مع ارتفاع درجة حرارة الجو واقتصار تركيب أجهزة التكييف علي قلة من المساجد الكبري إضافة إلي تزايد المخاوف من انتشار أنفلونزا الخنازير تشهد المساجد في صلاة التراويح خلافات مستمرة للصلاة في ساحاتها بدلا من داخل المسجد مما يثير الخلاف داخل بعض المساجد التي يصر أئمتها علي ضرورة ملء المساجد أولا وإذا زاد العدد يمكن الصلاة بالساحة، وتظهر المشكلة حول صلاة السيدات بالساحات الخارجية حيث يري كثير من الدعاة أن هذا سلوك يتنافي مع الخصوصية الواجب توافرها في أماكن صلاة السيدات وما بين مؤيد ومعارض تعددت آراء المصلين، فتعتبر نهال خالد مدرسة أن رفض صلاة النساء بساحات المساجد أمر تعسفي لا يتفق مع سماحة الدين الذي يدعو للتيسير علي المسلمين، فحرارة الجو الشديدة تجعل الصلاة داخل المسجد وخاصة في صلاة التراويح بشهر رمضان أمراً أشبه بالتعذيب وهو ما يفقدها القدرة علي التركيز والخشوع في الصلاة. بينما تختلف معها نادية عبدالتواب إسماعيل ربة منزل والتي ترفض تماما أن يكون المسجد شبه خال من المصلين بينما تحفل بهم الساحة الخارجية في مشهد مخالف لما هو مألوف. كما يرفض ماهر عبدالفضيل مهندس بالمعاش صلاة النساء في الساحات حتي لا تكن عرضة لأن يراها المارة وهو أمر من شأنه أن يفسد صلاتها لأنه يبرز جسدها أثناء الركوع والسجود كما أنهن يكن عرضة لمضايقات المتسولين والباعة الجائلين وسارقي الأحذية إضافة إلي صعوبة سماع الإمام وكلها أمور تشتت انتباه المصلين. وتتساءل مي محمود طالبة بكلية التجارة كيف نحرم صلاة المرأة في الساحة بينما النساء في الحرمين الشريفين المكي والنبوي يصلين في الساحة المكشوفة أمام الجموع فما هو المانع من صلاتها في ساحة المسجد المجاور لمنزلها إذا كان ذلك سيتيح لها أداء صلاة الجماعة وبالتالي إحياء شعائر شهر رمضان. يشير صلاح عادل طبيب أمراض جلدية إلي ضرورة النظر إلي الأمر بصورة مختلفة وخاصة مع تزايد المخاوف من انتشار مرض أنفلونزا الخنازير وخطورة انتشاره في الأماكن المغلقة. عن آراء العلماء فتقول د. إلهام شاهين "أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر" إنه من غير المستحب الصلاة في الساحة أو الطريق كما أن الرسول صلي الله عليه وسلم أوصي بصلاة المرأة في بيتها بل إنه فضلها عن الصلاة في المسجد وقال أيضا إن صلاتها في حجرتها في منزلها أفضل من صلاتها في ساحة منزلها أو ما يعرف "بصالون المنزل"، وكلها أمور ترشدنا إلي أن الصلاة في المكان المستتر مطلوبة وثوابها أكبر. بينما يري د. رشاد خليل "عميد كلية الشريعة والقانون السابق" أن صلاة الجماعة في الساحات تصح بشرط عدم وجود حائل تثير وصول الصوت أو فواصل بين الصفوف، مشيرا إلي أنها تصح منعا للحرج فالله يريد بعباده اليسر ولا يريد بهم العسر كما قال في كتابه الكريم، ولا يجد حرجاً في صلاة السيدات في الساحات الخارجية إذا كانت خلف الرجال، كما أنه من الضروري مراعاة أن ينصرفن أولا ثم ينصرف الرجال أو العكس حتي لا تمس النساء. يضيف بأنه ليس من الضرورة ملء المساجد إذا كانت الظروف تقتضي غير ذلك كالحر الشديد الموجود الآن طالما أن الصوت يصل إلي جموع المصلين، بدلا من الصلاة في المنزل فالإسلام حثنا علي الجماعة لما فيها من روح التجمع والتعارف. كما يشير د. أحمد السايح "أستاذ العقيدة بجامعة الأزهر" أن الصلاة يمكن أن تتم في أي مكان يراه الإنسان مناسباً بأن تتوافر فيه شروط الطهارة ويتساءل متعجبا "من قال إن الصلاة يجب أن تكون في مكان مغلق"، مضيفا من يقولون ذلك يهيأ لهم أن المرأة عورة من أولها لآخرها، وقد جرت العادة أن الناس ينظمون أماكن للرجال وأخري للنساء، وسواء صلت المرأة داخل المسجد أو خارجه ففي كل الأحوال صلاتها صحيحة والأفضل عدم تضييق الخناق علي الناس إلا إذا كان هناك تنظيم يقتضي أن يتبعه الناس حتي لا تحدث فوضي.