الكاتبة القديرة حسن شاه التي اعتادت علي مدي سنوات طويلة أن تطل علي جمهو ر القراءة من خلال الباب الشهير (أريد حلاً) لتسمع مشاكل الناس وأحلامهم وآمالهم لعلها تتمكن من حلها وهو ما تحقق لها بالفعل علي مدي السنوات الماضية، وتؤكد أن (أريد حلاً) ينتعش في شهر رمضان وبالأخص في العشر الأواخر من الشهر وخاصة ليلة القدر حيث تصل عدد كبير من المساعدات المادية التي تحل مشاكل الالآف من قراء الباب وأغلبهم هذه الأيام من العرائس اللاتي يتعثرن في شراء الجهاز وخاصة من الطبقة تحت المتوسطة التي يتشدد فيها أهل العريس في شراء أدوات المطبخ والقطن والتنجيد وكلها أعباء ومصروفات مكلفة لا تتمكن كثير من الأسر البسيطة من تحملها وبالتالي تفشل الزيجات قبل أن تتم. وطوفان الخير الذي يعم في ليلة القدر ويدفع المصريين للإحساس بمشاكل الآخرين يزيد من لهفتها لاستقبال الشهر بفارغ الصبر حتي تتمكن من حل مشكلاتهم. وتؤكد أن إحساسها بقدوم شهر رمضان اختلف كثيرا عنه عندما كانت في مرحلة الطفولة وهو ما يذكرها دائما بقصة قصيرة للكاتب نجيب محفوظ من إحدي السيرة الذاتية التي كتبها قبل وفاته ووجه حديثاً مباشراً لربة المنزل التي تشكو انشغالها بالطهي وطلبات أبنائها التي لا تنتهي لينبهها بيوم سيأتي عليها لتجد نفسها وحيدة بعد أن يتزوجوا ويتركوها وهذا هو حال الكاتبة حسن شاه الآن، فكلما جاء رمضان تتذكر أيام طفولتها في العباسية وزفة الفوانيس التي لم تكن تفوتها وتقول "ادونا العادة رب يخليك" وتتذكر أيضا الأب والأم والخال وكل الكبار الذين اختفوا من حياتها الآن. وما بين زحمة الحياة التي تأخذ منها أبناءها تحاول أن تستقبلهم في منزلها لتجمع الأسرة من جديد كما تحرص علي دعوة أسرة زوجها الراحل وتستمتع بالإفطار مع "بنات جيلها" من الكاتبات ومنهن آمال بكير ونعم الباز وابتسام الهواري واللاتي تعتبرهن شلتها من الصحافة "اللي خرجت بيهم من الدنيا" علي حد وصفها. ولا تنسي في العشر الأواخر من رمضان مع قرب قدوم العيد فرحتها بشراء فستان العيد الجديد والحذاء اللذين لم يكونا يفارقا حضنها ليلة العيد فكانا لهما فرحة لم تعد تراها في عيون الأطفال هذه الأيام.