هل هناك غدر رجالي بالنساء الكبيرات؟ وماذا يحدث من هؤلاء الرجال الكبار؟ العابثين وعلينا إيقافه لحماية النساء؟ وهل هناك سبب وحيد لرائحة الفم.. أم أن الأسباب كثيرة والعلاج قاصر؟ وهل حالات العقم عن الإنجاب أصبحت معلومة للجميع أم أن هناك ما هو مجهول وعلينا معرفته لنصبح أفضل في فهمنا للحياة وعلاقتنا بالآخرين؟ هذه الأسئلة وغيرها هي حصاد حلقة واحدة من حلقات برنامج تليفزيوني أمريكي تتم ترجمته ويعرض بانتظام منذ أكثر من عام علي شاشة MBC4 الفضائية العربية، البرنامج اسمه «الدكاترة» ومقدمه الفيس ترافرز طبيب شاب سمح الوجه، جميل الخلق وواسع الذكاء في تعامله مع الفريق المعاون من الأطباء، وهم ثلاثة غيره، طبيبان وطبيبة أما ضيوفه أي أصحاب الحالات المرضية أو التجارب الجديدة أو المعالجين لأمراض قديمة بأساليب حديثة أو حتي ناجحة بشكل يجعلها نموذجاً صالحاً لتقديمها فإن مقدم البرنامج في بساطة يوزع الاختصاصات عليهم في الحلقة وكأنه قائد فريق كرة قدم بارع يسعي لإحراز أهداف متتالية في مرمي الخصم الذي هو الجهل أو عدم المعرفة، ولصالح جمهور يملأ الاستديو، وجمهور أكبر بكثير خارجه. وبالنسبة لي فقد سمعت عن البرنامج من صديقة قالت إنها مفتونة به لأنها تجد فيه اجابات لأسئلة كثيرة تؤرقها بعضها سمعت عنه فقط في مصر من البعض والبعض لا تعرف له علاجا أما الأهم فهو قولها أي صديقتي إن هذا البرنامج يرفع الحرج الموجود لدي الكثيرين منا لمناقشة وعرض الكثير من الأمور الحساسة في علاقات الرجل بالمرأة وفي علاقات المرأة بما يجري عليها من تغيرات في جسمها، مثل التغيرات الهرمونية بعد انقطاع الانجاب وغيرها من الأمور. قالت أيضا إن أمها أصبحت ضمن مدمني البرنامج وصديقاته وأنها تتمني لو رأت برنامجا مثله علي شاشة التليفزيون المصري.. ولأن الأمر كان يحتاج للاهتمام بعد أن أثارت فضولي، خاصة أن مسألة البرامج الطبية والصحية في تليفزيوننا هي نقص حقيقي بلا مبرر سوي العجز عن ادراك أهميتها لدي شعب يتزايد عدده بسرعة، وبالتالي تتزايد أمراضه ويتزايد احتياجه الي برامج تسعي إلي خدمته في هذا الاتجاه الحيوي، وأيضا المكلف بعد أن تصاعدت أسعار العلاج في مصر، ورفعت الدولة يدها عنه غالبا لدرجة إعلان وزير الصحة عن التزامها بستة أمراض فقط تصيب المصريين وغيرها لا يحق لهم طلب المساعدة في علاجها. المهم أنني بالتدريج أصبحت أنتظر «الدكاترة» كلما كان الوقت يسمح فموعده معقول في السابعة مساءً أما الأهم فهو ذلك الأسلوب في الإعداد الذي يجعلك دائما في موقف المحتاج للمعرفة والمستفيد منها لأنه بالفعل لا يدخر وسعا في التعامل مع كل ما في هذا البلد أمريكا من مستجدات وحالات وتطورات فيما يخص صحة الإنسان علي كل المستويات، أي أنك كمشاهد حين تجلس لتتابعه فإنك لابد أن تجد بعضا مما يقدمه قد حدث لك أو لأحد أصدقائك، أو تكتشف جديدا يفيدك في حسم أمر يقلقك منذ زمن مثلا حكاية رائحة الفم التي عجز الكثيرون من الناس عن علاجها واستفادت منها شركات ومؤسسات أنتجت لباناً ومدغدغات وقدمت إعلانات عنها إلخ. الجديد فيها هو اكتشاف إمكانية علاجها بالليزر الذي يقضي علي مواقع القيح بين اللثة والأسنان إلي الابد بسرعة وحسم، وهم لا يقدمون هذا بالكلام مثل الإذاعة ولكن بإحضار فتاة عاملة تحكي تجربتها مع رائحة أسنانها الفذة التي منعتها من معرفة الأصدقاء ولم تبق لها علي بوي فريند واحد، وحين توصلت إلي الطبيب الذي ابتكر هذه العملية وذهبت عنده للعلاج أرسلت للبرنامج الذي صورها ومعها الطبيب ليشرح للمشاهد المسألة كما تعامل معها العلم، ثم تقدم هي امتنانها لأنها لن «تحرم من القبلات بعد اليوم». غير أن هناك من الحالات ما يحتاج لوقت أطول ومتابعة دءوبة حتي تكتمل التجربة العلاجية والإنسانية وتصبح نموذجا صالحا للعرض علي ملايين الناس عبر الشاشة الصغيرة مثل حالة زوجين، جينفر وبرايان، أحبا بعضهما منذ النظرة الاولي وتزوجا ثم اكتشفا أنه ليس لديه نطاف «أي حيوانات منوية» وأنه يعاني من حالة من حالات الانسداد الكروموزومي ارسلا للبرنامج مشكلتهما فتجاوب معهما وتابع الحالة علي مدي سنوات، أو ربما حدث العكس، أي أنهما سعيا إلي العلاج وحين نجح وأثمر، سعيا إلي تقديم التجربة الي الآخرين من خلال البرنامج ليطرحا ما بها من معلومات ومنها أن 30% من حالات العقم ذكورية وأن هذا النوع من العقم يحتاج الي تطوير العمل في الخصية وإجراء بعض التجارب حتي يمكن استعادة القدرة علي الانجاب وهو ما حدث ورأينا بطلي القصة ومعهما أولادهما سعيدين بهما، يتحدثان للآخرين عبر دائرة تليفزيونية نقلت لنا مشاعرهما. وهناك أيضا مسألة حساسية الأطفال الشائعة من اللبن والسوداني التي أوصلت العلم لاختراع مقياس للحساسية يستخدمه الناس حتي يتجنبوا الاغذية التي تسبب أمراضاً لهم، خاصة الاطفال وهنا يقدم البرنامج علي خطوة أخري حين يعلن عن هذا المقياس واسمه وأنه مر عبر اختبارات الهيئة القومية للسلامة وبذلك أصبح آمنا تماما ثم يقدم امرأة ابتكرت أنواعا من الأطعمة الملائمة لمرضي الحساسية والتي يحبها الأطفال ويقبلون عليها حتي لا يترك المشاهد وحده في معركة البحث عن بديل لما يحبه أو لما اعتاد عليه من مأكولات.. أخيراً.. ترحمت علي برنامج قديم كانت تقدمه الدكتورة لفتية السبع مقدمة البرامج الطبية زمان في التليفزيون المصري كانت مجتهدة وتحاول أن تقدم ما يقدمه الفيس وزملاؤه بوسائلها.. ولكنها الآن لم تعد موجودة ولا برنامجها ولا غيره، ربما يعتقدون في تليفزيون مصر أن صحتنا جميعا بمب وأن أحدا لا يحتاج لبرنامج طبي وإذا احتاج.. عليه باللجوء إلي «الدكاترة».