أقامت لجنة القصة بالمجلس الأعلي للثقافة، ندوة لمناقشة المجموعة القصصية "عفاريت الراديو" لمحمد خير، وقال الروائي فؤاد قنديل، الذي قدم الندوة: هذه الندوة تعقد تحت عنوان إبداعات في السبت الأول من كل شهر، لتقديم الأعمال الأدبية في مجالي القصة والرواية وهي مخصصة للشباب تدعيما لهم ولفتا للأنظار إليهم ومناقشتهم، وكذلك لتكون شكلاً من أشكال تواصل الأجيال. من جانبها قالت الدكتورة أماني فؤاد: "مجموعة محمد خير عبارة عن لحظات معينة يلتقط من خلالها مشاعر شديدة الحساسية والرهافة والكثافة وكأنه يراها تحت ميكروسكوب فني، وهي لحظات تنفتح علي الماضي والحاضر والمستقبل"، وأضافت: "هناك تعمد مستمر من محمد خير ليغوص في الداخل الإنساني، بمنعطفاته ومناطقه المختفية، وهو يفعل ذلك دون أن يشتبك بالخارج الاجتماعي، وأتصور أنه يفعل ذلك لأنه يري أن هذا الخارج همجي وقاسي، ويصعب علي الإنسان مواجهته، وإن كان ذلك لا يمنع أنه يخرج في بعض القصص علي استحياء من الذات إلي علاقتها بالمجتمع من حولها، كتصويره لتحولات المجتمع المصري وسيطرة الفكر الأصولي عليه، أو تأثير المنظومة الأمنية علي حياة الفرد وغيرها". وأكدت فؤاد علي تنوع أساليب القص داخل المجموعة، كإحداث تواز بين حوار السائق والتعليقات الداخلية من قبل السارد في إحدي القصص قائلة: "يمتلك القاص القدرة علي تهيئة الجو النفسي لكل قصة، والسارد نفسه أحيانا يعطي إيحاء بأنه يناقش ذاته في العمل، وهو ما يعطي إحساسا بالواقعية وبالتواصل مع القارئ". وأضافت: "يغلب علي المجموعة لغة تقريرية وفي بعض المناطق يلجأ المؤلف إلي المجاز الأقرب لنقل الحقيقة، وإن كانت هناك لغة شاعرية في بعض القصص الأخري". وأكد الدكتور يسري عبد الله علي قدرة محمد خير علي خلط حكاياته وقصصه برائحة الدهشة والمغامرة واللعب قائلا: "الحكاية هي مادة المجموعة الخام، ولا يوجد نتوءات زائدة ولا تزّيد لفظي وإنما يقبض القاص علي لحظات إنسانية صافية ورهيفة، ومن خلال العنوان "عفاريت الراديو" يتضح انفتاح طاقات التخييل السردي في النص القصصي، التي جاءت مشحونة بدلالات فكرية وعاطفية ثرية". وأكد عبد الله أن اختيار خير لعناوين قصصه لم يأت بشكل مجاني قائلا: "هناك قصة "شارع خاتم المرسلين" الذي يحمل اسمها ترميزا ما، خاصة أن عدد العائدين من الخليج يشكلون الغالبية داخله وفي قصة "كان في عالم آخر" يشير العنوان إلي الوطنية المأزومة والشاب المقموع. وأشاد عبد الله بالتداخل بين الواقعي والمتخيل في المجموعة وقال: "انتقال محمد خير بين الأنواع الأدبية، جعله يشتغل علي لغته بحيث تصبح قادرة علي التأثير في المتلقي، ففيها شاعرية ما، وتكثيف لم يقتصرعلي مستوي اللغة وإنما امتد لبنية النص نفسه".