كعادة المصريين شعبا ونخبة نسي الجميع جريمة نجع حمادي بعد كارثة السيول ونسي الجميع الجريمة والكارثة إبان فوز الفريق الوطني بكأس أفريقيا وقفزت أزمة أنابيب البوتاجاز إلي أعلي سلم اهتمامات الرأي العام وفي خضم كل ذلك نسي الجميع فضيحة مبني معهد الأورام والمتابع للقنوات والفضائيات الخاصة سواء الدينية أو الرياضية وغيرها سيجد أنها تصنع أولويات أخري لها لجذب المشاهدين، فالفضائيات الدينية الإسلامية منشغلة بتفسير الأحلام أو المشكلات الجنسية. والمسيحية مازالت أسيرة خلافات الأساقفة الأقباط مع بعضهم البعض، حيث سرب أحدهم لصحفي شاب خبر موافقة البابا علي زواج الأقباط الأرثوذكس من الكاثوليك وفي اليوم الثاني أصدرت مجموعة أخري من الأساقفة نفياً للخبر، والمدهش أنه في الحالتين فالأنبا بولا أسقف طنطا والمسئول عن الأحوال الشخصية مسافر خارج البلاد رغم أن اسمه مازال مدرجاً في الخبرين! أما القنوات الرياضية فالدوري العام بدأ يأخذ المساحة الأكبر من الأخبار ويلي ذلك مشكلة عقد اللاعب جدو ما بين الاتحاد والزمالك وتتناثر الملايين تحت أقدام هذا اللاعب البسيط التي جعلت منه الفضائيات الرياضية بطلاً قومي وأنشغل المحافظون المصريون في محاولات مضنية لإثبات نسب المحافظات بأقدم اللاعبين وعلي سبيل المثال محافظ البحيرة يتحفظ علي ندوة للعالم الحائز علي جائزة نوبل أحمد زويل ويكرم اللاعب جدو! ومحافظ المنيا المحافظة الحائزة علي 50٪ من أحداث الفتنة الطائفية في 2009 بدلا من أن يسمي بعض الشوارع باسم المفكر لويس عوض أو الشيخين مصطفي وعلي عبدالرازق في مغاغة يفكر في إطلاق اسم شوارع باسم الكابتن أحمد حسن وغيره من اللاعبين، وبالطبع لا أحد ضد تكريم اللاعبين وإطلاق أسمائهم علي الشوارع، ولكن جنبا إلي جنب مع أبطال أكتوبر والعلماء حيث لم يفكر أحد من المحافظين في تكريم العلماء والأدباء أو غيرهم من أبناء المحافظة! أما مجلس محلي الإسكندرية فقد تفرغ هذه الأيام لكي يوجه قراراته للأنبا شنودة بطريرك الأقباط الأرثوذكس لكي يتبرأ من أقباط المهجر ويعلن موقفه من المدعو زكريا بطرس وللمرة الأولي في تاريخ مصر أكتشف معلومة في غاية الأهمية وهي أن كرسي الإسكندرية تابع للمجلس المحلي وأن القديس مارمرقس كان عضواً في المجلس المحلي لمحافظة الإسكندرية القديمة عمال! وبالطبع هذا نشاط محمود من المجلس يجعله يتفرغ لذلك علي حساب ضحايا المنازل المنهارة أو حوادث الطرق ولكن أحد الخبثاء همس في أذني أن ذلك جزء من عملية التفاوض مع الأنبا شنودة حول الأراضي والمباني التي تمت إزالتها فضحكت حتي كدت أفقد توازني علي أساس أن المجلس المحلي السكندري صار بديلا للمجلس المحلي في صعدهة باليمن والأنبا شنودة صار زعيما للحوثيين! وعلي الجانب الآخر هناك قصة مؤلمة قصها لي أحد أصدقائي عن أن طفله الذي لم يتجاوز السابعة شاهد جزءاً من برنامج في فضائية من إياهم وضيف الحلقة كان أحد زعماء إحدي الحركات الإعلامية وتسمي باسم 6 أبريل فأسرع بسؤال والده هو يا بابا 6 أكتوبر دي برضه كانت فيها إضرابات علي الرصيف زي 6 أبريل، وهكذا فإن شر البلية ما يضحك! واللهم لا أسألك رد القضاء بل أسألك اللطف فيه!