قال وزير الخارجية أحمد أبو الغيط في تصريحات لوفد المحررين الدبلوماسيين عقب اجتماعه أمس بوزير الخارجية الأوغندي : مصر لا تبغي صداماً ولن يكون هناك صدام لأن مياه النيل ستبقي تنساب من الجنوب الي الشمال وفي ذات الوقت تنظر باهتمام الي مصادر القلق التي عبرت عنها أوغندا مرات عديدة مؤخرا وهي عدم قدرتها علي إيجاد مصادر للطاقة بديلة عن استخدام الأخشاب في الاحتياجات المنزلية والصناعية. وأشار إلي أن الوزير الأوغندي أوضح أن عدد سكان أوغندا اليوم أصبح 32 مليون نسمة وسيصل في عام 2050 الي 110 ملايين نسمة ولهم احتياجات من الطاقة، وأن كل هدف أوغندا هو استخدام المصادر المائية المتوافرة في تحقيق إنتاج الطاقة الكهربائية، لأن البديل هو حرق الغابات الذي سيؤدي الي خسائر اقتصادية كبيرة وتغيرات رئيسية في المناخ بما يؤدي الي عدم هطول الأمطار وبالتالي فقدان مياه النهر، ومن هنا فهم يأملون في أن تتفهم مصر احتياجاتهم ليس في الزراعة علي النهر ولكن في استخدام النهر في توفير الكهرباء. وأوضح أابو الغيط أن الوزير الأوغندي أشار الي أن الزراعة في بلاده بدائية وينبغي استخدام الأمطار التي تنهال علي أوغندا بكميات كبيرة للغاية في طرق حديثة في الزراعة لتوفير الطعام للشعب الأوغندي. وقال أبو الغيط : أكدت من جانبي للوزير الأوغندي أن مصر لا تمانع إطلاقاً أن تساعد أوغندا في الحصول علي الطاقة الكهربائية وأن الشركات المصرية قادرة وبما يتوافر لديها من إمكانات أن تستثمر في محطات مائية لتوليد الكهرباء . وأضاف : ووعدته أن أشجع الكثير من الشركات المصرية للحضور إلي أوغندا وفي ذات الوقت أن يقوم وزير الكهرباء المصري بزيارة أوغندا لبحث احتياجاتهم الكهربائية . وأشار أبو الغيط إلي أنه اتفق مع نظيره الأوغندي علي استمرار الحوار والنقاش حول مبادرة حوض النيل، وأن المبادرة وإن كانت حاليا موجودة الا أن توقيع خمس دول عليها أدي الي إبتعاد الأربعة الأخري وهو أمر لا نرغب أن يستمر كثيرا، لافتا الي أن مصر ستسعي معهم للالتقاء ولمزيد من المشاورات والمفاوضات حتي نستطيع أن نحقق هدف المبادرة . وأكد ابو الغيط أن مصر منفتحة وعلي استعداد للنظر في جميع الاقتراحات لكنها لا يمكن أن توافق علي النص الحالي لهذا الاتفاق، وقال: شرحت للوزير الأوغندي أنه علينا أن ننحي هذا الاتفاق جانبا ونركز علي التعاون الثنائي المصري - الأوغندي. وردا علي سؤال حول ما اذا كان لقاؤه مع الوزير الاوغندي تطرق الي عدم حضور الرئيس مبارك قمة كمبالا، قال ابو الغيط : أوضحت للوزير الأوغندي أن الدكتور أحمد نظيف رئيس مجلس الوزراء سيرأس وفد مصر في القمة نيابة عن الرئيس مبارك، وأن الدكتور نظيف يحمل رسالة مكتوبة من الرئيس لتسليمها للرئيس الأوغندي موسيفيني يشرح فيها خلفيات غياب الرئيس . وردا علي سؤال حول ما اذا كان التقي أيا من وزراء خارجية دول حوض النيل الآخرين، قال أبو الغيط إنه التقي وزير الخارجية الأثيوبي حيث بحث معه ذات الموضوعات وبنفس المنهج الذي سرنا عليه في الزيارة الأخيرة التي قمت بها لأديس أبابا مؤخرا. وأكد ابو الغيط أن هناك المزيد من التفهم في وجهات النظر المتبادلة للأطراف ولكن نحن جميعا ننتظر الاجتماع المقبل لوزراء الري في كينيا لكي نطرح المزيد من الأفكار ولكن الامر يحتاج الي إطار زمني وبعض الوقت لكي تفكر كل الاطراف طرحه لتجاوز الخلافات. وأعرب أبو الغيط عن أمله في أن تكون دول حوض النيل التسع في وضع يسمح لها بالعمل مرة أخري سويا، وقال : نحن لدينا رغبة في هذا الأمر وأعتقد أن الاطراف الأخري تتفهم هذه الحاجة، مؤكدا أن الحوار هو الأساس في حل أي خلافات متعلقة بهذا الموضوع .