مع نهاية دور الستة عشر لبطولة كأس العالم 2010 المقامة حاليا في جنوب أفريقيا ، بدت المشاركة الأوروبية بأسوأ سجل لها في بطولات كأس العالم حيث حجزت ثلاثة مقاعد فقط في دور الثمانية للبطولة. بينما بدت مشاركة قارة أمريكا الجنوبية قوية للغاية حيث حجزت أربعة من مقاعد دور الثمانية علما بأن البطولة شهدت مشاركة 13 منتخبا أوروبيا وخمسة منتخبات من قارة أمريكا الجنوبية. ووصلت ستة منتخبات أوروبية إلي دور الستة عشر بينما وصلت جميع المنتخبات الخمسة من أمريكا الجنوبية إلي دور الستة عشر أيضا. وكان المنتخب الأمريكي الجنوبي الوحيد الذي ودع البطولة من دور الستة عشر هو منتخب تشيلي الذي سقط أمام نظيره البرازيلي في مواجهة أمريكية جنوبية خالصة. وفي دور الثمانية اقتصرت المنافسة علي ثلاثة منتخبات أوروبية وأربعة من أمريكا الجنوبية وكان المنتخب الغاني هو الوحيد من خارج القارتين. وفي الوقت الذي بدأ فيه رجال الصحافة في كتاباتهم عن اضمحلال مستوي الكرة الأوروبية والمشاركة الضعيفة لها في المونديال الحالي وعودة السيطرة لمنتخبات أمريكا الجنوبية بعدما احتكرت أوروبا جميع المقاعد الأربعة في المربع الذهبي بالمونديال الماضي عام 2006 بألمانيا ، فوجئ الجميع بانقلاب الأوضاع رأسا علي عقب في دور الثمانية للمونديال الحالي. وخرجت منتخبات البرازيل والأرجنتين وباراجواي تباعا من دور الثمانية في تدهور واضح لكرة أمريكا الجنوبية بالبطولة الحالية. وعندما تنطلق فعاليات الدور قبل النهائي للبطولة اليوم الثلاثاء ستقتصر المنافسة علي فريق وحيد من أمريكا الجنوبية هو منتخب أوروجواي وثلاثة منتخبات من أوروبا هي أسبانيا وألمانياوهولندا. وعاني منتخب أوروجواي الأمرين في طريقه للمربع الذهبي واحتاج الفريق إلي "يد الرب" حيث منع مهاجمه الشاب لويس سواريز الكرة بيده متعمدا من عبور خط المرمي في الدقيقة الأخيرة من الوقت الإضافي الذي لجأ إليه منتخبا أوروجواي وغانا اثر تعادلهما 1/1 في الوقت الأصلي للمباراة. وحرم سواريز المنتخب الغاني من إنجاز تاريخي حيث كان الهدف كفيلا بأن يجعل المنتخب الغاني أول فريق أفريقي يصل المربع الذهبي في بطولات كأس العالم حيث أهدر المهاجم الغاني أسامواه جيان الفرصة وأضاع ضربة الجزاء التي احتسبها الحكم ضد سواريز. وتأهل منتخب أوروجواي للنهائيات الحالية من الباب الضيق وبعد الفوز علي نظيره الكوستاريكي في مواجهة فاصلة بين اتحادي أمريكا الجنوبية وكونكاكاف (أمريكا الشمالية والوسطي والكاريبي) ولكن الفريق حجز مقعده في المربع الذهبي بالمونديال الحالي اثر تغلبه علي غانا في ضربات الترجيح. ومني المنتخب البرازيلي بالهزيمة الأولي له في آخر 11 مباراة خاضها حيث سقط الفريق أمام المنتخب الهولندي بقيادة نجمه النشيط ويسلي شنايدر الذي سجل هدفين ليقود الفريق إلي الفوز 2/1 . وأحرز المنتخب البرازيلي لقب كأس القارات في جنوب أفريقيا قبل عام واحد وكان مرشحا بقوة لإحراز اللقب العالمي السادس له كما تألق الفريق في الدور الأول للبطولة وعبر دور الستة عشر بجدارة علي حساب تشيلي ولكنه سقط أمام الطاحونة الهولندية. وكانت الهزيمة هي الأولي للمنتخب البرازيلي في آخر 44 مباراة خاضها الفريق في بطولات كأس العالم التي أقيمت خارج القارة الأوروبية. كما خاض المنتخب الأرجنتيني البطولة وهو مرشح بقوة للمنافسة علي لقب البطولة كما كان واحدا من فريقين فقط فازا بجميع المباريات الثلاثة التي خاضها كل منهما في الدور الأول للبطولة. ولكن المنتخب الأرجنتيني الذي تغلب علي نظيره المكسيكي 1/3 في دور الستة عشر سقط بشدة في دور الثمانية ومني بهزيمة ثقيلة صفر/ 4 أمام نظيره الألماني. وعاند الحظ منتخب باراجواي كثيرا في مباراته أمام أسبانيا بدور الثمانية وخسر الفريق صفر/ 1 بعدما سجل المهاجم الأسباني ديفيد فيا الهدف الوحيد في وقت متأخر من المباراة التي شهدت إلغاء هدف سجله نيلسون هايدو فالديز نجم باراجواي بدعوي وجود تسلل. وكان من الضروري علي الحكم أن يعيد ضربة الجزاء التي احتسبها لصالح منتخب باراجواي في الشوط الثاني وتصدي لها حارس المرمي الأسباني إيكر كاسياس نظرا لاندفاع لاعبي المنتخب الأسباني إلي داخل منطقة الجزاء قبل تسديد الضربة. وقبل عدة أيام كانت العديد من التوقعات تشير إلي احتمالية خلو المباراة النهائية من أي فريق أوروبي للمرة الأولي منذ 80 عاما وبالتحديد منذ فوز أوروجواي علي الأرجنتين في نهائي مونديال 1930 لتفوز بلقب أولي بطولات كأس العالم. ولم تكن المواجهة بين منتخبي البرازيل وأوروجواي أيضا في ختام مونديال 1950 مباراة نهائية وإنما كانت المباراة الأخيرة في الدور النهائي الذي أقيم بنظام المجموعة لتفوز أوروجواي علي البرازيل في عقر داره وتحرز اللقب للمرة الثانية في تاريخها. أما باقي المباريات النهائية لبطولات كأس العالم فشهدت مشاركة منتخب أوروبي واحد علي الأقل. ولكن بعد خروج منتخبات البرازيل والأرجنتين وباراجواي صفر اليدين من دور الثمانية أصبح الاحتمال الأكثر ترجيحا هو أن يصبح النهائي أوروبيا خالصا. وقال المدافع الهولندي يوريس ماتيسين إن منتخب بلاده عازم علي بلوغ المباراة النهائية وأنه يصر علي ذلك حتي قبل الحضور إلي جنوب أفريقيا. وقال "لم نأت إلي جنوب أفريقيا لنشارك في مباراة تحديد المركز الثالث.. نريد الفوز بكأس العالم وأعتقد أن فرصتنا جيدة". وحذر المدرب دييجو مارادونا المدير الفني للمنتخب الأرجنتيني قبل بداية مباريات دور الثمانية من الاستهانة بالمنتخبات الأوروبية. وصرح مارادونا لموقع الاتحاد الدولي للعبة (فيفا) علي الانترنت قائلا "لن نكون أكبر من أوروبا". وسقط مارادونا مع المنتخب الأرجنتيني في فخ الهزيمة الثقيلة أمام ألمانيا بدور الثمانية. وقبل مباريات دور الثمانية في المونديال الحالي ، قال جيروم فالكه سكرتير عام الفيفا إن جميع الاتحادات القارية أصبحت أكثر قوة. وأضاف "أظهرت (البطولة الحالية) أن أوروبا لم تعد بنفس قوتها السابقة". وقال فالكه قبل لقاءات دور الثمانية أيضا إن الأداء المتواضع والمخيب للآمال لمعظم المنتخبات الأوروبية في البطولة الحالية لا يعني أن القارة ستفقد بعض مقاعدها في المونديال المقبل عام 2014 بالبرازيل. وأشار إلي أن توزيع مقاعد المونديال المقبل علي الاتحادات القارية سيكون في العام المقبل.. ولكن منتخبات هولنداوألمانيا وأسبانيا أكدت أن القارة الأوروبية لن تواجه خطر خسارة أي من مقاعدها في المونديال التالي بعدما حجزت ثلاثة من أربعة مقاعد في المربع الذهبي للبطولة الحالية.