عندما قرر أحمد أبوالغيط وزير الخارجية تشكيل مجلس لأمناء معهد الدراسات الدبلوماسية منذ بضعة أشهر، يضم نخبة من الشخصيات المصرية في مجالات مختلفة يمكنها أن تسهم في تطوير هذا البيت الدبلوماسي الأصيل.. لم يكن مستغربًا أن يكون العلم الصحفي مكرم محمد أحمد علي رأس هؤلاء. المرة الأولي التي شاهدت فيها الأستاذ مكرم.. كانت في الرياض وتحديدا أثناء اجتماعات القمة العربية التي استضافتها العاصمة السعودية وكان الأستاذ مكرم حينها قد ترك رئاسة تحرير المصور ولم يصبح بعد نقيبًا للصحفيين، واستغربت جديته في العمل.. ومزاحمته لنا في المؤتمرات الصحفية وملاحقته للمصادر من أجل الحصول علي معلومة، واستعجبت عندما سئل من جانب المشرفين علي المركز الصحفي عن بياناته واكتفائه بتعريف نفسه.. مكرم محمد أحمد صحفي مصري. وكانت المرة الثانية علي سلم روزاليوسف الأسبوع الماضي عندما وقفت المؤسسة عن بكرة أبيها.. من أصغر محرر لأكبر قيادات لنقول له رسالة واحدة نحن معك.. وتحدث إلينا الأستاذ مكرم الذي كادت حفاوة الاستقبال تذرف دمعًا من عينيه ولكنه كعادته ظل متماسكًا، ولفت نظرنا جميعا عندما اختار أن يقسم بتاريخه وبشرفه المهني للتأكيد علي برنامجه الانتخابي. والمرة الثالثة.. كانت يوم الأحد الماضي داخل نقابة الصحفيين عندما قررت أن أذهب لأزاحمه مثلما زاحمني سابقا.. وكانت المفاجأة أن المزاحمة لم تكن مني وحدي.. ولكن من جميع شباب الصحفيين، زاحمناه بتأييدنا وحبنا مثلما زاحمنا بمهنيته وعطاء لم ينقطع للمهنة التي أثبتت انتخابات نقيب الصحفيين أن الوسط الصحفي المصري -في غالبيته- يختار الانتصار للمهنة.