يحتفي عالم الصوفية بالعديد من المفارقات والأسرار حتي في حياة مشايخ الطرق الصوفية وزجاتهم، فلم يكن يتوقع أحد أن ينعكس دور شيخ الطريقة الصوفية علي دور الزوجة لتكون بمثابة قائد ثان في الطريقة الصوفية تتولي مهام زوجها شيخ الطريقة لكن بين صفوف النساء، وذلك علي الرغم من أن معظمهن لم يكن لهن صلة بالتصوف قبل الزواج من شيخ الطريقة حيث تلقين العلم الصوفي علي يد أزواجهن ويقمن بأدوار متعددة في مساعدة أزواجهن.. من أجل جذب أكبر عدد من المريدين والأحباب، والأطفال في جميع المحافظات. ولقد كان لروزاليوسف العديد من اللقاءات مع مشايخ الطرق الصوفية للتعرف علي الدور الذي تقوم به كل منهن لدعم زوجها، فتقول نفيسة زكريا عبد المجيد زوجة الشيخ عبد الخالق الشبراوي ونائبة رئيسة جمعية اتحاد المرأة الصوفية بأنها تبذل مجهوداً كبيراً في دعم ومساندة زوجها، فتقوم بتنظيم مواعيد الرحلات الصوفية المعتادة لجميع المحافظات والقري، كما تشترك مع زوجها في توسيع مجال الدعوة الإسلامية عن طريق تعليم السيدات والفتيات كيفية المداومة علي الأوراد والأذكار والإخلاص في العبادات. وتشير إلي أنها تسافر في حضور المؤتمرات والاحتفاليات المقامة في الخارج إذا تمت دعوتها، ومن ناحية أخري، ومع ذلك فإنها تحاول التدخل في مهام زوجها الذي يقوم بتنظيم اللقاءات الدينية مع المريدين الذين يلجأون إليه لتقوية إيمانهم. أما هبة سليمان زوجة الشيخ هاني إمبابي والتي تبلغ من العمر 26 عاماً فهي أصغر الزوجات الجمعية فتوضح أنها بالرغم من انشغالها بتربية طفليها محمد وهنا إلا أنها حريصة علي عقد جلسة خاصة لأبناء المتصوفين لشرح وتبسيط الصوفية بعيداً عن التلقين ولنشر الفكر الوسطي للإسلام، وتحرص علي تعليم السيدات من أتباع الطريقة بعض المهن اليدوية لزيادة دخلهن. بينما تهتم إيمان محمود زوجة الشيخ الحبيبي بالأعمال الخيرية مثل توفير الملابس الجديدة للفقراء وإعداد الطعام لهم وتجميع الأموال من جميع أفراد أسرتها لتقديم الدعم والمساندة للفقراء والمحتاجين والمرضي من المتصوفات، وتشترك مع مهام الزوجات الأخريات في حضور اجتماعات السيدات المتصوفات وتوصيل مشكلاتهن لزوجها، وبالإضافة إلي قيامها بكل التسهيلات الممكنة لإتاحة الفرصة لأتباع الطريقة بممارسة عباداتهم أثناء غياب الشيخ. وتضيف أنها شجعت زوجها علي تصميم موقع الكتروني خاص بالطريقة الحبيبية، وتساعدها ابنتاها دينا وعلياء في تجهيز جميع المعلومات الخاصة بمفهوم التصوف البعيد عن التطرف، بالإضافة إلي توضيح أهداف جمعية التصوف النسائي للمرأة المسلمة. وتؤكد أن لها رأيا مختلفًا في تنظيم الطرق الصوفية، حيث تري أنه من المفترض أن يتكون المجلس الأعلي للطرق الصوفية من سبعة أعضاء فقط وذلك بدلاً من 11 عضواً، وأن يتم اختيار المجلس كل ثلاث سنوات فقط، وأن يكون من ضمن الأعضاء السبعة المنتخبين، شيخ المشايخ ونائب له وأمين الصندوق وأمين المجلس. أما السيدة ماجدة عيد زوجة الشيخ محمد الشهاوي فقد برز دورها الصوفي لدعم زوجها من خلال ترأسها جمعية اتحاد المرأة الصوفية لمعرفة رأيها، كما تشترك مع جميع مهام زوجات المشايخ الصوفية في استقبال زوجات وبنات الطريقة وأتباعها المنتشرين في جميع المحافظات، لاعطائهن المبادئ والقيم الأخلاقية الخاصة بالتصوف، وتؤكد لنا بأن زوجها كان مرحبًا بفكرتها لإنشاء جمعية خاصة بالمرأة وشجعها كثيراً لكي تخرج الجمعية إلي النور، وتري أنه من الأفضل أن يتخلص البيت الصوفي من الأمور الدنيوية لكي نقضي علي الصراعات والانقسامات بين الطرق الصوفية.