حفلت احتفالية افتتاح "محكي القلعة" بالعديد من الأنشطة التشكيلية، التي ضمت معرضا لرسوم الأطفال تابعا للإدارة العامة لثقافة الطفل، وأتوبيس الفن الجميل وقصر ثقافة الطفل المتخصص، كما أقيم معرض للفنون التشكيلية، ومعرض آخر لنماذج من أعمال الموهوبين، ومعرض للمشغولات اليدوية من استلهام البيئة في منطقة حلايب وشلاتين، وإنتاج ملتقي الفخار بأشمون جريس، ومعرض لمنتجات ورش الحرف التقليدية في مجالات المشغولات الجلدية، وأشغال الحصير، والخوص، بالإضافة لمعرض الملتقي الثقافي الخامس للشباب بمدينة السويس، إلي جانب ورشة فنية في مجال الأشغال اليدوية المتنوعة لجمعية الشبان المسلمين. وعن الأنشطة التشكيلية بالمحكي هذا العام قال الفنان عبد الوهاب عبد المحسن رئيس الإدارة المركزية للشئون الفنية بالهيئة العامة لقصور الثقافة: تقدم الفعاليات هذا العام جرعة ثقافية مهمة جدا، مناسبة تماما لشهر رمضان، فمن يريد رؤية فولكلور شعبي من أي محافظة سيجده، ومن يريد فنًا تشكيليا يجده، وكذلك الرسوم المتحركة، بالإضافة إلي الأنشطة الأدبية من شعر وندوات وغيره من الفنون المختلفة، كل هذه الأنشطة في مكان له عبق تاريخي، في جو من أروع ما يمكن، كما تتضامن في الفعالية كل أجهزة وزارة الثقافة تحت إشراف الهيئة التي استطاعت جمع كل القطاعات في منظومة كبيرة تخدم الجماهير. أكمل عبد المحسن: وفرنا هذا العام للجمهور وسائل نقل لتسهيل انتقالهم داخل القلعة، وأقمنا عرضا لرقصة "التنورة" يشبه "الزفة" امتدت من طريق صلاح سالم حتي المحكي، مما كان له أثر علي جذب الجمهور، حيث توجد حالة حميمية جدا بين الجمهور والفنانين والمكان، كما استضاف المحكي هذا العام نجوم طرب كبارًا، وفرق الفنون الشعبية من محافظات مصر المختلفة التي تقدم رقصات مميزة، والإنشاد الديني يقدم كل ليلة فقرات متنوعة مع كورال الأطفال، ومن المهم أيضا هذا العام في المحكي الحرف التقليدية والتي يوجد إقبال شديد عليها من الناس، وورش المعادن وأشغال الجلد، والفخار والنحت التلقائي، وكذلك ورشة ليلة وفنان. ومن جانبه تحدث الدكتور خالد أبو المجد المشرف علي ورشة المعادن بالمحكي عن الهدف من الورشة قائلا: نهدف من خلال هذه الورشة إلي تعليم مبادئ صناعة الحلي، والاحتكاك المباشر مع الجمهور، وإعطائه فكرة مبسطة عن هذا الفن، وفي نهاية الورشة، التي تستمر عشرة أيام، يكون كل مشارك من المشاركين الذين تتراوح أعمارهم بين 10 و20 عاما، قد أنتج قطعة حلي، وتوفر الورشة جميع الخامات والأدوات المستخدمة، خاصة النحاس الأحمر والأصفر، ونحرص منذ بداية الورشة علي ربط العمل بالتاريخ عن طريق الحديث عن التراث والمكان والقلعة والناصر صلاح الدين وعظمته، وكيفية التحدث مع الجمهور، كما يشترك الجمهور أحيانا معنا في العمل ويستخدمون أدواتنا وخاماتنا، وفي اليوم الأول من الورشة كان الناتج مفاجأة بالنسبة لي، مما جعلني أتوقع نتاجا جيدا جدا في نهاية الورشة. وكان من أبرز ما قدمته الهيئة أيضا من أنشطة تشكيلية بالمحكي، ورشة بعنوان "ليلة وفنان" التي تستضيف كل يوم فنانين من محافظات مصر المختلفة، وقد استضافت في اليوم الأول من المحكي الفنانين علي سعيد وعادل محمد مصطفي من الإسكندرية، يقول الفنان علي سعيد: هذه هي المرة الأولي التي أشترك فيها بورشة "ليلة وفنان" في محكي القلعة، وقد رسمت أمام الجمهور لوحة من روح المكان، فوجود "الموتيفات" الشعبية في كل مكان من حولي، وورش الحلي، انعكس علي لوحتي التي خرجت في صورة امرأة بدوية ترتدي الحلي، وكنت متخوفا في البداية من الرسم أمام الجمهور، لكنني سرعان ما اندمجت مع اللوحة ومساءلات الجمهور. أما الفنان عادل محمد مصطفي فأشار إلي أنه يشارك أيضا لأول مرة في ورشة "ليلة وفنان"، ووصف الورشة بالحدث الناجح، وأرجع سبب هذا النجاح إلي الاحتكاك المباشر بين الفنانين والجمهور، خاصة أن الفن التشكيلي ينحصر في ضوء العرض الخاص أو الجماعي أو عروض المتاحف التي لا يراها في الغالب سوي الفنانين أنفسهم وأصحابهم ونقاد الفن التشكيلي، لكن هذه الورش تتيح للمتلقي مشاهدة انفعالاتنا أثناء الرسم منذ بداية العمل في اللوحة وحتي نهايتها، وكان هذا مثيرا وممتعا جدا بالنسبة لي. وأكمل عادل مصطفي: احترت في البداية ماذا أرسم، ولكن حينما رأيت المكان وزخم الفنون المختلفة من حولي، قررت أن أعمل بتلقائية أمام اللوحة، وأنا في الفترة الأخيرة من أعمالي كنت أعمل علي تزاحم الأشكال في الشوارع المصرية كتداخل السيارات والبشر والعمارات، فهذه العناصر سيطرت علي في لوحة الورشة ولم أستطع التخلي عنها، ولكنني تناولتها بنوع من التفاؤل، فرسمت في النصف الأعلي من اللوحة طيورًا هادئة مستكينة، وأصبح اللون يحمل بعضا من الأمل كالألوان الوردية والأحمر، كما أنني أستكين دائما في أعمالي للألوان الرمادية التي تمثل سطحا طيبا قد تتصارع عليه مفرداتي التشكيلية وألواني الساخنة، فأنا لا أهتم بالتفاصيل التشكيلية للعناصر بقدر ما أهتم بما يحمله الشكل من دلالة، فالطائر في وضع الاستكانة لا أريد منه سوي حركته الهادئة، أيضا أهتم باستخدام الخامة في أعمالي كالكولاج، وهذه الورشة كانت فرصة لي كي أعمل مباشرا باللون دون استخدامي الكولاج. أما قطاع الفنون التشكيلية فأشترك في "المحكي" بمجموعة من الفعاليات، حيث قام بتنظيم معرض الفن التشكيلي الأستاذ أحمد كمال الدين مدير إدارة المعارض القومية، وملتقي "الفن والجماهير" الذي نظم ورش عمل بالملتقي، كما نظم الفنان تامر عاصم مدير مركز محمود مختار الثقافي ورش عمل جرافيتي، والفنان طارق مأمون مدير مركز سعد زغلول نظم ورشة عمل للأطفال "أحفاد سعد زغلول". أشار أحمد كمال منسق معرض الفن التشكيلي المقام في محكي القلعة إلي أن مشاركة الفنانين التشكيلين كل عام باختلاف اتجاهاتهم الفنية ضمن احتفالية ليالي المحروسة، يؤكد مدي حرصهم علي التواجد في محكي القلعة، ذلك المكان الذي يمثل مجموعة من القيم الإسلامية والتراثية والتاريخية والفنية والمعمارية والجمالية. وأوضح الفنان تامر عاصم منظم ورش عمل الجرافيتي أن مركز محمود مختار الثقافي تميز بطرح فن "الجرافيتي" بعدة أوجه ومعالجات فنية حرة، رغم أن هذا الفن من البداية ظهر كفن احتجاج لموضوعات حياتية، أو تعقيب علي حدث أو اعتراض ورفض أوضاع مجتمع أو التعبير عن رأي، إلا أننا تمكنا من توظيفه علي حسب طبيعة الموضوعات المطروحة علي الساحة، في العديد من ورش العمل، وقدم المشاركون بالورشة رسوما تعبيرية وتجريدية ورموزًا وإشارات تحمل معاني ومضامين إلي جانب المساحات اللونية الصريحة والبسيطة والعميقة المعني حتي توصلوا إلي اللغة الإبداعية والجمالية. وعن ورشة عمل "أحفاد سعد زغلول" قال الفنان طارق مأمون منظم الورشة: قدمنا في الاحتفالية ورشة فنية للأطفال "أحفاد سعد زغلول" من عمر تسع سنوات حتي 16 عاماً، ومن مناطق مختلفة في مصر، وهؤلاء الأطفال عينة مختارة من 170 طفلا من أطفال المركز، ومنهم أطفال لديهم موهبة في كتابة القصص ورسمها، وبالفعل قدموا أروع ما عندهم وعبروا برسوم فنية وانطباعية من وحي القلعة، واستخدموا الكثير من الرموز التشكيلية الخاصة بسمات مرحلتهم العمرية التي خدمت العمل الفني والاحتفالية.