بحث الرئيس حسني مبارك صباح أمس بمقر رئاسة الجمهورية بمصر الجديدة عدداً من القضايا الإقليمية المهمة مع مايكل مولين رئيس هيئة الأركان المشتركة بالولاياتالمتحدةالأمريكية، حضر المقابلة المشير حسين طنطاوي وزير الدفاع والإنتاج الحربي، ومارجريت سكوبي السفيرة الأمريكيةبالقاهرة. وصرح الأدميرال مايكل مولين عقب المقابلة، بأنه استعرض مع الرئيس مبارك تطورات إحياء عملية السلام في الشرق الأوسط، والأوضاع في العراق واليمن وإيران وباكستان وأفغانستان. أضاف أنه استمع إلي وجهة نظر الرئيس مبارك إزاء التطورات والتحديات التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط، مشيدًا بحكمة وحنكة الرئيس مبارك في التعامل مع التحديات الجديدة التي طرأت علي المنطقة، ومن بينها محاولات إيران زعزعة الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، كما أشاد المسئول الأمريكي بالعلاقات الاستراتيجية التي تربط الولاياتالمتحدة بمصر، مشيرًا إلي وجود تعاون وثيق بين البلدين منذ فترة طويلة في مختلف المجالات. وأعرب عن سعادته بعودته إلي القاهرة للمرة الثانية خلال أقل من عام، حيث زار مصر في أبريل من العام الماضي، وقال إنه سينتهز هذه الفرصة للعمل علي مزيد من تدعيم العلاقات بين البلدين، مشيرًا إلي أن زيارته تأتي في إطار جولة تضم إسرائيل والسعودية والأردن والإمارات لاستكمال مشاوراته مع قادة هذه الدول حول آخر المستجدات والتحديات. وقال المسئول الأمريكي إن الولاياتالمتحدة لديها استراتيجية شاملة إزاء العراق وأفغانستان وإيران وباكستان، ووصف العملية العسكرية التي تقوم بها قوات الناتو والقوات الأفغانية بمنطقة "مرجاة" بأفغانستان بأنها صعبة، وتهدف إلي اجتثاث جذور التمرد في إقليم "هلمند"، ومن المبكر الان الخوض في تفاصيل هذه العملية. وحول الوضع في العراق، قال مولين إن إجراء الانتخابات العراقية المقبلة تعد مؤشرًا علي تحسن الأوضاع الأمنية، معربًا عن رضائه بما تحقق حتي الآن في العراق، خاصة فيما يتعلق بتولي قوات الأمن العراقية لمسئولية حفظ الأمن في البلاد، وأشار إلي أن المسائل الصعبة التي لا تزال تواجه العراق تتعلق بالقضايا السياسية.. وأكد أن الولاياتالمتحدة تركز علي أهمية إجراء الانتخابات العراقية بشكل يتسم بالحرية والنزاهة، وفي جو سلمي. وأشار إلي أن إيران تمثل تحديا كبيرًا حيث إنها تسعي إلي زعزعة الاستقرار في المنطقة.. وعلي إيران أن تتخذ خطوات استراتيجية للعمل علي تحقيق هذا الاستقرار المأمول في المنطقة. وأكد مولين أن الولاياتالمتحدة مازالت تعمل من خلال القنوات الدبلوماسية، وتطبيق العقوبات بحق إيران وتسعي إلي استصدار قرار جديد من مجلس الأمن الدولي لتشديد تلك العقوبات. كما بحث الرئيس حسني مبارك أمس بمقر رئاسة الجمهورية بمصر الجديدة مع أعضاء اللجنة رفيعة المستوي التابعة للاتحاد الأفريقي المعنية بملف دارفور "لجنة حكماء أفريقيا" برئاسة ثامومبيكي رئيس جمهورية جنوب أفريقي السابق، وعضوية بيير بويويا رئيس جمهورية بوروندي الأسبق، والوفد المرافق لهما.. حضر المقابلة شانيسياسي ناكاها رئيس مكتب دارفور. وصرح ثامومبيكي عقب اللقاء بأنه أطلع الرئيس مبارك علي آلية عمل اللجنة وما أجرته من اتصالات مع جميع الأطراف المعنية والدول المجاورة للسودان من أجل تحقيق السلام في السودان، وحل أزمة دارفور. وأوضح أن اللجنة معنية أساسًا بمهمة تقييم دور الحكومة والمواطنين والتيارات السياسية في السودان، فيما يتعلق بثلاث قضايا هي تسوية مشكلة دارفور وتنفيذ اتفاقية السلام الشاملة في السودان بين الشمال والجنوب، والإعداد للانتخابات السودانية المقرر إجراؤها في أبريل المقبل، وقال إن اللجنة حرصت علي إطلاع قادة الدول المجاورة للسودان، وفي مقدمتها مصر علي ما قامت به من جهود لتقييم الأوضاع في السودان ووضع برنامج عمل لحل المشكلات التي تواجهه من أجل تحقيق السلام، مشيرًا إلي أن اللجنة قامت بزيارة ليبيا أمس الأول، حيث اطلعوا العقيد معمر القذافي قائد الثورة الليبية علي ما توصلت إليه اللجنة من تقييم، كما زارت تشاد وكينيا وأوغندا لإطلاع رؤساء تلك الدول علي تطورات الأوضاع في السودان. وأعلن مبيكي أنه تقرر عقد مؤتمر شامل يومي 18 و19 فبراير الجاري بالخرطوم، تشارك فيه جميع الأحزاب والقوي السياسية بالسودان، ولمناقشة آليات تحقيق اتفاق السلام بين الشمال والجنوب، والتوصل إلي حل حول أزمة دارفور، وكذلك الإعداد للانتخابات السودانية المقبلة، بحيث تكون حرة ونزيهة، مؤكدًا ضرورة تحقيق إجماع وطني حول هذه القضايا الثلاث، معربًا عن استعداد اللجنة الأفريقية لتقديم جميع أشكال الدعم حول هذه القضايا. وأوضح مبيكي أن هناك مساعدات يقدمها الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة، مشيرًا إلي أن التركيز في هذه المرحلة علي وقف إطلاق النار بين الفصائل المسلحة في دارفور وبين الحكومة السودانية. وقال مبيكي إن اللجنة تعمل علي عقد مؤتمر يضم جميع الفصائل الدارفورية وتوحيدها والاتفاق فيما بينها حول ما يمكن القيام به لتحقيق السلام في دارفور، مشيرًا إلي أن هناك بالمثل حاجة إلي عملية سياسية لتسريع وتيرة عملية السلام في الإقليم، تتضمن دفع جهود التنمية، بما في ذلك تحسين البنية الأساسية. قال مبيكي: إن لمصر علاقات استراتيجية ومتميزة مع السودان وتهتم بمجريات الأحداث في دارفور.. مشيرًا إلي أن الرئيس مبارك قد وافق علي برنامج اللجنة الأفريقية فيما يتعلق بحل جميع القضايا السودانية وهي أزمة دارفور، والانتخابات، واتفاق السلام بين الشمال والجنوب، وقال إن ليبيا دولة مجاورة للسودان، وأبدت استعدادها للتعاون لتنفيذ برنامج اللجنة الأفريقية لحل القضايا السودانية. وحول مدي مساهمة اتفاق المصالحة بين السودان وتشاد في حل مشكلة دارفور قال مبيكي إن هذا الاتفاق مهم للغاية لإنجاز عملية السلام.