توصل باحثون يابانيون إلي إدخال تعديلات جينية علي أجنة قردة ليصبح لونها أخضر مشعا لدي تعريضها للأشعة فوق البنفسجية، وهذا ما يفتح آفاقا جديدة في الأبحاث الطبية نتيجة تقارب تركيبة القرود مع الإنسان، وفقا للدراسة التي نُشرت أمس في مجلة نتشر العلمية.وأدخل علماء الفريق بقيادة إريكا ساساكي من المعهد المركزي للتجارب الحيوانية في جامعة كييو، بروتينا مشعا من جين يطلق عليه "جي إف بي"استخرج من قنديل البحر، إلي أجسام أجنة قردة ويستيتي (قردة هسال من القارة الأمريكية)، بواسطة فيروس. وزرعت الأجنة بعد ذلك في رحم سبع إناث من القردة أسقطت ثلاث منها الجنين، فيما وضعت الأربع الأخري خمسة صغار.وقد رصد العلماء الجين جي إف بي بين الخلايا المتجددة لدي الجيل الثاني لاثنين من القردة الخمسة. ونقل أحد هذه القردة الجين إلي الجيل التالي. وكان اكتشاف جين جي إف بي واستخدامه كمادة تساعد في تفحص الخلايا الحية، قد كوفئ بجائزة نوبل للكيمياء العام 2008 . وسبق أن أُجريت اختبارات مماثلة علي فئران وجرذان، لكن أوجه الشبه الكثيرة بين القرد والإنسان تسمح بزرع جينات أخري لدي القرد لمراقبة أمراض لدي الإنسان.ويثير هذا النوع من التجارب علي القردة جدلا بين العلماء ومع الجمهور، لأن منتقديها يعتبرون أنها تفتح الباب أمام تلاعب بالجينوم البشري.وكانت تجارب سابقة قد فشلت في إدخال جين في الخلايا المتجددة لنقل التحولات الجينية إلي الأجيال التالية. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن بيان لفريق العلماء أنها "الحالة الأولي الموثقة لجين ينقل بنجاح إلي الجيل التالي من القردة". وتشمل المرحلة التالية زرع أمراض لدي هذه القردة المعدلة جينيا مثل مرض باركنسون.لكن علماء أمريكيين نشروا تعليقا في مجلة نتشر اعتبروا أن هذا النوع من القردة (ويستيتي) لا يتجاوب علي صعيد تناسخ الأمراض البشرية، كأجناس أخري من القردة مثل سعادين القردة الإفريقية أو قردة بندر الهندية الصغيرة القصيرة.