اليوم تدشن السيدة سوزان مبارك قرينة رئيس الجمهورية بدء فاعليات العام العشرين من المهرجان الذي أطلقته ورعته تحت عنوان القراءة للجميع قبل أن يتحول إلي حملة قومية للقراءة للجميع. والجديد هذا العام أن الحملة سيتم تدشينها من مدينة الإسماعيلية، التي تم اختيارها لتكون أول عاصمة للقراءة للجميع في تقليد سنوي، بحيث يتم اختيار محافظة مصرية كل عام لتكون عاصمة للقراءة للجميع، بما يتبع ذلك من فاعليات وأنشطة ثقافية وفنية تشهدها المحافظة، ومن بينها المكتبات الحدائقية، التي تقام في الحدائق العامة والمتنزهات. وتمثل المكتبات الحدائقية إضافة مهمة لهذا المشروع الكبير والضخم، فهي تنقل الكتب إلي حيث يتواجد الناس، عبر خيام مكيفة مجهزة كمكتبة عامة، وبها أجهزة كمبيوتر متصلة بالإنترنت، والهدف منها هو أن يكون الكتاب إلي جوار الناس أينما ذهبوا، البعض سيدخل من أجل حب الاستطلاع، وقد نكسب قارئا جديدا كل يوم وهذا هو المهم. والأهم أنه يمكن لرواد هذه المكتبات الحصول علي كتب مجانية كانت موجودة في مخازن دار الكتب، وتم إطلاق سراحها ليستفيد منها الناس. في الإسماعيلية أيضا سيتم افتتاح مكتبة مبارك العامة، وهي سلسلة مكاتب تنتشر في ربوع مصر وتحولت إلي مراكز للإشعاع الثقافي، وآن أوان أن تشهد الإسماعيلية مكتبة مماثلة. القراءة للجميع ليست مجرد مشروع، أو حتي حملة قومية، هي أكثر من ذلك بكثير، وبدون مبالغة فإن هذا المشروع هو الإجراء العملي الوحيد في مصر لمواجهة التطرف والتجمد والغلو، وفي الحرب الطاحنة التي خاضتها مصر ضد الإرهاب كانت هناك مواجهات أمنية، لكن المواجهة الاجتماعية الشاملة غابت باستثناء مشروع القراءة للجميع الذي استهدف توصيل المعرفة والثقافة والانفتاح والأفكار إلي الناس. ومن منطقة عشوائية في القاهرة اسمها عرب المحمدي، انطلق هذا المشروع، لكنه استمر ووضع ركائزه في معظم المناطق العشوائية، والقري والنجوع، وتحول إلي منارة في عالم غاية في الظلام.. لكن القراءة للجميع تحتاج الجميع ليس فقط للقراءة وإنما لدعم هذا المشروع في المدارس والجامعات ومراكز الشباب وقصور الثقافة.. حتي تصبح القراءة حالة عامة. وبفضل «القراءة للجميع» أصبح في عدد لا بأس به من البيوت المصرية مكتبات خاصة، وانضم كثيرون إلي قافلة من يستمتعون بالقراءة، وفتحت الكتب أدمغة كان يمكن ان تسقط منا ويستولي عليها المتطرفون والمتشددون والمتعصبون.. فشكرا للسيدة سوزان مبارك راعية هذا المشروع الذي يعد بحق أهم إنجاز حضاري في مصر خلال العشرين عاما الماضية.