عشقها للبيئة والطبيعية نقلها من التأمل إلي البحث بدلاً من قضاء وقت الفراغ في سماع الأغاني وتصفح الإنترنت فهي دائما تتطلع لمستقبل أفضل أنها هبة حمدي إسماعيل ذات ال16 عاما الطالبة بالمرحلة الثانوية والتي دوماً ما تحاول استخدام جميع الأدوات الموجودة من حولها لإخراج ما بداخلها من أفكار جديدة تساعدها علي اعمال عقلها بدلا من تحجيمه في مجال الدراسة فقط. بداية المشوار كانت عندما سافر إلي القري وعلمت بالصعوبات التي تقف أمام جني القطن من قبل العمال فاستهوتها التجربة ودفعها حب الاستطلاع فقامت بالبحث علي شبكة الإنترنت حتي توصلت إلي فكرة ابتكار آلة لجمع القطن تسير فوق صفوف القطن كما تشتمل علي جهاز حساس للضوء الأبيض مرفق به مروحة للشفط وبذلك تتم عملية جمع وحلج القطن في آن واحد. وشاركت هبة بهذه الآلة في عدة مسابقات للمخترع الصغير وهي طالبة بالمرحلة الإعدادية حيث أثارت إعجاب القائمين علي المسابقة علي الرغم من تقديمها نموذج مصغر للآلة لعدم توفر إمكانيات لتنفيذ النموذج الحقيقي حيث استخدمت بعض الموارد البسيطة المحيطة بها مثل موتور لعبة قديمة ومروحة كمبيوتر صغيرة تقوم بدور الشفط ولكنها وجدت صعوبة في استكمال الجزء الخاص بالحساس لعدم معرفتها بمبادئ البرمجة وعلي الرغم من عدم اكتمال النموذج الحقيقي للآلة إلا أنها تلقت عروضا لتنفيذ تجربتها في الخارج لكنها فضلت أن يستفيد بهذه الآلة جموع العاملين المصريين. لم يقتصر شغف هبة العلمي علي هذا الحد فقد ابتكرت طلاء يحتوي علي مواد معدنية تعكس الأشعة الكهرومغناطيسية بنسبة كبيرة خاصة للمباني التي تقام عليها شبكات التقوية لمعالجة أثارها الخطيرة علي صحة من يقيمون حوله وعلي الرغم من تكلفته الزهيدة إلا أنها لم تتلق أي دعم لهذا الابتكار ورفضت هبة الاستسلام للإحباط فلم تتوقف مسيرتها البحثية عند هذا الحد حيث قامت بالتدريس لعدد كبير من المتدربين الأكبر منها سناً والأكثر خبرة حيث حاضرت بحوارات في مجال التنمية البشرية والذكاء المتعدد وذلك بجانب إعداد أبحاث علمية تساعدها في مجال دراستها العلمية مثل علاقة البترول بالاحتباس الحراري والزالزل. وعلي الرغم من ذلك إلا أنها تري أن التطلع للأبحاث العلمية رفاهية للمجتمع وتحلم بأن تصبح جراحة قلب أو صيدلانية تتعامل مع المرضي وتخفف من آلامهم فهي علي قناعة بأن عدم الاهتمام بمجال الطب سوف يهدد الجنس البشري كما تحلم أيضا بالحصول علي جائزة نوبل ليس في المجال العلمي فقط ولكن في المجال الأدبي أيضا فهي تهوي كتابة الشعر وتعشقه.