تتجه أنظار 80 مليون مصري نحو أنجولا في السادسة مساء بتوقيت القاهرة لمشاهدة المباراة النارية بين منتخبنا الوطني وأسود الكاميرون بدور الثمانية ببطولة الأمم الأفريقية علي ملعب السيدداجراشا ببنجيلا في المواجهة الرسمية رقم 13 في تاريخ لقاءات الفريقين منها 8 مرات في بطولات الأمم الأفريقية وأربع مرات بتصفيات كأس العالم والألعاب الأفريقية وحققت مصر الفوز ست مرات والكاميرون 4 مرات وتعادلا مرتين.. وأقل ما يقال عن مباراة الليلة إنها نهائي مبكرا نظرا لقوة وتقارب مستوي المنتخبين. ويعتبر منتخب الكاميرون الذي يدربه بول لوجوين أن هذا اللقاء ثأري ولا مفر فيه من الفوز لخسارتهم في البطولة الأخيرة مرتين أمام الفراعنة كما أن مصر كانت السبب في إقصائهم عن التأهل لمونديال 2006 حيث أكد لاعب الوسط الكاميروني جيرمي نيجتاب أن الأسود سوف تنتقم من الفراعنة- كما أن الخصم يضم لاعبين علي مستوي عال يلعبون بأكبر الأندية الأوروبية ويأتي علي رأسهم صامويل إيتو نجم نادي انترناسيونال ميلان الإيطالي وأفضل لاعب في أفريقيا ثلاث مرات وهداف بطولة الأمم الأفريقية علي مدار تاريخها برصيد 18 هدفا وقد تماثل اللاعب للشفاء بعد إصابته في كاحل قدمه خلال مباراة فريقه أمام تونس بالجولة الثالثة والأخيرة بالدور الأول.. ويتميز المنتخب الكاميروني بسرعات لاعبيه ونقل الهجمة بأقل عدد من التمريرات ويضم الفريق عددًا من اللاعبين الجدد الذين انضموا حديثا للمنتخب إلا أنهم يفتقدون للخبرات ويعد خط دفاعهم هو الأضعف من بين خطوطه وبالرغم من أن الفريق لم يظهر بالشكل المطلوب بالدور الأول وهو الأمر الذي حذرت منه الصحف الكاميرونية بتذبذب المستوي إلا أن الأسود يرتفع مستواهم من مباراة لأخري وأن السبب في ذلك هو أن لاعبيه تقابلوا قبل البطولة بأيام قليلة ومن ثم فإنهم يفتقدون عنصر التجانس والانسجام والذي اكتسبوه مع مرور الوقت وكان منتخب الكاميرون قد حصل علي أربع نقاط فقط من فوز وحيد علي زامبيا بثلاثة أهداف مقابل هدفين وتعادل مع تونس بهدفين لكل فريق في حين خسرت في أول لقاء أمام الجابون بهدف مقابل لا شيء.. في حين أن المنتخب الوطني هو الفريق الوحيد من بين 16 منتخبًا الذي حققت الفوز في مبارياته الثلاث علي نيجيريا بثلاثة أهداف مقابل هدفهم موزمبيق، وبنين بنتيجة 2- صفر وبلغ رصيده تسع نقاط وسبعة أهداف وعليه هدف واحد.. وفي كل مباراة يحصل أحد لاعبيه علي أفضل لاعب حيث كان أحمد حسن أمام نيجيريا وأحمد فتحي في لقاء موزمبيق وأخيرا أحمد المحمدي مع بنين.. ومشاركة أحمد حسن في لقاء اليوم تجعله علي قمة لاعبي مصر في المباريات الدولية برصيد 170لقاء بعد أن تخطي حسام حسن والذي لعب 169 مباراة.. وبالرغم من تفاؤل الجهاز الفني تحت قيادة حسن شحاتة المدير الفني ومعاونيه شوقي غريب المدرب العام وحمادة صدقي المدرب وأحمد سليمان مدرب حراس المرمي واللاعبين بمقابلة الكاميرون إلا أنه تفاؤل سيطر عليه الحذر وهو ما وضح خلال تدريبات الفريق الأيام الماضية والذي قام خلالها شحاتة بعلاج الأخطاء المتكررة في مباريات الدور الأول وأهمها عدم الدقة في التمرير حيث بلغت 57 تمريرة خاطئة في مباراة موزمبيق وانخفضت إلي 40 في مباراة بنين وكذلك إهدار الكرات السهلة أمام المنافس خاصة من عماد متعب وهو ما أوضحه المدير الفني للاعبين بأنه اعتبارًا من دور الثمانية فإن الوضع مختلف بشكل كبير لأن الفرص المتاحة تكون قليلة.. ولذا يجب استغلالها بقوة.. مع ضرورة التمركز الجيد في منطقة الجزاء لا سيما أن الكاميرن تلعب بمهاجمين أو ثلاثة والتصدي للكرات العرضية.. ولذا فإن الجهاز الفني يسعي للعب بلبيرو لتأمين خط الدفاع وفرض كثافة عددية في وسط الملعب للسيطرة عليه والضغط علي الخصم في منتصف ملعبه حتي يقع مدافعو الكاميرون في أخطاء مع ضرورة لعب الكرة من لمسة واحدة والتحرك بالكرة وبدونها عند امتلاكها والانتشار في الملعب واللعب علي الجانبين لخلخلة دفاع المنافس والمساندة الهجومية من جانب لاعبي الوسط أحمد حسن وحسني عبدربه بالإضافة إلي الطرفين أحمد فتحي وسيد معوض مع سرعة الارتداد في حالة فقدان الكرة لمساندة خط الدفاع.. كما وضع الجهاز الفني كافة السيناريوهات التي من الممكن حدوثها خلال المباراة ومنها تقدم الكاميرون بهدف مع بداية اللقاء مثلما حدث في مباراة نيجيريا أو من خلال ال90 دقيقة ورد فعل اللاعبين الذي يجب أن يكونوا عليه وأهمها سرعة التماسك للتعويض وسد الثغرات وإغلاق المساحات ومراقبة أهم اللاعبين وعلي رأسهم إيتو وسوف يتكفل بهذا الموضوع وائل جمعة وسيلعب شحاتة بطريقة 3-5-2 المعتادة والتي تتغير حسب أحداث المباراة بوجود ليبرو خلف المدافعين الأربعة والذي سيلعب دوره هاني سعيد أو أن يكون هاني أمامهم والمدافعين خلفه وهم وائل جمعة ومحمود فتح الله وسيد معوض وأحمد المحمدي والذي تشير الدلائل إلي الدفع به من بداية اللقاء وفي الوسط كل من حسني عبدربه وأحمد حسن وأمامهم لا خلاف علي محمد زيدان وبجوار لاعب آخر سيكون ما بين حسام غالي أو شيكابالا ليكونا قاعدة مثلث رأسها عماد متعب وتتحول إلي رأس مثلث مقلوب في حالة الهجوم مع اتباع سياسة القادمين من الخلف والتسديد علي مرمي الكاميرون سواء من كرات متحركة أو ثابتة من خارج منطقة الجزاء.. ولا خلاف علي أن عصام الحضري سيقوم بحراسة المرمي ويدخر شحاتة محمد ناجي جدو كورقة رابحة يتم الدفع بها في الشوط الثاني.. وكان الفريق مع الجهاز الفني قد شاهدوا مباريات الكاميرون الثلاث بالبطولة لتحديد نقاط القوة والضعف ودراسته جيدًا في حوار مفتوح مع اللاعبين للعب بالطريقة الأنسب كما أكد المدير الفني خلال مران الأمس علي وضع اللمسات النهائية في النواحي الخططية والتكتيكية.. وقام سمير زاهر رئيس اتحاد الكرة واللواء صفي الدين بسيوني رئيس البعثة وعضو مجلس الإدارة بالاجتماع مع اللاعبين لتحفيزهم ومساندتهم وشد أزرهم لمواصلة النتائج الطيبة في البطولة لإحراز اللقب للمرة الثالثة علي التوالي والسابعة في تاريخ الأمم الأفريقية وتعويض الخروج من كأس العالم وأنهم أبطال القارة ويجب ألا يخشوا مواجهة أي فريق وتحقيق الفوز من ناحية أخري.. ويحرص المهندس حسن صقر رئيس المجلس القومي للرياضة علي الاتصال بسمير زاهر للاطمئنان علي أحوال البعثة والشد من أزر اللاعبين.