عزيزي الجليل البابا شنودة.. أعلم أنك في رحلة علاجية ورعوية خارج الوطن الأم مصر.. وصدرك بحكم منصبك الديني الرفيع يتسع للعتاب وسماع الرأي الآخر حتي لو رفضته شكلياً وتضامنت معه قلبيا. أكتب إليك هذه السطور من جريدة قومية ومؤسسة عريقة يعلم تاريخها القاصي والداني.. وأرتبط بصداقات حميمية عائلية مع زملاء أقباط من جميع الملل المسيحية دون استثناء،شعرت بمرارة الحلق.. ولأول مرة بعد أحداث الفتن الطائفية الكثيرة التي مر بها البلد..في قضايا مساحات الكنائس والفتنة بين أبناء الأمة.. أشعر بمرارة الوطن.. كنت أعلم جيداً من حيثيات اختفاء السيدة الفاضلة كاميليا شكري زوجة الكاهن تداوس أن هذا الاختفاء ليس وليد فتنة ولكن خلافاً شخصياً لم يتجاوز أمتاراً معدودة من منزل كاهن الكنيسة ولكنني تعجبت من الإخوة الأقباط الذين ذهبوا بالأتوبيسات إلي مقر الكاتدرائية بالقاهرة يعلنون اعتصامهم واحتجاجهم علي اختفاء زوجة الكاهن.. وبحكم أن منطقته الصعيدية ضيقة.. والمواطنون يعرفون الخبايا الصغيرة قبل الكبيرة هناك ومشاكل الزوجين الكاهن وزوجته بحكم أنهما رمزان معروفان هناك وزادت مرارتي عندما أعلن أحد المسئولين الأقباط القريبين منك.. أنك كنت تعلم علم اليقين الخلافات بين الكاهن وزوجته بحكم أنه تحت إدارتك الرعوية.. ومع ذلك لم تحرك ساكناً لتأمر المحتجين والمعتصمين بمغادرة المكان لحين معرفة مكان الزوجة.. وصعدت لدي علامات استفهام كبيرة من كل الألوان منها الحمراء والخضراء والسوداء. .. وقلت في نفسي: ماذا لو طالت مسألة اختفاء الزوجة عند أقاربها أو أصدقائها.. تقرأ الجرائد والصحف والفضائيات وأصرت علي عدم الظهور لنفي شائعات الخطف باعتبارها زوجة كاهن المفروض أنه مسئول وبالتضامن الكنسي هي أيضا شخصية مسئولة.. قلت.. ماذا لو طال الاختفاء.. واضطر الأمن الذي يحوي بين رجاله من جميع الشرائح ضباطاً وجنوداً إخوة مسيحيين.. اضطروا إلي التعامل بحسم.. لتفريق هذا الاعتصام المشوش.. الوهمي.. والخادع.. لضغوط ليس هذا مكانها أو زمانها.. لأسباب قداستك تعرفها جيداً.. أقلها وأبسطها قانون الأحوال الشخصية للأقباط المختلفين علي قضية الزواج الثاني وعلة الزني.. وأسباب أخري عقلي وقلبي يرفض ذكرها لأننا شركاء في هذا الوطن قلباً وقالباً. فقد رأيت في عيون الشباب المحتج بالكاتدرائية بالقاهرة غير الفاهم شرارات حمم تخرج.. فضلا عن خلع الملابس في الشارع والتنديد بعبارات قاسية.. تنم عن عطش للانتقام. وأخيراً العزيز.. الفاضل.. البابا شنودة قائد الكرازة المرقسية.. الوطن يشعر بمرارة ما حدث من كهنتك وقادة الكنيسة الكبار بالكاتدرائية.. ونحمد الرب.. أنه لم يتواتر إلي ذهن مريض بيننا مسلما أو مسيحيا أن الزوجة مخطوفة عن طريق مسلم.. وإلا حدث ما لا تحمد عقباه.. في محافظة صعيدية تؤمن بالثأر قبل الدين والوطن.. وأنك رجل صعيدي ومتفهم لهذا الأمر. فماذا أنت فاعل بعد رحلتك العلاجية والرعوية.. قبل أن تشرب رشفة قطرات ماء.. في حضن هذا الوطن.. العزيز.. البابا شنودة.. هل تسمعني؟!