منذ بداية العام وعملية بيع أثاث فندق النيل هيلتون سابقا وهي تجري علي قدم وساق وكانت في خفاء مريب. وبيعت ممتلكات فندق شيراتون المطار الذي صار يحمل اسماً آخر في طبخة سرية وبسرعة شديدة. في ربيع عام 2008 شهدت مدينة مونتريال الكندية حدثاً مشابهاً وهو عرض جميع محتويات وأثاث فندق شهير بها للبيع في مزاد. الفارق رهيب بين القاهرة ومونتريال في القصتين؛ فقد تحدثت الصحف الكندية وقنوات التليفزيون عن حدث البيع بفترة كافية والمثير للدهشة أنه كان فقرة في نشرات الأخبار الرئيسية؛ لاستعراض تاريخه وأشهر من أقاموا فيه من نجوم السياسية والفن في العالم ممن زاروا المدينة. الفارق الآخر أن المزاد كان متاحاً للجميع ووجد الإنسان العادي، والمقصود به ليس رجل الأعمال أو تاجر الخردة أو اصحاب شركات السياحة والفنادق، الفرصة لشراء جزء من تاريخ مدينته، وخرجت سيدة من عشاق فريق البيتلز سعيدة لأنها اشترت قطعة أثاث من الحجرة التي نزل فيها جون لينون قائد الفريق وزوجته اليابانية عندما زارا كندا. وكان من الطبيعي وقتها أن يتكررمشهد لأفراد عاديين يحملون لوحة أو سجادة أو قطعة أثاث خارجين بها من مبني الفندق. بل ووضعت إحدي شركات السياحة توقيت المزاد علي برنامجها، علي اعتبار أن الفندق، وهو بالمناسبة فندق ال"ريتز كارلتون" الشهير، أشهر فنادق المدينة، التي تتباهي بأنها أقدم مدن أمريكا الشمالية. لقد شهد كل من فندق النيل هيلتون وشيراتون هليوبوليس أحداثاً هامة في تاريخ مصر؛ وبين جدرانهما وفي ردهاتهما عقدت مؤتمرات تاريخية وتأمل كبار رجال السياسة والفن في العالم من شرفات الغرف سحر القاهرة. لماذا التكتم والغموض الذي يلف صفقات لايعرف الشعب عنها شيئاً؟ بل والمدهش ان كثيرًا من الإعلاميين والصحفيين لم يتناولوا الموضوع من قريب أو بعيد.