أكد الكاتب إبراهيم عبد المجيد أنه يتابع الإنتاج الأدبي للشباب لسببين: الأول بحكم كونه كاتبا لديه رحلة طويلة مع الكتابة، والثاني لاحتواء هذا الإنتاج علي جماليات جديدة وتقنيات مبتكرة. جاءت تصريحات عبد المجيد في حفل التوقيع الذي نظمته دار "ميريت" للنشر، للمجموعة القصصية الجديدة "سعادة السوبر ماركت" للكاتبة ضحي عاصي، وهي المجموعة الثانية لها بعد مجموعة "فنجان قهوة"، التي صدرت قبل عامين عن دار "شرقيات"، أضاف فيها: من خلال متابعتي لهذا الإنتاج علي "الفيس بوك" اكتشفت أنه يقع في دائرة الصورة القصصية أو التأملات أو قصص تقليدية في المبني وليس المحتوي، وانشغل هذا الجيل بالشرط الزماني الراهن وكأنه انقطع عن الأجيال السابقة التي اهتمت بالقضايا الكبري، وهذا ليس عيبا ولكنه استطاع أن يلفت الأنظار بقوة، وأصبح في صدارة المشهد مثلما استطاعت قصيدة النثر أن تحتل مواقع الصدارة في المنجز الشعري. وهنا قاطعه الشاعر سمير عبد الباقي قائلا: قصيدة النثر لم تتصدر المشهد "ولا حاجة"، وأرفض مثل هذه التعميمات التي أوقعتنا في "حيص بيص"، فرد عليه إبراهيم عبد المجيد بانفعال: هذا من وجهة نظري، أري أن قصيدة النثر هي السائدة. وفيما يتعلق بالمجموعة قال عبد المجيد: قدمت ضحي عاصي صورة لما يحدث في هذا المناخ الاستهلاكي، وإن كنت لا أري وجه تشابه بين قصص المجموعة، كما جاء العنوان غير معبر عن المجموعة، وقد سعدت بلغة القصة والمناطق الأنثوية التي وضعت يدها عليها وإذا كان من ملاحظة أن مبني القصص قديم وهذا ليس عيبا، فاللغة حية والموضوعات تخص أشياء دقيقة في الحياة العامة والحياة الزوجية والحب، وهو ما يعيد إلي أذهاننا ما كان يكتبه يوسف إدريس فرغم أنه كان يكتب في زمن الواقعية الاشتراكية، فإنه تناول أشياء صغيرة لا يلتفت إليها الناس. فقصة "حلاوة شمسنا" تتناول قصة امرأة لا يوجد توافق بينها وبين زوجها، واستخدمت مفردات ليس فيها تزيد والكلمات راقصة ومفعمة بالمشاعر والأحاسيس، وأعجبتني قصة "البالونة" التي أربكت الناس، الذين توهموا قرب وقوع حادث إرهابي، وكانت المفاجأة انسكاب البنزين علي الأرض بعد سقوط العبوات من علي دراجة أحد الشباب، أما قصة "الملك العادل" فلم تعجبني لأنها أشبه بالخطابة. ومن جانبه أشار الشاعر سمير عبد الباقي إلي أن أهم شيء في المجموعة أنها ليست بعيدة عن الواقع، كما تمتلك الكاتبة موهبة جذب القارئ، فلا يترك المجموعة إلا بعد الانتهاء منها كاملة، وهذا يحتاج إلي مجهود شديد وتحمل التجاهل والرفض عكس روايات هذه الأيام التي كانت في الأصل قصص قصيرة تم تمديدها لتصبح روايات. أما الكاتبة ابتهال سالم فقالت: إن أهم ما يميز كتابات ضحي عاصي هو دخولها في الحدث مباشرة بدون مقدمات فهي لا ترهق القارئ، ولا تتفلسف عليه وتستعرض ثقافتها، وهذا مهم في القصة القصيرة والجمل لها إيقاع موسيقي وتجمل نهايات القصص صدمة أو مفاجأة للقارئ وإذا كانت اللغة سهلة فإن خلفيتها عميقة. وقالت ضحي عاصي: ما يهمني هو معالجة مشكلات القارئ ووصول الرسالة التي أريد توصيلها بأي شكل سواء باستخدام أبنية جديدة أم قديمة ويجب أن نحترم عقلية القارئ فهو غير نشغل بتنظيرات النقاد وإنما ما يعنيه هو الإفادة من العمل وارتباطه بواقعه ومحيطه.