نظم المجلس الأعلي للثقافة ندوة حوار بين كاتبين الروائي فؤاد قنديل والكاتبة أسماء شهاب الدين، وذلك في إطار السلسلة التي تقيمها لجنة القصة ويشارك فيها الناقدان الدكتور يسري عبد الله والدكتور سامي سليمان ورأست الندوة الروائية هالة البدري. سأل الكاتب فؤاد قنديل أسماء عن طريقة كتابتها للروايات التي تميزت بأسلوب علمي طبي وحملت بعض المصطلحات الطبية بحكم مهنتها، وإن كان بها حس سياسي عال، وحضور ثقافي ذو سمة اجتماعية، مؤكدا اندهاشة من كتاباتها القائمة علي التركيز الشديد، رغم ما يميزها من تفاصيل وقضايا ولعب في الزمن. وتحدثت أسماء عن بدايتها مع الكتابة قائلة انها عاشت في بيت تتوفر به مكتبة بها جميع أنواع الكتب، فكتبت مجموعتي القصصية الأولي وعمري 21 عاما، ووفر لي عملي في الريف ثم بالسعودية بيئة خصبة للكتابة. وكشفت أن سبب اختيارها للكتابة عن الطب النفسي أنه يجمع العديد من العلوم كعلم النفس والاجتماع، بالإضافة إلي أنه وثيق الصلة بالواقع والتجارب المعاشة، كما أكدت علي أنها تري وجه تشابه بينها وبين الكاتب فؤاد قنديل، يظهر في أنه يعمل علي اللغة، أي أنه لديه ولع نادر في إنتاج لغة جميلة وهذا نادر علي الكتّاب بوجه عام. لفت الدكتور سامي سليمان إلي أنه أعجب بمجموعة "المرأة الأولي" لأسماء، لأنها عالم يمكن وصفه بأنه يجمع كافة الجوانب الأساسية في الحياة، واصفا هذا النوع بمصطلح استخدمته أسماء في إحدي قصصها القصيرة وهو "الصندوق الأسود"، بما يتضمنه من مادة هائلة، لابد أن تسعي الراوية والراوي إلي إعادة تنظيمها. أما هالة البدري فقالت إن هناك فرقا بين عمل أسماء في الرواية الأخيرة وبين القصص القصيرة التي تكتبها، من حيث الحبكة، كما استطاعت أسماء أن تعطي لكل شخصية حقها، كما أنها لاحظت إن أسماء لديها موقف من قضية المرأة، خاصة في رواية "المرأة الأولي". تحدث الدكتور يسري عبد الله عن تجربة فؤاد قنديل السردية قائلا: سرد قنديل يحمل تنويعات لافتة، وحضورًا لعوالم مختلفة، متكئة في طروحها المتعددة علي التراوح ما بين الواقعية كما في روايته "قبلة الحياة" والواقعية السحرية كما في روايته "روح محبات"، وآلية ثالثة تتمثل في السيرة الذاتية مضفرة في بنية النص السردي كما في "المفتون"، فتعكس لنا تجربة قنديل السردية منحناها الفكري والتقني، خاصة أن لغتها المستخدمة في كل تلك التنويعات المشار إليها تعتمد علي لغة كلاسيكية فصيحة يختبئ داخلها مد شعري لافت، يجعلنا وباختصار أمام أسلوب يخص صاحبيه وحده.