الآن صدقت أنيس منصور عندما ذكر في كتابه الموسوعي عن "أنيس منصور" مرورا ب"صالون العقاد"، أنه جاء عليه وقت كان " يتملص " كلمة شعبية لا أدري هل تناسب ثقافة قارئي الصديق أم لا المهم أنه كان يتملص تاني من علاقة التلمذة بينه وبين العقاد.. الصحيح "الأستاذ العقاد". والسبب أنه كتب كثيرا جدا، وتكلم أكثر جدا مشيها عن أستاذه وأستاذنا العقاد، التي وصفته مذيعة من كبار مثقفاتنا، بأن اسمه جاء بسبب أنه " معقد " والله حصل واسألوا زميلها في تقديم هذه الحلقة يوسف معاطي الذي انزعج من المعلومة علي الهوا.. ما علينا ..ولأن الشيء بالشيء يذكر، فقد سأل طفل في برنامج عيالي مذيعته الطويلة: هو البدنجان عارف ان اسمه باذنجان صحيح فيه حديد يا أبلة؟ احتارت المذيعة الطويلة، فثقافتها المحدودة لا تتيح لها الاجابة عن الأسئلة المباغتة، ولكنها تحررت بسرعة من السؤال، قائلة للطفل اللي مش متربي: أنا ما اعرفش.. ع العموم سيبك من البدنجان عارف ان اسمه باذنجان وخليك في السبانخ! المهم ان عقدة الأستاذ العقاد أصابت الأستاذ أنيس، بعد أن شعر بأنه أصبح المتخصص في شئون العقاد، فقرر أن يتوقف تماما عن الحديث عن العقاد، حتي وان كان هو استاذه الذي كان يتلهف علي لقائه في صالون الجمعة. نفس الشيء مع اختلاف القامات حدث مع العبد لله شوف اللفة جت إزاي في التخصص الذي لازمني لفترة من الزمن، حتي أصبحت متخصصا في الشئون العمراوية نسبة الي مطرب الشباب عمرو دياب فبعد أن نشرت قصة صعوده مسلسلة في مجلة الكواكب، ثم اصداري لكتاب عنه متوقفا عند أبناء جيله، ومستعرضا حال الغناء المصري في القرن العشرين، حتي اعتبرني البعض مؤرخا لمسيرة هذا الشاب،وأعترف بأنني عشت الدور لفترة، وتحمست للفكرة..فكرة أن أكون متخصصا، مثلي في ذلك مثل القنوات المتخصصة، التي تديرها بمهارة الأخت العزيزة والاعلامية الوقورة هالة حشيش، حتي أنني كنت أشعر بالغيرة كلما وجدت خبرا بصورة لعمورة في جرنال أو مجلة مش بتاعتي ! إلا أنني شعرت بعد فترة أن هناك أحداثا وأشخاصا، سقطوا من بين أصابعي.. انطلقت مسرعا كي ألحق ما فاتني..وبسرعة لم يكن صعبا علي واحد في سني أن يعقد صداقات سريعة مع كثير منهم، الا أن الأسئلة العمراوية ظلت تطاردني: هو صحيح الهضبة هايعمل مسلسل؟.. بنته نور الجميلة كبرت.. هه؟ طب لو انت جامد صحيح.. عبد الله ابنه في مدرسة إيه.. هه؟ ( هه الأولانية غير هه التانية)..الي ان فوجئت بأحد بلدياتي أثناء زيارة لي للبلد، يغمز لي بعينه ( ملحوظة مهمة جدا: هو عنده عين واحدة..وهو سعيد بها جدا.. انتهت الملحوظة وان كنت أشك أنها ستفيد القارئ). قال هذا وهو يدس في يدي( ملحوظة تانية: أنا عندي إيد واحدة....والتانية شايلة الموبايل)، بعضا من ورق الصحف، قائلا:خد دول.. فيهم صفحة عن الهضبة.. انت بقالك كتير ما قلتش حاجة عن صاحبك.. خد اقرا واحكيلنا.. والنبي حكاويك حلوة، ده حتي في قرايب لينا جايين يسألوك عن أبو عبد الله..ابقي قوللهم اي حاجة من اللي في الجرنان، أحسن ياكلوا وشي! قلت بانزعاج حقيقي: جرنان ايه.. وابو عبد الله مين؟ طبطب علي وهو يهدئ من ثورتي: ده جرنان بيجيب التايهة.. وابو عبد الله يبقي صاحبك.. الهضبة.. عمورة .. مورة..ايه هو انت سيبت الصحافة؟ رأيت أن أبدأ في سرد شوية معلومات قديمة.. ما أظنش ان الجورنان اللي بيتشملل بيه كاتب حاجة منه.. قلت شوف يا سيدي: عمرو صاحبي................................ قاطعني: غلط يابيه! انفعلت: هو ايه اللي غلط.. هو انا لسه قلت حاجه يا بني ادم؟ ما اسموش عمرو.. اسمه الهضبة! ماشي يا سيدي.. انا بدلعه وبقوله يا عمرو، وما بيزعلش مني.. بقي الهضبة قاللي وانا باشرب الشاي معاه، والبنت الأثيوبية بتقليله كام بطاطساية ( الواقعة قديمة وحقيقية)انه هايعتزل......................................................................... غلط.. ده كان لسه بيغني للمنتخب. يا سيدي اسمع.. هو قاللي هاعتزل لما يبقي معايا مليون دولار......................... غلط.. ده عقده مع روتانا ب....................................... هذه المرة، نهرته انا، قائلا: اوعي اسمعك بتقول الأرقام دي قدامي، ها يقولوا انا اللي مسربها..دي ما حدش يعرفها غيري انا والهضبة! بدأ قريبي يعطيني كل اهتمامه، وينصت لي في أدب جم لم أتعوده منه وهو جالس القرفصاء.. وبدأت ألقي عليه محاضرتي عن الهضبة، فيما يشبه جلسات فلاح كفر الهنادوة، قائلا في تباهي بحجم معلوماتي: تعرف ان الهضبة بيلعب كل يوم ساعتين جمنزيوم في فندق جنب بيته؟ انتظر حتي انتهيت من المعلومة القديمة جدا ولكنه لم يتمالك نفسه من السؤال: وبتاخد كام الست بتاعة المزيم دي؟.. يابني الفلوس مش كل حاجة.. المهم انه بيلعب رياضة عشان لياقته.... قاطعني: طب ما كدة اللياقة ها تتوسخ من العرق؟ توقفت عن الكلام بعبارة. الهضبة ها يفضل غايظكم، ومتربع علي عرش النجومية، وكفاية انه فرح المنتخب بحفلة وسط 70الف علي الأقل. فاجأني: 50الف دورار؟