلان المعصية يعاقب عليها الإنسان أمام الله، واصفًا الدعوة بحرية الجهر بالإفطار بأنه مطلب خبيث وقليل الذوق لا يراعي شعور الصائمين، وقال: «نحن في مصر إخواننا المسيحيون رغم اختلاف العقيدة لا يفطرون جهرًا أمام المسلمين في رمضان احترامًا لمشاعرهم، فيأتي هؤلاء الفسقة لإعلان المعصية وتعطيل فرض من فرائض الله، وهذا يوجب الأخذ عليهم ومنع دعوتهم». وأضاف إن الحكم الشرعي في الإفطار علنا يتطلب التعذير من القاضي لأنه يتحدي مشاعر المجتمع المسلم ومن يفطر علنا كمن يسير في الشارع ويظهر عورته، وعلي من يرتكب تلك المعصية لابد وأن يعاقب أمام الله وأمام الناس. كما اعتبر الشيخ فوزي الزفزاف وكيل الأزهر السابق هذه الدعوة نوعا من المعصية، وقال: «تلك الدعوة ليست من الدين، فصيام رمضان فرض علي كل مسلم قادر وليست عنده موانع تبيح له الفطر ويجب علي من لا يؤدي فريضة الله الصيام لعذر أن يستتر في هذه المعصية ولا يجاهر بها، والرسول يقول «إذا بليتم فاستتروا»، أما فاطر رمضان دون عذر يجب أن يقام عليه التعذير، فكيف تتم مطالبة الدعوة بحق الإفطار في نهار رمضان، فكفانا خروجا علي قيم الدين وتعاليم الإسلام، وعلينا أن نعود إلي ديننا حتي ينصرنا الله في مواقعنا التي نبتلي فيها من أعداء الإسلام». بينما يشير الدكتور حامد أبو طالب عضو مجمع البحوث الإسلامية إلي أن عدم المجاهرة في نهار رمضان هو نوع من النظام العام الإسلامي الذي لا ينبغي الخروج عنه، ويقول: «إن جميع شعوب العالم تعترف بالنظام العام وهي مسائل تتعلق بالنظام الأساسي للمجتمع، وهو مجموعة أسس يقوم عليها المجتمع ويتعارف عليها الناس أن هذه الأمور غير قابلة للتغير فمثلاً النظام الاشتراكي يحذر فيه التملك ويكون ذلك من النظام العام، وبعض الدول تمنع الرجل الزواج بأكثر من امرأة وتعتبره من النظام العام، وفي الدول الإسلامية تعد إقامة الشعائر الإسلامية من النظام العام، فمن المفروض أن يترك المسلم الصلاة ويدعو الناس لتركها كما أنه من النظام العام في المجتمع عدم المجاهرة بالإفطار في رمضان». ويضيف أنه رغم أن من حق المريض أو المرأة المعذورة أن تفطر إلا أن الفقهاء يقولون عليها أن تتستر ولا تأكل أمام الناس محافظة علي الطابع العام في المجتمع، ويوضح قائلاً: «الغريب أن غير المسلمين في المجتمع يحافظون علي شعور المسلمين، ونجد أن من يجاهر هو من المسلمين، ونعجب أكثر عندما نري أن هناك دعوة من بلد إسلامي يدعون فيها للمجاهرة بالإفطار في نهار رمضان». ومع ذلك فإن الدكتور حامد يؤكد أنه لا يجوز القول بعقوبة من يجاهر في نهار رمضان بالإفطار، حيث إن الإسلام دين اختياري ولا يقوم علي الإكراه، فالصيام والإفطار مبني علي حرية الإرادة، وليس للدولة فرض عقوبات علي من يفطر جهارًا أو في الخفاء».