خبر رقم 1 يقولون المسرح في مصر حاليا ليس في أحسن أحواله مهما حاولنا الكذب والادعاء وأبسط تصرف لكي تتأكد انظر حولك وبس. خبر رقم 2 وهو خبر قديم أن المسرح في الستينيات كان متميزا راسخا مزدهراً ولا مجال للإدعاء أنه كان مضروباً أو معطوبا أو هزيلاً هكذا أيضا يقولونه. خبر رقم 3 والمسرح الآن وفي كل العصور في بلادنا يعاني من صعود وهبوط ولكل هذا أسباب موضوعية ترتبط باهتمامات الناس الثقافية والاقتصادية والسياسية هذا ما أقوله أنا. وليس غريبا أن ننظر الآن نظرة عابرة علي مسرح زمان ومقارنته بمسرح اليوم لنخرج بمقارنة عاجزة عن فهم موضوعي للتحولات الكبيرة في حركةالمسرح إبداع + إنتاج + جمهور وفوق كل ذلك وتحته وحوله رصد الأدوار التالية: الدور الأول: رصد دور الدولة وموقفها من المسرح تريده أو لا تريده تقدره أو لا تقدره - تدفعه للأمام بجد أم تتركه ليلفظ أنفاسه. الدور الثاني: وهو دور الأجهزة المالية ونظرتها لقيمة المسرح ومدي استحقاقاته وهل هو خدمة أم سلعة تجارية ذات عائد. الدور الثالث: وهو دور فناني المسرح وهل هو رسالة أم سبوبة؟ الدور الرابع: دور الجمهور - وهل المسرح ضرورة أم مجرد فرحة كمالية. ولمن لا يعرف - أو يدعي أنه يعرف - فلقد عاني المسرح في الستينيات ضربات شديدة من الأجهزة المالية والتنظيمية والاتجاهات الأيديولوجية والخلافات الفكرية ولكنه وجد من يدافع عنه وهو الجمهور المتدفق والمتحمس والعاملون بالمسرح فهو حياتهم ورسالتهم إذ لم يكن مجرد سبوبة فلم تكن أجور العاملين به تزيد علي رقم وأمامه صفر واحد - محاولات عديدة بذلت لقصف رقبة التوسع المسرحي الكبير بحجة لم إيدك شويه ورغيف العيش أهم من ساندوتش الثقافة المجانية وثارت ثورات حامية ضد الإعلام الذي أسرف وانفق وبدد كل فلوسه من أجل الدعاية للمسرح ووسع من أنشطته وهذا من عمل الشيطان ونسي هؤلاء أن الإعلام هو من ساند وزارة الثقافة في هذا التقدم. فقد أصبح المسرح بشعبه العديدة احتياجاً شعبياً بالفعل وأصبح حضور المسرحيات عادة وأصبح النجاح كبيراً وأحست وزارة الثقافة والإرشاد أنها وزارة ذات أهمية قصوي وتعلق جيلنا بحلمه الذي يتحقق وكنا علي استعداد لمواجهة من يجرؤ علي إعاقة مشروعنا بالقوة. كنا نؤمن حقاً بملكية المشروع فنحن أصحابه الفعليون ونحن أبناء هذا العملاق المسمي بالتليفزيون هذا المليونير الاشتراكي مسموع الصوت والذي لم يكن اسمه التليفزيون المصري بل التليفزيون العربي ولعلك يا صديقي القارئ تدرك تماماً مدي ارتباط هذا الجيل بمسرح التليفزيون بالذات وهو جزء من مسرح الستينيات فمسرح الستينيات يقوم علي مراحل ثلاث من وجهة نظر المعاصرين الذين عاشوا هذه الفترة فألفريد فرج الرائد المسرحي المحترم يري أن مسرح الستينيات بدأ من عام 56 عام العدوان ثم وصل إلي قمته في ظل مسرح التليفزيون واستمر هذا المسرح في الستينيات حتي عام الانكسار 1967 معني هذا أن مسرحنا يتغذي علي الأحداث انتصاراً كان أم انكساراً ازدهاراً أو انحساراً ومن وجهة نظري أن تقييم عمنا ألفريد سليم تماماً فصحوة المسرح الجديد أو المعاصر وازدهاره وحماسته وميلاد أفضل أعماله وأفضل كتابه إبداعاً وكثرة وتنوعاً من أجيال متعددة وتجمع كل هذه الأجيال في مفترق طرق سواء من ساهموا من سنوات الماضي السحيق - فجر المسرح - أو فن جيل الوسط بالمسرح القومي والفرقة المصرية الحديثة والمسرح الحر وأنقاض الفرق الخاصة ثم جيل جديد تليفزيوني كل هؤلاء قاتلوا تحت راية واحدة واستمرت معاركهم الضاربة للبقاء والإحساس بجمهور واسع شاسع حتي الضربة القومية الفظيعة عام 67