في الوقت الذي يعتزم فيه بنيامين نتانياهو رئيس الوزراء الاسرائيلي تحريض بريطانيا وألمانيا علي ايران لفرض مزيد من العقوبات، دعت طهران أمس الدول الكبري إلي "مراجعة سياستها" والي "الحوار" مع طهران بشأن برنامجها النووي مؤكدة أن عقوبات جديدة لن تمنعها من المضي فيه. وأعلن حسن قشقوي الناطق باسم وزارة الخارجية في لقاء صحفي بثه تليفزيون برس تي في "انه الوقت المناسب لتراجع الاطراف الاخري سياستها وبدلاً من مواجهة ايران عليها محاورتها". واضاف ان "التجربة السابقة تدل علي تفاهة العقوبات. وأن العقوبات لا تمنعنا من الدفاع عن حقوقنا الشرعية". ومن المقرر ان تتولي الدول الست الكبري المعنية بملف ايران النووي وهي الصين والولاياتالمتحدة والمانيا وروسيا وفرنسا وبريطانيا، تقييم هذا الملف في سبتمبر المقبل. وحتي هذا الوقت، تنتظر الدول الست ردا علي عرضها الحوار مع إيران وإلا فانه يتوقع ان تدفع الولاياتالمتحدة باتجاه المصادقة علي عقوبات دولية جديدة بحق إيران لرفضها تعليق برنامجها النووي حتي ان كانت أحادية الجانب. من جانبه، سيدعو نتانياهو نظيريه البريطاني والألماني لتشديد العقوبات علي طهران معتبرا أن هذا الاجراء يقلل من الحاجة لاتخاذ موقف غير دبلوماسي. وذكرت صحيفة "جيروزاليم بوست" الاسرائيلية أمس أن نتانياهو الذي بدأ جولته الأوروبية أمس في بريطانيا وألمانيا والتي تستمر لنهاية الأسبوع، سيلتقي نظيره البريطاني جوردون براون والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل. من جانب آخر، نفي هاشمي رفسنجاني رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام ما نقل عنه بشأن دعوته للالتزام بتوجيهات المرشد الاعلي علي خامنئي. علي صعيد متصل، قرر البرلمان الايراني استدعاء الوزراء المرشحين للحكومة الجديدة لمحمود أحمدي نجاد لتقييم كفاءاتهم، فيما وجه 300 صحفي وناشطٍ سياسي دعوةً الي المراجع الدينية للتعاون مع الزعماءِ الإصلاحيين لإنقاذ البلاد. من ناحية أخري، توقع باحثون أمريكيون أن ايران باتت علي مشارف امتلاك تكنولوجيا نووية عسكرية بما يحتم بذل الادارة الأمريكية جهودًا لفرض مزيد من العقوبات علي إيران لإثنائها عن امتلاك برنامج نووي عسكري. وقال جيمس فيليبس الباحث في شئون الشرق الأوسط بمؤسسة هيريتج إ ن طهران ستمتلك في غضون عام تكنولوجيا نووية عسكرية تهدد بها المصالح الأمريكية وحلفاء واشنطن بالمنطقة. وطرحت حلقة نقاشية نظمتها مؤسسة هيريتج الأمريكية اليمينية مجموعة من الخطوات لردع إيران ولتبني "الحد من الخسائر" لاحتواء التهديد الناتج عن إيران النووية ومنها تبني استراتيجية "الحماية والدفاع" لتحييد التهديد النووي الإيراني واتخاذ خطوات قوية ومتماسكة تُؤكد أن واشنطن سوف ترد بقوة مدمرة في حال شنت إيران هجمات نووية علي الولاياتالمتحدة أو أحد حلفائها في منطقة الشرق الأوسط. وأوصت الندوة إدارة أوباما بإظهار دعمها القوي إلي القوي الإصلاحية داخل إيران، وقيادة التحالف الدولي للضغط علي النظام الإيراني. من جهة أخري، ذكرت صحيفة روسية أن الأشخاص الذين يشتبه في أنهم قراصنة والذين صعدوا علي متن سفينة الشحن " أركتيك سي" هم في الحقيقة أفراد من المخابرات الإسرائيلية كانوا يحاولون منع السفينة من تهريب أسلحة إلي إيران. وذكرت وسائل إعلام روسية أن السفينة كانت تحمل صواريخ من طراز كروز إكس- 55 وصواريخ مضادة للطائرات من طراز S300 مخبأة بطريقة غير مشروعة بين شحنة من نشارة الخشب، وكانت في طريقها إلي إيران. وذكرت صحيفة " نوفايا جازيتا " اليومية أن رجالا يعملون بالنيابة عن الموساد الإسرائيلي قادوا السفينة لمنع الأسلحة من الوصول إلي طهران. ونقلت الصحيفة عن الناشرة يوليا لاتينينا إشارتها إلي الزيارة المفاجئة للرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز إلي موسكو الشهر الجاري عقب يوم من تحديد موقع " أركتيك سي" وتحريرها من جانب القوات الروسية قبالة سواحل غرب إفريقيا بعدما كانت مفقودة لمدة ثلاثة أسابيع. وطالب بيريز خلال الزيارة موسكو بعدم تزويد إيران بالأسلحة أو أنظمة الدفاع الصاروخية. ومن جانبها ، نفت السلطات الروسية أن السفينة كانت تهرب أسلحة. ووصف ديمتري روجوزين سفير روسيا لدي حلف شمال الأطلنطي "الناتو" هذه المزاعم بأنها "وهمية" و"سخيفة"، مشيرا الي أن الحديث عن نقل صواريخ الي ايران هو من قبيل "الترهات" و"الهلوسات". وأضاف أن نشر أسطول روسي في البحر الأسود بتكلفة كبيرة لتحرير السفينة المخطوفة كان من أجل البحارة الروس وليس لشحنة الاسلحة المفترضة، لافتا الي انه يتعين علي أي مسئول أوروبي أن يعرف أن هناك طريقاً قصيراً لنقل شيء ما من روسيا إلي إيران عبر بحر قزوين.