وصل أمس الرئيس محمد حسني مبارك إلي العاصمة الإيطالية روما للمشاركة في فعاليات مؤتمر "قمة الغذاء العالمي" تبدأ اليوم رسميا وسط ترقب عالمي عما ستسفر عنه نتائج تخدم الدول النامية في ظل مطالبات مستمرة من الدول النامية بأن يكون لها دور في القرارات العالمية خاصة الاقتصادية منها والتي تتأثر بها الدول النامية بشدة. ويلقي الرئيس مبارك كلمة مصر اليوم الاثنين في أول أيام القمة التي تستمر حتي غد الثلاثاء ويركز الرئيس مبارك في كلمته علي معاناة الدول النامية من الأزمة المالية العالمية وضرورة أن تتحمل الدول المتقدمة مسئوليتها تجاه معاناة الدول النامية وضرورة البحث عن طريقة جديدة للحد من تأثير الأزمات الاقتصادية كما يركز الرئيس مبارك علي إشراك الدول النامية في إقرار الاقتصاد العالمي بصفتها شريكا أساسيا في العملية الاقتصادية. من جانبه صرح وزير الخارجية أحمد أبوالغيط بأن مشاركة الرئيس حسني مبارك في قمة الأمن الغذائي التي تنطلق في روما ستكون فرصة لإطلاق المزيد من الأفكار والرؤي المصرية التي سبق طرحها من جانب الرئيس مبارك في القمة السابقة للفاو عام 2008 ، والتي باتت أكثر ضرورة والحاحا في ضوء التفاقم المستمر في أزمة انعدام الأمن الغذائي بكل اوجهها السياسية والاقتصادية والاجتماعية. وصرح المهندس رشيد محمد رشيد وزير التجارة والصناعة بأن وجود الرئيس مبارك في هذا المؤتمر له مغزي كبير فمصر و الرئيس مبارك له دور ريادي في الفترة السابقة في مواجهة أزمة من أهم الأزمات التي تواجه العالم. كان الرئيس مبارك قد حذر في أكثر من محفل دولي وإقليمي من خطورة استمرار الوضع الحرج الذي وصلت إليه أزمة الأمن الغذائي في الدول النامية التي يعيش بها أكثر من ثلثي سكان العالم خاصة في أفريقيا التي تعد أكثر قارات العالم معاناة من تلك الأزمة، وهو الوضع الذي ازداد حرجا وسوءا مع تفاقم تداعيات الأزمة الاقتصادية والمالية العالمية. ومن ناحية أخري ويعتزم حضور مؤتمر القمة أكثر من 60 رئيس دولة وحكومة وتبدأ اليوم أعمال القمة في مقر منظمة الفاو بالعاصمة الإيطالية حيث يلقي قداسة البابا بينديكت السادس عشر البيان الافتتاحي لمؤتمر القمة. وقد دعت المنظمة "فاو" إلي عقد مؤتمر القمة العالمي للأمن الغذائي في غمار السعي لتعبئة الإدارة السياسية لحشد استثمار متزايد من أجل قطاع الزراعة وتنشيط الجهود الدولية مجددا في الحرب علي الجوع. بينما لم يتبق أكثر من ساعات قبل افتتاح أعمال مؤتمر القمة العالمي للأمن الغذائي بدأ جاك ضيوف، المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة "FAO"، إضرابه المعلن عن الطعام لمدة 24 ساعة في دعوة للعمل علي إنهاء لعنة الجوع وتضامنا مع مليار إنسان من ضحايا سوء التغذية المزمن. وناشد جاك ضيوف أصحاب النية الحسنة في كل مكان "الانضمام معه في إضراب عالمي عن الطعام خلال نهاية هذا الأسبوع"، وكان الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون. وبدأ جاك ضيوف، ملقيا الأضواء علي مبادرته هذه، الإضراب عن الطعام في الساعة الثامنة مساء السبت في ردهة الدخول بمقر المنظة "فاو" في روما، حيث قضي الليلة أيضا، وقال لمراسلي الإعلام "أتمني من خلال هذه المبادرات أن نرفع مستويات الوعي، ونزيد الضغط من جانب الرأي العام لضمان أن أولئك الذين يملكون تغيير هذه الوضعية سيكونون قادرين علي إنجاز ذلك". ويصدر اليوم الاثنين عن القمة إعلان "مؤتمر القمة العالمي حول الأمن الغذائي" ويدور حول ضمانات يقدمها العالم للدول النامية تجنبا لأي أزمات غذائية والإقليمي والصعيد العالمي لدعم توزيع الموارد علي نحو أفضل وتجنب الازدواجية في الجهود وتحديث الثغرات. من كواليس المؤتمر حاتم عبدالقادر المستشار الإعلامي المصري في روما وعزالدين شاهين بذلا مجهودات كبيرة في استقرار البعثة الإعلامية المصرية المكونة من 30 صحفيا وإعلاميا. المستشار الإعلامي استضاف عددًا كبيرًا من الإعلاميين في منزله لمشاهدة مباراة مصر والجزائر أمس الأول بعد انتهاء أول أيام عمل القمة. جيوفاني أليمانو رئيس بلدية روما أرسل رسالة إلي الوفود المشاركة في قمة الغذاء العالمي رحب فيها بالضيوف في بلدته التي قال إنها اتخذت جميع الاحتياطات لعقد القمة بها واعتبر أن القمة هي لحظة مواجهة الحقيقة في الوقت المناسب وأنه قد حان الوقت لإحداث تغيير واضح في التوجه نحو سياسة عادلة لمواجهة الفقر. إدارة القمة اتخذت عددًا من الاحتياطات لمواجهة أنفلونزا الخنازير فتم توزيع كمامتين و2 ترمومتر يستخدم لمرة واحدة و6 مناديل معطرة بالإضافة إلي نشرتين صحيتين. الهيئة العامة للاستعلامات أعدت مركزًا صحفيا مميزا في الفندق مقر إقامة البعثة لمساعدة الصحفيين والإعلاميين في أداء مهمتهم. فندق أكسفورد الذي يقيم به الصحفيون هو نفس الفندق الذي تم فيه تصوير أغلب مشاهد مسلسل "حرب الجواسيس" الذي أذيع رمضان الماضي.