للمرة الثانية يعيد البيت الفني للمسرح عرض "أولاد الغضب والحب" علي خشبة مسرح السلام للمخرج ناصر عبد المنعم الذي سبق أن قدمه من قبل عام 2001 بنفس فريق العمل وهم أنوشكا وأحمد راتب ومحمد نجاتي وصفاء جلال وسيد الرومي، وعن إعادة العرض للمرة الثانية في هذا التوقيت يقول مخرج العرض ناصر عبد المنعم: فكرة إعادة العرض جاءت اتباعا لفكرة "الريبرتوار" التي اتبعها البيت الفني للمسرح خلال الفترة الماضية وهذه الفكرة معمول بها بكل مسارح العالم، والإعادة أيضا كانت بهدف تفعيل اتفاقية البيت الفني للمسرح مع شركة صوت القاهرة التي تهدف لتصوير العروض المسرحية المتميزة التي انتجها البيت الفني خلال الفترة الأخيرة ، لأن المسرحية لم تصور في المرة الأولي منذ تسع سنوات. ويضيف: هناك فرق بين العرضين ليس بجوهر العرض ولكن هو فرق تسع سنوات لأن العمل يتناول هموم جيل فمنذ تسع سنوات بالتأكيد كانت القضايا والهموم اختلفت في تفاصيلها، فكان لابد من ظهور هذا الاختلاف حتي يناسب قضايا ومشاكل الجيل الحالي، وقمت أيضا بتكثيف العرض خاصة في الفصل الثاني وتجديد بعض الجمل حتي تتواءم مع الفترة الحالية، ولا أريد أن اتسرع في الحكم حاليا علي رد فعل العرض لدي الجمهور خاصة ونحن نمر بظروف مختلفة فهناك امتحانات نصف العام وبطولة الأمم الإفريقية إلي جانب وهم أنفلونزا الخنازير لكنني أشعر بأنه من الممكن أن يحقق نجاحاً أكبر مما حققه من قبل. ويضيف عبد المنعم: في رأيي أن هذا العرض يحترم عقل الجمهور لأنه يقدم موضوعات حيوية ومهمة خاصة وأنه يدور في قالب ممتع حيث يناقش مشاكلنا بشكل ساخر متجانس مع ثقافة الشعب المصري وطبيعته الساخرة من كل شيء، وفي نفس الوقت استخدمنا كل المفردات التي تحقق متعة بصرية للمشاهد مثل الغناء والاستعراض وهذه النوعية من العروض مهمة جدا وهي قادرة علي إعادة الجمهور من جديد للمسرح لكنها للأسف مجرد محاولات فردية لم تتحول إلي تيار كامل فهي عروض صعبة جدا، تحتاج لجهد كبير وقراءة مختلفة لخشبة المسرح والنص وتحريك الممثل علي المسرح، كما أن ميزانيتها كبيرة، ولأننا نعيد العرض للمرة الثانية كان لدينا أشياء موجودة من العمل القديم فلم نواجه أزمة مع الميزانية، فهذه العروض تحتاج لميزانيات ضخمة جدا وإلا ستخرج بشكل فقير للغاية لذلك قد يبتعد البعض عن تقديمها كنوع من الاستسهال. مفاجأة العرض أن أنوشكا لم تعتمد علي الغناء فقط كما اعتاد أن يظهر المطربون بالأعمال المسرحية بل كانت مطربة وممثلة وراقصة حيث أدت أكثر من مشهد استعراضي متميز بالعرض، بينما اقتصرت علي تقديم ثلاث أغاني فقط، وعن ذلك يقول مخرج العمل ناصر عبدالمنعم: بالطبع قصدت ذلك لأنه لابد من كسر التوقع خاصة وأن أنوشكا فنانة استعراضية وممثلة ومطربة وكان من المهم أن نتعامل مع هذه الموهبة بشكل غير تقليدي، وهذا ما يحدث نوعاً من الدهشة للمشاهد، لأن هذه النوعية من الفنانات أصبحت نادرة بمعني أن إمكانية أن تمتلك الفنانة الموهبة في التمثيل والاستعراض والغناء بنسب متفاوتة مسألة ليست سهلة، لذلك كان لابد من استغلال طاقتها كفنانة وتوظيفها بشكل جيد في العرض ، والحقيقة لم أواجه معها أزمة أنها مطربة وجاءت من أجل الغناء، لأن أنوشكا من نوعية الفنانات المحبات للتحدي والدخول في تجارب جديدة فهي دائما تحب التمرد علي نفسها وتحب أن تضيف لرصيدها الفني. ويضيف: اختيار فريق العمل في البداية لم يكن له أي علاقة بمسألة وجود مطرب أو مطربة للترويج للعمل تجاريا، بينما المسألة كانت تتعلق بمدي ملاءمة كل فنان للدور الذي يقدمه وأعتقد أن هذا العرض ضم حوالي 6 أو 7 نجوم لأننا أردنا عمل هذه التوليفة الفنية التي لم تكن بهدف تجاري علي الإطلاق لكن كان هدفنا عمل كوميديا غنائية وعرض مسرحي يضم رقصاً وغناء واستعراضاً ففكرنا كيف نصل لتوليفة تحقق لنا هذا الهدف من البداية، وبالتالي الخريطة كانت متنوعة من نجوم وشباب جدد. بالإضافة إلي الظهور المختلف لأنوشكا تحدث المخرج عن تجربة سيد الرومي بالعمل حيث قال: سيد الرومي نموذج لتطور الممثل ونجاحه لأنه في 2001 كان موجوداً بالعرض وكان شاباً يظهر لأول مرة والجمهور لم يكن يعرفه والفرق بين أدائه في 2001 وهذه المرة، كبير جداً لأن أداءه تطور كثيرا كما أنه أصبح أحد نجوم العرض فهذه بالنسبة له تعتبر رحلة كفاح، ورغم نجاحه إلا أن وجوده لم يشكل أي إزعاج لأحد وهو موهوب ولقي كل تقدير واحترام الجميع، كما أنه يعتبر إضافة للعرض. وعن اعتذار داليا إبراهيم قبل ثلاثة أيام من افتتاح العرض أوضح المخرج: بالطبع حزنت لأن أول ظهور لداليا كان معي في مسرحية "الطوق والإسورة" ووقتها حصلت علي جائزة بمهرجان المسرح التجريبي وكانت أول جائزة لها وكان عمرها سبعة عشر عاما، بجانب أن أهم عروضها في المسرح كانت معي فمثلا قدمنا في 1998 "خالتي صفية والدير" مع محمود عبد المغني وخالد صالح في مسرح الهناجر، هي ممثلة موهوبة لكن ليس هناك شك أنني حزنت من موقفها خاصة وأنني لم أجد مبررا لما تفعله في حق نفسها فضيقي أنها تخسر أشياء لنفسها وللآخرين، لأن المسرح في النهاية لا يقف علي أحد هي تركتنا قبل الافتتاح بثلاثة أيام والحمد لله لم يؤجل العرض وجئت بوجه جديد بدلا منها هي "بسمة ياسر" وافتتحنا في الميعاد دون تأجيل والممثلة الجديدة من ورشة مسرح الغد وأدت الدور بشكل جيد.